قراءة فى  رواية “بالضبة والمفتاح”

كتب: حسين عبد العزيز

انتهت رواية ” بالضبة والمفتاح” بجرى بطلها فتحى فى شوارع القرية وهو يصرخ بعد أن تبين شروق الشمس من المشرق، وهذا يعنى أن الأمل مازال موجودًا فى أن صلاح الحال، كما النائم الذى يقوم من نومه فيجد نفسه مازال على قيد الحياة فيجب عليه هنا أن يقف ويضحك ويرقص أيضًا، لأن هذا يعنى أنه مازال لديه أملًا فى اصلاح حاله.

والمهم أن البطل والذى اسمه فتحى أخذ يجرى فى شوارع القرية وهو يصرخ اغلقوا الأبواب بالضبة والمفتاح، وأنا ومن خلال  تلك رواية ، أدعو واطلب وأتمنى أن نغلق أبواب الماضى، ولا ننبش فى الماضى حتى لا نسود حيانتا فلا نعيشها كابنى آدميين، وإنما نعيشها كانعام تريد الأكل والشرب فقط وتنتظر الموت والإنجاب لا يكون له أى معنى أو فائدة غير ممارس الفعل كما الأنعام.

أما لو عشنا حياتنا لليوم والغد، اليوم لى والغد لأولادى وأحفادى فإنى سوف أعمل جاهدًا على أن أكون أبا مثاليًا حتى يفخر به أبنائه وأحفاده، ويكون كما قال أمير الشعراء أحمد شوقى فى قصيدته التى نظمها فى رثاء الزعيم مصطفى كامل: ( اجعل لنفسك بعد موتها ذكر فأن الذكر للانسان عمرا ثان).

والرواية بدأت باجتماع عائلى قام به صديق العائلة المنكوبة الدكتور سيد طمان، من أجل إيجاد حلًا لما وجود فى الأسرة  من مشاكل سببها الأم التى سيطرت على زوجها، وابنها سيطر عليها وهنا وهنا فقط فسدت العلاقة بين الأسرة، والطامة أن هذا الابن هو الأزهرى الوحيد فى العائلة ووظفته التى يأكل منها عيش هى أنه يخطب كل جمعة ويقول قال الله وقال الرسول ورغم ذلك به كل العبر التى ينهى عنها الدين.

ثم نجد فى الفصل الثانى استعداد الابناء لدفن ابيهم الذى مات فى نهايه الفصل الاول دون ان يتفوه باى كلمة اثناء المحاكمة التى كانت تدور فى حجرة الجلوس فى فوجد جميع افراد العائلة حتى الابن الذى فقد عقلة من تصرفات أمه، ويمر الفصل الثانى وكل واحد من الأخوة يتذكر شريط حياته مع ابيه وامه، حتى البنت تتذكر محاولات الاب التى قام بها .حيث كان يتحرش بها دون اى قلق او خوف من أى شىء.

وفى الفصل الثالث: يتحرك البطل والذى اسمه فتحى خارجًا من عمله وهو لا يدرى اى شىء غير شىء واحد، وهو لماذا أبيه لم يكن يحبه أخذ يتحرك فى شوارع القريه الى ان وجد نفسه أمام قبر أبيه، جلس بحوار شجره كان زرعها هو بنفسه بعد دفن أبيه بيوم واحد أخذ يبكى ويحدث نفسه عن السبب الذى منع أبيه أن يحبه.

وبعد فتره دخل فى غفوه  ليفوق بعد فترة ليجد نفسة داخل قبر أبيه، الذى يحدثه ليفهم منه لماذا هو حيران ومضرب ويطرح أسئلة على نفسه وعلى أبيه الذى واضح له ما هو خافى عليه، وعلى الناس جميعًا.

صعق الشاب مما سمعة من أبيه، فخرج من القبر هائمًا على وجهه داخل المقابر وقد لاحظ أن كل من فى المقابر خرجوا من قبورهم واحتلوا شوارع المقابر، وحاول الشاب أن يهرب من تلك المتاهه التى وجد نفسه فيها بسبب طرحه أسئلة  ليصل من خلالها إلى الحقيقة.

وينجح فتحى فى أن يهرب من هياكل الموتى التى تتحرك دون روؤس أو هدف، كما كانوا فى حياتهم، وفتحى لم يعد يعلم هل ما يحدث أمام عينه حلما أم واقعًا ووجد نفسه فيها دون أى رغبة منه، ويدخل القرية ليجد فى أول عماره كوفى شوب فدخل ليستريح فوجد مجموعة كبيرة من الناس، فقدى الروؤس مثله.

ودار حوار ساخن بينهم عن لبد من الهجرة وترك تلك البلاد نظر إليهم بإمعان وطلب أن يشارك وتحدث اليهم وقال الأفضل أن تبقوا هنا لأنهم هناك يبحثون عن الروؤس وليس عن الأجساد التى بها وفرة عندهم.

وايضا عندما تموتوا تجدون من يدفنكم ويترحم عليكم ويزوركم كل حين ،.وفجأة وجد احدهم يكتب شيئا فستفسر منه عما يكتبه، فقال انه يكتب قصيدة ، فطلب منه فتحى ان يلقيها ..وسمعها فاعجبته.

ومن هنا تشجعوا واظهروا ما لديهم من نصوص قصيرة وقصائد شعر ونفهم من هذا انهم نسوا ما حدث لهم وما ينتظرهم من مستقبل مخيف تحت تأثر نشوة الابداع ،والتى لا يعرفها غير المبدع ذاتة.

ويهرب البطل من هذا العالم الساحر بفعل الإبداع إلى الواقع المخيف والذى لا يبشر بأى خير، ويجرى فى الشوارع عندما تبين أن الشمس أشرقت من المشرق ..وهذا يعنى ان الامل مزال موجدًا، وأخذ يقول أغلقوا الأبواب بالضبة والمفتاح.