عودة الدراما التاريخية ضمن أعمال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال شهر رمضان الفضيل وبقوة تستعيد مشاهد عودة الأسر المصرية والتفافهم حول الأعمال المقدمة فى شهر رمضان الفضيل؛ خاصة وأننا أمام عملين دراميين تاريخيين هما “سره الباتع” و”رسالة الإمام”؛ الأول ينتمى الى الدراما التاريخية المعاصرة، والثاني ينتمى الى الدراما التاريخية الدينية.
بعد مرور 6 حلقات من كل عمل من الأعمال؛ رجعنا إلى عدد من أساتذة التاريخ لنتعرف معهم على آرائهم بموضوعية حول الأعمال المعروضة.
لطيفة سالم: أتمنى عودة الدراما التاريخية طوال السنة
الدكتورة لطيفة محمد سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتفرغ بكلية الآداب جامعة بنها، قالت إن عودة الدراما التاريخية خاصة وانه يعرض خلال هذا الشهر مسلسل ديني تاريخي مثل “رسالة الإمام”، ومسلسل معاصر مثل ” سره الباتع” أمر جيد متمنية أن تكون باستمرار على مدار السنة خاصة.
واضافت فى تصريحات لـ”مباشر “، أنه من المهم ان يكون كاتب هذه الأعمال على قدر من الثقافة مثل محمد السيد عيد، وعلى مستوى الإخراج ايضاً أمثال أنعام محمد على، وكذلك يجب أن تتدخل الخيال فى الدراما التاريخية للكاتب ولكن ليست على حساب الاحداث الحقيقة مع التزاماته مع المعلومات الصحيحة.
عاصم الدسوقي: يجب الحذر من الانتفائية فى التاريخ
قال المؤرخ عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن الدراما لدينا فى مأزق بسبب أن كاتب النص يدخل الى الموضوع وفى ذهنه فكرة مسبقة؛ مثلاً يريد أن يظهر فلان بطلاً، أو فلان خائن وهو ما يدعمه بالمراجع التى تخدم الفكرة ويتجنب معلومات أخرى واردة فى نفس المراجع قد لا تتفق وفكرته، وبالتالى نجد اننا أمام قصة تاريخية من صنع صاحبها.
وأضاف”الدسوقى” أن الدراما التاريخية فى عصور مغايرة نجد ان الملابس والديكور قد لا تتسق والعصر، وهو ما يتطلب الحاجة الى عودة المستشار التاريخي لتقييم العمل من بدايته، ولى تجربة فى مراجعة مسلسل “سرايا عابدين” حيث شاركت فى تصحيح بعض حلقاته وفؤجئت بخبر عن بدأ تصوير العمل وهو ما جعلنى اترك العمل وعدم الاستمرار فيه.
جمال شقره: الدراما التاريخية فى حاجه الى “مستشار تاريخي”
الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمسن وأمين عام الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، قال إن، مشكلة الدراما التاريخية التلفزيونية عدم الرجوع الى المتخصصين وآرائهم؛ وأنه رغم ما يتقاضاه الممثل من أرقام خرافية بينما يغفل المنتج على المستشار التاريخي بمكافئة.
وأضاف “شقرة” فى تصريحات لـ”مباشر 24″، ان كل حقبة تاريخية بها اساتذة متخصصين افنوا اعمارهم فى دراسة تفاصيل هذه المرحلة، لافتاً إلى أن رغم هناك بعض السيناريست والكتاب انتبهوا الى هذه المسألة وبدءوا يعتمدوا على مراجع تاريخي إلا أنهم أغفلوا الاعتماد على المستشار التاريخي الذى يبدأ عمله مع بداية العمل من التأليف ثم مشاركته فى حضور العملية الفنية نفسها لأن لغة الجسد والأداء قد تؤثر على الشخصية الفاعلة فى العمل، والأخطاء تأتى من عدم تفهم المرتكزات الأساسية لاى عمل تاريخي سواء كتاب أو رواية أو دراما يجب أن تراعى أولاً سياق العام الذى يقع فيه التاريخ بمعنى تناول تاريخ الحملة الفرنسية على مصر فى ضوء سياق عام عبارة عن هيمنة وسيطرة العثمانيين والعثمانيين على مصر، اما الشعب المصرى للأسف كان مغلوباً على أمره.
وتابع، قائلاً :” ثانياً كانت النخبة الفاعلة متخلفة للغاية وكانت مكونة من أرباب السجاجيد والكل كان مستكين أمام الملتزمين والمماليك وهو ما يجب مراعاته، ثانياً إذا بولغ فى مقاومة المصريين للحملة الفرنسية لأن الجبرتى اشار الى أن نابليون بعد ان ارسل الانذار وطلب منهم ان يعودوا الى منازلهم لانه جاء ليؤدب المماليك ما حدث ظانهم هربوا والمصريين أول قنبرة “فنبلة” بعد ان رميت عليهم فروا هاربين منهم وهذا اعتراف صريح من المصريين انهم متخلفين عن التطور الذى حدث فى اوروبا، ثالثاً اذا عولجت هذه الفترة دون الاشارة الى الصراع الانجليزى الفرنسى والنهب الاستعمارى لمصر هذا يعنى انه خرج عن المرتكز التاريخي، وهو ما يجب مراعاته فى الدراما، وأكد ان من الأمور الهامة انه يجب الرجوع الى استاذ متخصص لان هناك تفاصيل كثيرة وكذلك فى الديكور حتي نتجنب هذه الأخطاء.
وأختتم “شقرة” بالتأكيد على أن للمخرج وجهة نظر تحترم، وأن تقييم العمل فعلياً يكون بعد إنتهاء عرضه وهو ما يجب أن ننتظره حتي نقيمه بشكل متكامل.
أحداث مسلسل سره الباتع
وتدور الأحداث حول الشاب الذي يبحث عن سر مقام “السلطان حامد” الموجود في إحدى قرى الريف المصري، ويقوده البحث عن اللغز إلى وقت الحملة الفرنسية على مصر، ويُكتشف أن صاحب المقام لعب دورا هاما في مقاومة الاحتلال، حيث قام بقتل أحد قادة الجنود ولذلك أطلق الاحتلال حملة للقبض عليه خاصة أن له علامة مميزة وهي وشم عصفور على وجهه وأربع أصابع فقط في يده، ولكن يقع الجنود في ورطة عندما يقوم الشباب في القرى التي يهرب إليها بقطع إصبع من أصابعهم ورسم نفس الوش على وجوههم لتضليل الجنود والحفاظ على حياة “حامد”.
مسلسل سره الباتع مأخوذ عن قصة تحمل نفس الأسم للأديب الراحل يوسف إدريس من مجموعته القصصية “حادثة شرف”، وهو بطولة أحمد فهمي، ريم مصطفى، أحمد السعدني، حنان مطاوع، حسين فهمي، نجلاء بدر، عمرو عبد الجليل، صلاح عبد الله، هالة صدقى، أحمد عبد العزيز أحمد وفيق، منه فضالي، أحمد عبد العزيز، محمود قابيل، عايدة رياض، خالد سرحان، مصطفى درويش، علاء حسني، ناهد رشدي، أيمن عزب، أيمن الشيوي، مفيد عاشور، مجدي فكري، محمد الصاوي، ميسرة، صبري عبد المنعم، عمر زهران، خالد طلعت، شريف حلمي، محمود عزت، عفاف مصطفى، هايدي سليم، ومن النجوم العرب الكويتية شمس، التونسية رانيا التومي، السوري نضال نجم، والفنانين الشباب خالد أنور، هدى الاتربي، ميدو عادل، ألحان المهدي، إسلام حافظ، رشا بن معاوية، شريف حافظ، تسنيم هاني، ميدو ماهر، ألفت عمر.
اقرأ ايضًا:
عبد النبي الشعلة: جماعة السفارة تغير آيات قرآنية وتدعى مقابلتها المهدي المنتظر (حوار)