وسن شاكر: مؤتمر تكنولوجيا المعلومات كفيل بتوحيد مثلث التنمية المستدامة (حوار)

 – لا حرب بين البشر والذكاء الاصطناعي

– ضرورة التعاون والتنسيق من أجل عالم أفضل

-التطور العلمي يأتي لخدمة الإنسان

-البحرين تبذل جهودًا لعلاج آثار التقدم العلمي

قضايا تكنولوجيا المعلومات كانت وستظل هى أهم الهموم بالنسبة للتعليم الجامعى في المنطقة، العالم كله في سباق مع الزمن من أجل أن يكون للإنسان مكانًا طبيعيًا في مواجهة الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الفائقة، وإنترنت الأشياء.

“مباشر 24” حاور العالمة العراقية الدكتورة  وسن شاكر عواد عميدة كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة الأهلية بمملكة البحرين، كان اللقاء يدور حول الإنسان والتقنية، من ينتصر على من، ومن يستفيد من من؟ هل هى حرب بين التقدم والتقليد؟ أم أنها صراع بين الماضي والحاضر وبين الواقع المتراجع والمستقبل الرهيب؟ .. وإلى نص الحوار..

بصفتك إحدى العرابات لتكنولوجيا المعلومات.. من حيث عدد البحوث المعتمدة من الأرشيف الدولى للبحث العلمي” سكوبس” .. كيف ترين موقع الإنسان في المستقبل وسط ترهات التكنولوجيا الخارقة؟

لم يغب الإنسان أبدًا عن علماء التقنية وهم يطورون البرامج، ويتقدمون بالعلوم ويعالجون المشكلات العلمية عن طريق الآلة الإلكترونية، الإنسان هو دائمًا الهدف الأسمى للتقدم العلمي، لا صراع ولا حرب بين البشر والذكاء الاصطناعي، هناك مفاضلة بين من ينجز أسرع وأدق، وبين من يفشل في الإنجاز ويتأخر عن الركب.

ماذا يعني ذلك يا دكتورة؟

هذا يعني في المقام الأول أن التقدم العلمي يأتي دائمًا ليقدم إلى الإنسان خدمة جليلة، يساعده على إنجاز أعماله بالشكل والكيفية المطلوبة، فيزيد من عجلة الإنتاج ويطور من المنتج النهائي، ويضاعف من النمو الإقتصادي، من قال أن الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا جاءت لتحارب البشر.

من يدعى بذلك هو ضعيف الإدراك ويجانبه الصواب ويجهل تمامًا بطبيعة التقدم العلمي الذي ساعدنا ونحن في العمق من كارثة كورونا التي حلت على العالم خلال السنوات الثلاث الماضية، فكان التقدم العلمي الهائل هو السبيل للتواصل بين الأشياء وليس التخاطب عن قرب.

كنا نتلقى علومنا ونقدمها للطلاب من خلال تقنية الأونلاين أو التيمز أو خلافه، لم نتأخر عن محاضرة واحدة ولم يتراجع التحصيل العلمي للطلبة يومًا واحدًا، ومضت الأمور على ما يرام حتى تراجعت الجائحة وأعادت المياه إلى مجاريها، والطلبة إلى فصولهم الدراسية مثلمًا كان من قبل.

ولكن يقال أن البطالة بين البشر سوف تتفاقم وأخطارها على المجتمعات والدول النامية، سوف تهدد الاستقرار الاجتماعي، ويقال أن أحد الأسباب التي ستؤدي إلى ذلك هو التشبث بالتكنولوجيا الفارقة وإدخالها في كل مناحي الحياة؟

لهذا السبب أنشأنا في مملكة البحرين ومن خلال كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة الأهلية أول جمعية لعلاج الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن التقدم الكنولوجي الهائل.

والتي يأتي في مقدمتها التأثير على الإنسان، على فرصه في العمل والحياة، وعلى كيفية تأهيله وإعداده لكى يتعامل مع التقنية بكفاءة واقتدار مستبقًا إياها نحو تقديم الخدمة للمجتمع وللاقتصاد، ونحو التقليل قدر الإمكان من الآثار السلبية لانتشار الروبوت وكل ما يتعلق ببرامج وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

ولكن هذا يتطلب تكاتف كل مؤسسات الدولة حتى نستطيع مواجهة أعاصير مواجهة التقدم التكنولوجي؟

بكل تأكيد يد واحدة لا تصفق، فلا الجمعية وحدها، ولا الحكومات، بدون تكاتف مجتمعي وتوعية إعلامية واصطفاف أكاديمي يمكنهم مواجهة الإعصار، المواجهة لابد وأن تكون من منطلق التعاون والتنسيق، لا المواجهة والاحتشاد وإشعال الصراعات.

نحن في جميع الأحوال لا يمكن أن نستغنى عن التقدم العلمي ولا عن دور الإنسان ولا عن الآلة التي جاءت تلعب دورًا وسطيًا غير مقبول من البعض رغم قبول العلماء وترحيبهم وتشجيعهم لهذا الدور .

ينطلق في العاصمة البحرينية المنامة بعد غدٍ الثلاثاء أحد أكبر المؤتمرات العالمية في تكنولوجيا المعلومات.. ما هى أبرز القضايا التي يناقشها؟ وأهم التوصيات المتوقعة؟

بداية أود توجيه الشكر للرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبد الله يوسف الحواج، الذي يترأس هذا المؤتمر، ولى كل الشرف أن اشاركه هذا الدور.

ثانيًا: خالص شكر وتقديري للعلماء الذين سياتون من بعيد، من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والمانيا وأسبانيا وغيرها من بلاد العالم المتقدم والذين سيقدمون أكثر من 100 بحث، وسيحضره مئات الشحصيات العلمية والأكاديمية من المنطقة.

وتتناول أوراق العمل في المؤتمر أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في علاج المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وكيفية الارتقاء بعناصر الإنتاج حتى تصبح مؤهلة وقادرة ومتماشية مع احتياجات الواقع خاصة للوصول بكفاءة عن طريق التنمية المستدامة في عام 2030 وما سوف يترتب على ذلك من مسؤوليات وتحديات وجداول زمنية لا يجب أبدًا أن تتأخر عن الوصول في الموعد المحدد.

ومن المقرر أن يصدر المؤتمر العديد من التوصيات الكفيلة بتوحيد مثلث النماء المستدام المرتبط بعلاج الفقر والتقدم التكنولوجي وتحسين البيئة بما في ذلك القضاء على التلوث بكل أشكاله حتى يكتمل هذا المثلث وحتى يتطابق مع الـ 17 هدفًا التي حددتها الأمم المتحدة للوصول إلى المحطة الأخيرة من التنمية المستدامة.

اقرأ ايضًا:

النائبة البحرينية باسمة مبارك: البطالة وتحجيم التضخم على رأس أولوياتي (حوار)

عبد الله الحواج: الجامعات الخاصة تلعب دورًا مهمًا في التقدم العلمي(حوار)