مهرجان شعري ونقدي في البحرين احتفاءًا باليوم العالمي للشعر

في مهرجان هو الأول من نوعه في مملكة البحرين وبتنظيم من أسرة الأدباء والكتاب والجامعة الأهلية، احتفلت المنظومة الثقافية بالمملكة وعدد كبير من الشعراء والنقاد والكتاب وأساتذة الجامعات بهذا اليوم المهيب لتطلق بذلك تقليدًا جديدًا لبحث مستقبل الشعر العربي في عالم متغير.

افتتح المهرجان الرئيس المؤسس رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبد الله يوسف الحواج، بكلمة أكد خلالها على أن مشروع الجامعة الأهلية هو أوول مشروع تنويري خاص في ملكة البحرين حيث جاء ليشجع البحث العلمي والإبداع الأدبي ورعاية الموهوبين والارتقاء بالشعر والرواية والكتابة بمختلف أنواعها.

ومن ناحيته، قال رئيس مجلس إدارة أسرة الأدباء والكتاب الشاعر الدكتور راشد نجم أن يوم الشعر العالمي يأتي هذا العام وكل عام متزامنًا مع عيد الأم الذي تزخر قصائدنا العربية بهذا اليوم تمجيدًا لأمهاتنا ووفاءًا وعرفانًا بأدوراهن في المجتمع وتضحيتهن من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

 

وأشار نجم إلى أن أسرة الأدباء والكتاب بالتعاون مع نخبة من قسم اللغة العربية من الجامعة الأهلية قد اختاروا عنوان أصبوحة هذا العام بدقة متناهية بحيث تتناغم مع العالم الذي يتغير بسرعة من حولنا ومدى قدرة القصيدة العربية على أن تتعايش مع هذه المتغيرات وتعبر بدقة عن العوالم مترامية الأطراف التي نشأت فيما بعد الثورة التكنولوجية الهائلة واقتحام الذكاء الاصطناعي كل مجالات الفكر والعلوم.

وشدد الشاعر راشد نجم على ضرورة التعامل مع التراث على أنه ميراث تتجلى من خلاله الملحمة والأسطورة واستحضار التاريخ بكل ما يأتي به من تلاحم مع الحاضر والمستقبل.

وأكد على أنه قد وقع الاختيار على مجموعة من الشعراء الشبان الذين امتلكوا بموهبة فارقة ناصية التعبير والإبداع والتناغم مع هذا العصر المتغير.

وأشار رئيس الجامعة الأهلية البروفيسور منصور العالي إلى أن الشعر يعتبر ضرورة حياتية تحدث التغيير والتطوير للجامعات باعتباره فنًا وأدبًا ونسق اجتماعي ضروري بل وحتمى.

وفي إدارتها للندوة الدكتورة زهرة حرم، أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأهلية، والكاتبة الصحفية، فاجئت الحضور بدعوتها لأحد شعراء السبعينيات في مصر الصحفي والشاعر الكبير أسامة مهران، حيث لم يكن مدرجًا في جدول أعمال المهرجان حيث تحدث عن تجربته وعلاقاته في التجريب الشعري منذ جماعة إضاءة 77 في مصر حتى القتائه بأكثر من جماعة شعرية بعد ذلك في البحرين كما ألقى قصيدة من الزمن الجميل تحمل عنوان”جسد”.

وبعد ذلك بدأ مجموعة من الشعراء الشباب من بينهم صالح يوسف، وسلمان عبد الحسين، ونادية الملاح وصالح المالوت وغيرهم في طرح تجاربهم الشعرية أمام جموع غفيرة من الجماهير التي شاركت في هذا المهرجان من طلبه وأساتذة جامعات وشعراء ونقاد من البحرين.

ومن ناحية أخرى، بدأت فعاليات المهرجان الكبير بجلسة عمل نقدية لديوان الشاعر البحريني القدير على عبد الله خليفة والذي فاز بعدة جوائز من مصر وبعض الدول العربية، وقد قدم هذه الورقة النقدية الدكتور على عمران العميد المشارك في كلية الآداب والعلوم وأستاذ اللغة العربية حيث كان يحمل عنوان ديوان الشاعر على خليفة “حورية العشق” .

وقد أدار الندوة الدكتورة رفيقة بن رجب، أستاذ اللغة العربية بالجامعة الأهلية، وقبل الختام تم عقد ندوة ساخنة تحدث فيها الناقد والشاعر البحريني الكبير الدكتور سعيد السماهيجي، وأدار الندوة الشاعر البحريني الكبير كريم رضى.

وقد دارت مناقشات حادة حول الآراء المؤيدة لقصيدة النثر وتلك المعارضة لها، بالإضافة إلى آراء الشاعر السوري الكبير على أحمد سعيد الملقب بأدونيس من خلال اطروحاته في الدكتورة الثابت والمتحول وآرائه الأخيرة حول القطيعة مع التراث والتاريخ.