«ضرب رئيس التحرير في الشارع».. حكايات غريبة عن الصحف

في كتابه “الصحافة قصص ومغامرات” يروي الكاتب الصحفي محسن محمد العديد من القصص والقائع لصحف عالمية.

أوزير فاتوري

يقول محسن محمد:” في روما كانت هناك صحيفة “أوزيرفاتورى دى رومانو” تصدر 6 أيام في الأسبوع تعطل يوم الأحد لغتها الإيطالية ولكنها تكتب باللاتينية وفى الصفحة الأولى بعض خطب البابا إنها صحيفة الفاتيكان الرسمية.

وكان البابا يعين رئيس تحرير الصحيفة، ويسمى المدير وتتلقى من البابا دعما ماليا لأن مواردها من الإعلانات والتوزيع  لا تكفى.

صدرت في أول يوليو علم 1861 وبقيت بعيدة عن نفوذ موسولينى عندما استولى على الحكم في إيطاليا ورفضت أن تطلق عليه لقب الدوتشى، وعندما زار هتلر روما في مايو عام 1948 انتقل البابا بعيدا عن روما إلى مقره الصحفى، ونشرت الصحيفة بين السطور أن البابا غادر روما لأن جوها لم يعد يعجبه إشارة ضمنية إلى أن جو روما أصبح ملوثا بزيارة هتلر، ورفضت أن تنشر كلمة واحدة عن زيارت الزعيم النازى لعاصمة إيطاليا.

وفى عام 1939 بدأ الصدام العلنى بين الصحيفة وموسولينى، ضرب موزعو الصحيفة في شوارع روما وضرب رجال الدين الذين كانوا يشترونها ا, يشاهدون وهم يطالعونها.

منع توزيع الصحيفة

ومنع توزيع الصحيفة في أوائل عام 1940، وبعد دخول إيطاليا الحرب في يونيو من ذلك العام أوقفت الحكومة الإيطالية توزيع الصحيفة حتى بالبريد لمدة 3 شهور فنشرت أوزير فاتورى إعلانا يقول أنها ستتوقف عن الصدور

ولكن الحكومة الإيطالية تراجعت عن ضرب الموزعين وأعادت توزيع الصحيفة بالبريد، وخلال سنوات الحرب كانت أوزيرفاتورى الصحيفة الوحيدة التي تصدر بالإيطالية وتنشر عمودا غير متحيز عن أخبار الحرب فارتفع توزيعها من مائة ألف تقريبا إلى ما يزيد على 350 ألفا كل يوم فلجأت الحكومة الإيطالية إلى ضرب رئيس التحرير في الشارع.

النصر للدين لا للحلفاء

ويعبر رئيس التحرير عن سياسة الصحيفة فيقول: نحن لا نقارن الصحف الأخرى أخبارنا وقورمنمقة لا تثير القارئ صحيفتنا جادة تهتم بالرأى قبل الخبر نريد أن نخلق فكرا، ولم يعتزل رئيس تحريرها حتى بلغ الخامسة والسبعين فالسن المتقدمة لرجال الدين هي سن النضج لا البداية، ولم تغير الصحيفة مبادئها أبدا

يوم انتصرالحلفاء في الحرب العالمية الثانية أكتفت الصحيفة بأن تنشر هذا النبأ الكبير في الصفحة الأخيرة أما الصفحة الأولى فخصصتها لأحتفال دينى كان الهدف من ذلك أن يقال أن النصر دائما للدين لا للحلفاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى