ما حكم الصيام في دول شمال وجنوب “الإسكندنافية”.. الإفتاء ترد

تتزايد الأسئلة مع قدوم شهر رمضان المعظم حول الموضوعات التي تهم الناس حيث يقوموا بإرسالها إلى الجهات المنوطة بالفتوى في مصر، بل والعالم العربي، وكافة البلاد حول العالم حيث تفتى كل جه بما تراه مناسباً وبما قال به أئمة الأمة الكبار وعلمائها الأجلاء.

وتقوم دور الإفتاء في كافة الدول خول العالم دائمًا على خدمة الناس وذلك عن طريق الرد على الأسئلة المقدمة لهم بكل الطرق والوسائل المتاحة من أجل إفادتهم.

دول الشمال “الإسكندنافية” هي تلك البلاد التي يكون اليوم فيها الفرق بين الغروب والفجر في جنوب البلاد حوالي الساعتين فقط، أما عن شمال البلاد فيكون اليوم فيها 24 ساعة ولا تشرق فيها الشمس مطلقًا.

قالت دار الإفتاء المصرية: يحب على أهل هذه البلاد أن تقوم على تقدير الصوم عندهم على مواقيت مكة المكرمة، حيث إن الله قد عدها أم القرى، والأم هي الأصل، كما أنها دائماً تكون مقصودة، وهذا ليس في قبلتها فقط ولكن في تقدير المواقيت إذا كان هناك خلل.

أو التقدير البلاد الأقرب إليهم إلا أنه تقدير مضطرب جدا، ويشترط والقائلون به سهولة معرفة الحساب الدقيق لأقرب البلدان لهم، بحيث يكون اعتدالًا من غير مشقة أو اضطراب في ذلك، وذلك كلُّه منتف بالتجربة الممارسة.
وأضافت الدار: إن هذا قد يدخل المسلم في حيرة أشد مِن حيرته الأولى، وقد دعا الإمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر الأسبق الدكتور جاد الحق إلى استبعاد هذا الحل بعد أن ذكره خيارًا.

وأكدت الإفتاء: على أن أهل تلك البلاد التي يطول فيها النهار يجب أن تعما بمواعيد مدينة مكة المكرمة أو المدينة المنورة فقال الإمام الأكبر رحمه الله تعالى: “وقد يتعذر في بعض الأوقات معرفة الحســاب الدقيق للبلدان التي تكون أقرب اعتدالًا إلى تلك البلاد التي يكون فيها خلل، ومن ثم فقد ناد الإمام بدعوت المسلمين المقيمين في هذه البلاد إلى صوم عدد الساعات التي يصومها المسلمون في مدينة رسول الله.
وتابعت الدار: وذلك على أن يبدأ الصوم من طلوع الفجر الصادق حسب المنطقة التي يعشون فيها على الأرض، هذا دون النظر أو اعتداد بمقدار ساعات الليل أو النهار، وبدون توقف في الفطر على غروب شمس كل نهار أو اختفاء ضوئها بدخول الليل فعلًا، هذا اتباعاً لما أخذ به الفقهاء في تقدير وقت الصلاة والصوم، وامتثالًا لأوامر الله وإرشاده في القرآن الكريم رحمة بعباده.

وأكملت الإفتاء: أنه يجوز التقدير بمواعيد مكة المكرمة في صوم أهل البلاد التي يقصر ليلها يطول نهارها، حيث ذهب جماعة من كبار أهل العلم والمعرفة في العصر الحديث إلى يومنا هذا، ابتدأً من مفتي الجمهورية المصرية الشيخ محمد عبده رحمه الله، قدم الإمام هذا الرأي في الذكر على غيره من الآراء وقد جعل هذا القول من أقوال الفقهاء في تلك المسـ ـألة كما سبق نقله عن الإمام، وهذا هو ما اعتمدته الإفتاء المصرية فيما بعد، بدايةً من الإمام جاد الحق “فتوى رقم 214 لسنة 1981مـ”، والشيخ عبد اللطيف حمزة “فتوى رقم 160 لسنة 1984″مـ، وفضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي “فتوى رقم 171 لسـ ـنة 1993 مـ، ورقم 579 لسنة 1995م”، وفضيلة الشيخ نصر واصل “فـ ــتوى رقم 438 لسنة 1998‪مـ”، وفضيلة الدكتور علي جـ ـمعة “فتوى رقم 1256 لسنة 2010″، حيث أجمعوا على هذه الفتوى.

واستكملت الدار: أن هذا رأي فضيلة الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية عن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف التي صدرت بتاريخ 24 /4 /1983مـ، وفضيلة العلامة مصطفي الزرقا، والدكتور محمد حميد الله في كتابه “الإسلام”، وفضيلة الدكتور محمود عاشور وكيل شيخ الأزهر الشريف الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، وهذا ما نراه أوفق لمقاصد الشرع الكلية، وأرفق بمصالح الخلق المرعية.

إقرأ أيضا.. ما حكم من أكل أو شرب ناسياً في رمضان وهل هناك فرق بين النافلة والفرض؟.. الإفتاء ترد