« شجرة الجنس».. تفاصيل يحكيها سعيد شيمي من تونس

في كتابه الذي صدر في ثلاثة أجزاء عن دار الهالة للنشر والتوزيع تحت عنوان ” حكايات مصور سينما.. الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام ” يحكي مدير التصوير الشهير سعيد شيمي عن تفاصيل تصوير فيلم “بستان الدم”.

تونس الخضراء

يقول سعيد شيمي:” في ربيع عام 1983 صوّرت في تونس الخضراء فيلم (بستان الدم) من إنتاج وإخراج أشرف فهمي وبطولة عادل أدهم ويسرا وعزت العلايلي وإلهام شاهين وآخرين.

كان أغلب تصوير الفيلم في فيلا على البحر في مدينة بنزرت الجميلة، وصوّرنا كذلك في تونس العاصمة، وسيدي بوسعيد، والفيلم ذو معالجة تصنف على أنها (درامية نفسية بوليسية).

وبجوار الفيلا فيلا أخرى المفروض في أحداث الفيلم أنها مهجورة تشاهد فيها بطلة الفيلم يسرا خيالات وجرائم بسبب حالتها النفسية المريضة. كنا نتنقل في التصوير بين الفيلّتين وحديقتيهما.

شجرة التوت

وفي يوم اكتشفت شجرة لوز متطرفة في حديقة الفيلا المهجورة، وثمار اللوز على أغصانها بلونها الأخضر الفاتح الفستقي الجميل، فتسلقت في جزء قريب الارتفاع وقطفت (كبشة) من اللوز من غصن وأخذت في التهام الحبات. شاهدني جميع من معي من عمال وفنيين وممثلين بحاشيتهم، وكنت قد عرفت هذه الثمار من اللوز الأخضر عام 1972 حين سافرت إلى مهرجان دمشق الدولي الأول السينمائي وكان في شهر مارس وهو نفس الشهر ونحن في تونس، ووجدت هذه الثمار الجميلة تُباع على عربات اليد مثل ما يحدث عندنا في بيع الترمس، وتُوضع في (قرطاس) مثل الترمس تمامًا، ويُرَش عليها قليل من الملح. أحببت طعمه، ولهذا حين وجدته أعلى الشجرة في الحديقة سال لعابي للطعم والمذاق الشهي الذي لم أتذوقه من أحد عشر عامًا.

ثمرة شيطانية

سألوني ما هذا الذي تلتهمه بنهم وطلعت له الشجرة؟، لا أعلم لماذا قلت لهم إنها ثمرةٌ شيطانية أعرفها؛ مفيدةٌ جدًّا جنسيًّا، وبالطبع كنت أمزح، فدائمًا في العمل وجو التصوير نمرح ونضحك لتخفيف جهد العمل لأنه في أحيان كثيرة يكون شاقًّا ولمدة زمنية قد تتجاوز العشر ساعات.

وفي اليوم التالي ذهبت إلى شجرة اللوز، وأُصِبت بدهشة صاعقة: ولا لوزة واحدة تحملها الشجرة، لم أكن أعرف أن معي قرودًا؛ أنهوا اللوز الأخضر الجميل في ليلة. بالطبع قلت لهم الحقيقة، وسمّينا الشجرة (شجرة الجنس) وكنا نجلس تحتها في أوقات الراحة والأكل تيمنًا باسمها (شجرة الجنس).