عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.
يقول فاروق فلوكس:”فجأة، وجدنا نحن سكان ميدان عابدين الدبابات والمدرعات والعربات الثقيلة والجنود تحاصر القصر، حوصرنا كسكان لا دخول ولا خروج، تحولت بيوتنا إلى مخازن للذخيرة، فلا توجد ذخيرة مع الجنود بالخارج، كانت أسلحتهم فارغة ولا مأمن ولا أمان لأحد.
كان ضباط الحركة وجنودها يتعاملون معنا باعتبارنا جزءًا من الحدث، حتى وجبات الطعام كانت تصرف لنا مع الجنود، خبز وجبن وحلاوة ولا شيء غير ذلك.
في الإسكندرية، رفض الملك فاروق تدخل قيادات الجيش لقمع الضباط الأحرار وتصفيتهم، وقرر التنازل عن الحكم، في المقابل رفض الضباط الأحرار اقتراح قائد الجناح جمال سالم بإعدام الملك فاروق وتقرر أن يغادر الملك البلاد.
وافق الملك فاروق على مغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، طلب أن تحفظ كرامته في وثيقة التنازل عن العرش، وكتب فيها بنفسه: «نحن فاروق الأول ملك مصر والسودان، كما كنا نتطلب الخير دائمًا لأمتنا ونبتغي سعادتها ورقيها، ولما كنا نرغب رغبة أكيدة فى تجنيب البلاد المصاعب التي تواجهها فى هذه الظروف، ونزولًا عند إرادة الشعب، قررنا النزول عن العرش لولي عهدنا الأمير أحمد فؤاد، وأصدرنا أمرنا بهذا إلى صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا رئيس مجلس الوزراء للعمل بمقتضاه.«
خرج المالك فاروق من مصر على يخته المحروسة، واصطحب معه زوجته وولي عهده وبناته.
انتهى حكم الملك فاروق، وفتحت دبابة حربية شارع القشلاق الذي كان مغلقًا وأصبح الميدان مفتوحًا ومزدحمًا.
هنا قرر أبي أن نترك بيتنا المواجه للقصر، فقد خشي أن تستمر الأحداث ويستمر حصارنا نحن سكان الميدان.