“عيدكِ يا أمي” قصيدة جديدة للشاعر أسامة مهران
21 مارس 2021
أحنُ إليكِ
وأرمي نفسي
بين يديكِ
وبين غزارة
دمعٍ تعلق
في مقلتيكِ
وبين حنيني
وطولِ سنيني
سأشكو الزمان
وأبكي طويلًا
وأبكي كثيرًا
عليكِ
لأنك أمي
أول جنانِ الحياةِ
وآخر بسمة عمرٍ
وطوقي الوحيد
وروح النجاة
لأنكِ دمي
وأبسط كلامٍ
ببدء الخليقة
وأجمل ثيابٍ
تزين بها عنفواني
وضيم زماني
لأمشي فوق بساط
الكمالِ القديمِ
وأختالُ
فوق السحابِ
الحليمِ
وأقطعُ منبت أرضي طولًا
وعرضًا
وأنشق عنها
بقلبٍ رحيم
إليكِ أزف عزائي إليّ
لأنكِ عيدٌ يجيء
سريعًا
ويمضي سريعًا
بكل الهدايا
التي حملتها يديّ
وفي كل صبحٍ أفيق
على صفعةٍ من حياتي
على حسرةٍ لا تعانق
سوايا
على صدمةٍ من رحيقٍ يغادر
فلا حضن أمي
ولا أيدي أمي
ولا شاي أمي
يخفف عني سوء النوايا
بعيدكِ
لا أحتفي
ولا أقبل اليوم
أي هدايا
ولا أشرك الناس
فيكِ بحبي
فأنتِ المنى
وأنتِ العطايا
ولن أُمسك
الآن
بعد فوات الأوان
بكلتي يديكِ
ولكنني أكتفي بالدعاء
بأزكى الصلاة
بكل المُشاكس مني معكْ
وكل المراوغ فيّ
وكل المآقي
التي جمعت أدمعكْ
سأذهب إليك بعيدك أمي
سأذهب منذ
البداية
وحتى خروج
العذاري الجميلة
من شرنقات الوداع
ومن حشرجات الليالي الطويلة
فما يبقى مني
سأبقيه منكِ
وأحملكِ
للبلاد التي تعشقين
وتلك التي جار فيها الزمان عليّ
وتلك التي ضيعت
ما لديَّ
وتلك التي ما تبقى عليها
فصالت
وجالت
وتلك التي كنتُ منها
وكانت إليّ
أحبكِ في كل عيد
وأعشقُ
بعدك حبي إليكِ
وأسمو فوق خطايا
كطفلٍ
صغيرٍ
صغيرٍ
بحضنكِ
كشيخٍ ضريرٍ ضريرٍ
بقلبك
كعمرٍ أخيرٍ
أخيرٍ
بعمركِ
من البدءِ كنتِ
وحتى النهاية
**
لأني أنتِ
أتيتُ
وحين انتهيتِ
انتهيتُ
عرفتُ الهوى في هواكِ
فيا ليت شِعري يهون
ويا ليت عمرك يكون
فحين انتهيتِ
انتهيتُ
ويا ليتني ما أتيتُ