أحمد محمود جيسود يكتب: جهود الصومال للارتقاء بمنظومة التعليم في البلاد

تعهّد رئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود، منذ إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية الصومال الفيدرالية في الـ 15 مايو 2022م، بتطوير بمنظومة التعليم وتحسين ظروف المعيشة في مجالات التعليم وتحقيق المنافع الإجتماعية والاقتصادية والبيئية، بتحويل الصومال إلى “بلد ينعم بالسلام ومتصالح مع العالم”.

رغم كل التحديات والملفات الشائكة التي لم يتوان كعادته عن وضع أولويات على التحديات التى تواجه قطاع التعليم في البلاد مستغلا بخبراته السابقة خلال الفترة الأولى لرئاسة البلاد.

وكان رئيس الصومالي قبل تولي منصب الرئاسة، عمل في مجال التعليم كمدرس في مدرسة ثانوية للتدريب المهني، ثم تمت ترقيته إلى مدير معهد تدريب المعلمين في الجامعة الوطنية،وأعاد فتح المدارس، وأسس معهد الإدارة والتنمية الذي أصبح في ما بعد جامعة سمد.

ويعتبر التعليم هو الحجر الأساسي للتقدم في شتى المجالات ،و لذلك جميع الدول تهتم بتطوير العملية التعليمية لأنها تمثل الدعامة الأساسية للنهوض بالأمم ،وهو المنهج الذي يجب أن تسير عليه الدول لتحقق مكانتها وتقدمها، ويقاس ضعف الدولة وقوتها مدى اهتمامها للتعليم، كما أن التعليم في الصومال يواجه العديد من المصاعب والتحديات مما يتطلب مضاعفة الجهود والعمل على تنمية وتطوير منظومة التعليم في البلاد.

ويأتي المؤتمر الوطني للتعليم ليسلط الضوء على المبادرات الحكومية المختلفة من إيجاد الحلول الفعّالة لمختلف المشكلات التي تواجه المجال التعليمي في البلاد، وكان رئيس الصومالي حسن شيخ محمود قد افتتح فعاليات المؤتمر الوطني للتعليم، والذي انطلقت في العاصمة مقديشو منتصف شهر مارس الجاري واستمر على مدى خمسة أيام متتالية.

وبمشاركة ممثلين عن مختلف الجهات المعنية بالمنظومة التعليمية في البلاد مثل ممثلين من الولايات الإقليمية ،ومحافظة بنادر، وبعض المنظمات الدولية الداعمة لوزارة التربية والتعليم ،وضيوف شرف آخرين.

وسلط المؤتمر الضوء على سبل تحسين جودة منظومة التعليم في البلاد، وكيفية تخطي العقبات التي تواجه المجال التعليمي .

وأشار وزير التربية والتعليم في الحكومة الفيدرالية الصومالية، معالي فارح شيخ عبدالقادر إلى أن الهدف من إنعقاد المؤتمر، الخروج برؤية تعليمية شاملة لتغطية احتياجات المواطن وتخطي العقبات التي تحول دون تحسين جودة التعليم .
وخلال حفل الافتتاح، قال رئيس الصومالي، “أولويات الدولة هي نشر خدمات تعليمية ذات جودة عالية في البلاد، وتوحيد المناهج التعليمية بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بين وزارة التربية والتعليم في الحكومة الفيدرالية وبين وزارات التعليم في الولايات الإقليمية.”

مبادرات رئيس الصومالي لتطوير التعليم

في عام 2013، أطلق رئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود في الفترة الرئاسية الاولى 2012- 2017م ،آنذاك مبادرة” اذهبوا للمدارس”،” Go-2-School “والتي استهدفت، توفير التعليم المجاني لمليون طفل”،بدعم من اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي واليونسكو ومنظمة العمل الدولية في جميع المناطق الصومالية.

زيادة ميزانية التعليم
بناءاً على توجيهات رئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود من أجل التحفيز للنهوض بالتعليم وتطويره وخلق جيل متعلم، كثفت الحكومة الفيدرالية جهودا كبيرة من أجل مضاعفة ميزانية قطاع التعليم في البلاد أربع اضعاف هذا العام 2023م لتصل إلى 34 مليون دولار، من أجل إيصال التعليم مجانا إلى ربوع البلاد و تحسين جودة التعليم في البلاد.

وتعهد وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة الفيدرالية الصومالية ،معالي السيد فارح شيخ عبدالقادر بتحسين جودة التعليم في البلاد، وأن الطلاب يجب أن يحصلوا على فرص متساوية في التعلييم مشيرا إلى أن الحكومة لديها خطة استراتيجية لايصال الخدمات التعليمية في جميع مناطق البلاد.

وكما أكد الوزير أن الحكومة الفيدرالية الصومالية ، تخطو أولى خطواتها نحو تحسين وتطوير القدرة التعليمية وذلك بتنفيذ تعليمات رئيس الصومالي الدكتور حسن شيخ محمود بتوظف ثلاثة آلاف معلم ومدرب من أجل محاربة الأمية، وإيصال نور العلم والمعرفة إلى كافة مناطق جمهورية الصومال الفيدرالية، موضحا أن وزارة التربية تتكفل بالميزانية المالية لتطوير منظومة التعليم، جنبا إلى جنب مع جهات التعليم لدى الولايات الإقليمية، وإدارة محافظة بنادر.

توظيف 3000 معلم
توظيف ثلاثة آلاف معلم سيقومون بالتدريس في المدارس الحكومية في الولايات الأعضاء في الحكومة الفيدرالية وفي العاصمة مقديشو في خطوة لمحاربة الأمية، وإيصال نور العلم والمعرفة إلى كافة مناطق جمهورية الصومال الفيدرالية، حتى تتمكن البلاد من تخريج كوادر عملية تتخصص مستقبلا في مختلف التخصصات الدقيقة.

وخلال حفل الافتتاح المؤتمر ، قال رئيس الصومالي، :” إن الدولة تخطط لتوظيف 10 آلاف معلم ومعلمة، من أجل رفع فرص المواطنين للحصول على التعليم، كما تهدف إلى رفع نسبة الطلاب الحاضرين في المدارس بما فيهم القرويون والفئات الضعيفة”.

بدأت الحكومة الصومالية تكثيف الجهود، وفي إطار التصدي للتحديات التى تواجة التعليم حيث كثفت الحكومة جهودها في إصلاح البنية التحتية التعليمية كما عزمت على إعطاء الأولوية لجودة التعليم في البلاد، وتوحيد المناهج التعليمية.

وأوضح وزير التربية والتعليم معالي فارح شيخ عبدالقادر، أن الهدف من انعقاد المؤتمر هو الخروج برؤية تعليمية شاملة لتغطية احتياجات المواطن وتخطي العقبات التي تحول دون تحسين جودة التعليم .

في الختام أشاد وزير التربية والثقافة والتعليم العالي السيد فارح شيخ عبد القادر بالدور الريادي لرئيس الصومالي في قطاع التعليم لمدة ثلاثين عامًا مضت.

 أحمد محمود جيسود كاتب صومالي