صباح الأشقر تكتب: الأكل العاطفي يؤدي إلى السمنة.. والاكتئاب يمنع نزول الوزن

بقلم الدكتورة صباح الأشقر

يزداد إقبالنا على تناول الطعام وسط ضغوط الحياة وازدياد التوتر الناتج عن أسباب نفسية أو جسدية ونستسهل في هذه الحالة الحصول على الوجبات السريعة عالية السعرات الحرارية، وعلى الأطعمة الغنية بالسكريات مثل الآيس كريم وهو ما يعرف بالأكل العاطفي، والذي يعتبر -وعلى الرغم من أسمه اللطيف- مصدرا للقلق في حال استمر لفترات طويلة لأننا نأكل لدواعٍ أخرى غير مرتبطة بالجوع وقد لا نشعر بذلك.
ونظرا لارتفاع معدلات السمنة بين سكان العالم بشكل، وبين الأطفال والمراهقين بشكل عام، يجدر بنا أن نرصد كل الأسباب التي تؤدي إلى تراكم الدهون في أجسامنا، حيث يعتبر انخفاض النشاط البدني وقلة الحركة عاملًا رئيسيًا؛ إلى جانب الإفراط في تناول الطعام وعدم الانتباه لعوامل الخطر التي قد تسببها السمنة حيث يعتبر الشخص مصاباً بالسمنة في حال ارتفاع وزنه عن المعدل الطبيعي بمقدار كبير.
أما كيف يمكننا أن نميز بين الأكل العاطفي والأكل بداعي الجوع فهناك مجموعة من الملاحظات، منها في حالة الجوع الحقيقي نشعر بالشبع بمجرد امتلاء المعدة، أما في حالة الجوع لأسباب نفسية أو عاطفية نتناول أكثر من حاجتنا، ويمكن أن نشعر بعدها بالذنب، كذلك الجوع العاطفي يأتي فجأة ويشعرنا برغبة قوية في تناول الطعام، في حين أن الجوع الحقيقي يأتي تدريجيا ويمكن التحكّم به، ومن الملفت للنظر أن المصابين بالجوع العاطفي يميلون لتناول أنواع من الأطعمة تُشعرهم بالراحة، مثل (الشوكولاتة، والمشروبات الغازية، الوجبات السريعة) وكلها أغذية تسبب السمنة.
ولا تؤدي الأسباب النفسية للأكل العاطفي فحسب بل أنها تعوق عملية فقدان الوزن؛ وفي بعض الأحيان، حتى مع التمارين الصارمة والنظام الغذائي الصحي، لا يمكننا التخلص من الكيلوجرامات الزائدة بسبب هذه الأسباب النفسية، والتي تعززها مجموعة عوامل منها:
صورة الجسم السلبية: يعتقد البعض أن قيمتهم تتحدد حسب الجسم أو الشكل أو الحجم أو الطعام الذي يأكلونه ويمكن أن تؤدي صورة الجسم السلبية إلى أنماط أكل غير صحية وأمراض جسدية أخرى.
التوتر والقلق: لايشعر من يواجه الكثير من التوتر أثناء محاولته لإنقاص الوزن، بأي تغيير في وزنه نتيجة إفراز الجسم للكورتيزول الذي يساعد في زيادة الوزن؛ كما يؤدي التوتر – وكما ذكرنا سابقا- إلى الإفراط في تناول الطعام لأنه أفضل طريقة لتهدئة مشاعرك.
الاكتئاب: يمكن للأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الأرق أو التعب أن تجعل عملية فقدان الوزن أكثر صعوبة خاصة في حال تناول الأدوية للحد من الاكتئاب، والتي تؤدي أيضًا إلى زيادة الوزن أيضًا.