أسامة مهران يكتب: انتخابات الصحافيين!

قريبًا .. انتخابات جمعية الصحافيين البحرينية، مرت سنتان على وجه التقريب، ولم يتغير شيء، لا لوم على المجلس الحالي للجمعية، لا حول ولا قوة له، ولا لوم على الجسم الصحافي الذي يعاني في جانب منه الوهن وقلة الحيلة، طلبات الصحافيين كانت ومازالت واضحة، وهي لا تزيد أبدًا عن طلبات الصحافيين في بلدان عربية أخرى، مجرد أمان في الحياة من العوز والحاجة وضيق اليد، وهذا الأمان لا تحققه نقابة ولا جمعية، لكن يحققها توجه، إجراءات حاسمة حازمة فورية، التجارب أمامنا وليست بعيدة عنا، والأمثلة كثيرة ونحن لسنا بحاجة لوصف حالتنا أو حالتها.
البحرين ليس أقل من أية دولة عربية أخرى، البحرين تأتي دائمًا في مقدمة بلدان التنوير والإشعاع خليجيًا، ومن ضمن أهم الدول الإقليمية في التعليم والصيرفة والتجارة، “أكثر من قرن”، وفي طليعة الدول التي تؤمن بالآخر وتحترم مناسكه وتعيش في مجتمع صنوانه المحبة والتعايش والتسامح والسلام.
مملكة الأمن والأمان، وهي دولة الأماني المشرقة في كل اتجاه والتاريخ الحافل بالعطاء والإنجاز والتفكير وبناء الثقافة على أسس من التاريخ والحضارة والبنيان البشري القائم على استلهام العبر والتجارب واستحضارها من الدول التي سبقتنا وتلك التي تحاول معنا في نفس الاتجاه.

انتخابات جمعية الصحافيين على الأبواب، ومرت سنتان من دون إنجاز متحقق على الأرض للجسم الصحافي، فلا “هورة سند” تم توزيع أراضيها أو بيوتها على الصحافيين المستحقين، ولا معاش تقاعدي للصحافيين الذين ليس لديهم معاشًا تقاعديًا بعد إفلاس صحفهم وأصبحوا يعملون إما بدوام جزئي أو بالقطعة على هامش الحياة الصحافية المتوفرة.

لم تقدم جمعية الصحافيين المطلوب منها بالوضوح الكافي وبالشرح الذي يصل إلى رتبة المشروع، والحقيقة لا أدري لماذا لم يتم الحديث عن هذه المطالب الجوهرية مع أولي الأمر، لماذا تم السكوت حتى على مشروع الصحافيين السكني بعد أن تم تقليمه وتقزيمه إلى حدود “من لديهم طلبًا إسكانيًا متأخرًا”، أما الذين ليست لديهم طلبات لأنهم غير مؤهلين نظرًا لأنهم فوق السن وهم في نظري الأكثر استحقاقًا فمصيرهم مجهول، هذا كله لم يتم البت فيه، فقط مجرد دورات تدريبية بالشراكة مع جهات أخرى، وفقط مجرد أنشطة اجتماعية لجمعية مهنية المفروض أنها ترعى شئون أعضائها ولا شيء غير ذلك.

انتخابات جمعية الصحافيين على الأبواب، وهناك أكثر من رسالة ينبغي توجيهها لكل من يهمه الأمر:
أولاً: إن رئيس الجمعية الزميل الأستاذ عيسى الشايجي كان يغرد بمفرده، مع كامل احترامي لبقية الأعضاء الذين وضعوا الشمس في يد والقمر في الأخرى لكنهم لم يساعدوه بالقدر الكافي ولم يكونوا على مستوى طموح الشارع الصحافي في البحرين.

ثانيًا: إن الأستاذ الشايجي يستطيع من خلال فكره القائم على التجربة الطويلة والخبرات المتراكمة أن يجمع قومًا قادرًا على تولي مسئولياته أمام الصحافيين وأمام القيادة الحكيمة، بل أمام الوطن الغالي البحرين.

ثالثًا: إن الصحافة مسئولية ومن يتحمل هذه المسئولية عليه أن يكون في مستواها، أن يكون جديرًا وموثوقًا به من صناع القرار والجسم الصحافي وكل من له علاقة بهذه المنظومة التنويرية المعتبرة.

رابعًا: إن من جربناهم ومن جاءوا إلينا بمجرد احتفالات هي في غاية الأهمية لابد وأن يدركوا بأن الصحافة ليس “احتفالات في غاية الأهمية”، لكنها مسئولية ودور وواجب وطني، هذا الواجب يقوم على الاحترافية وليس على إدعاء الاحتراف، على الالتزام بضوابط المهنة، وحرية التعبير المسئولة والدفاع عن مصالح الوطن وليس بالتغاضي عن القضايا المحورية التي تهم الوطن والمواطن وتدخل في صميم واجبات وأخلاقيات الصحافي.

أخيرًا: أن يكون واضحًا لدى كل من يحاول تحمل المسئولية أن يعي بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن الصحافي الذي يشعر أنه لا حقوق له بعد سنوات طويلة من الخدمة والمعاناة في بلاط مهنة المتاعب فلا ننتظر منه أداءً يعادل تحديات مهنة المتاعب والمعاناة.