عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.
يقول فاروق فلوكس:” معنى أنك تسكن بجوار قصر عابدين، أنك دون أن تدري تتابع أخبار جيرانك في قصر الحكم.
عرفنا وقتها أن الملك فاروق طلق الملكة فريدة رغم أنه كان يحبها، لكنه فعل ذلك لأنها لم تنجب له ولدًا يرث الحكم من بعده، كانت قد أنجبت له الأميرات فريال وفوزية وفادية، وحتى لا يؤول العرش إلى الأمير محمد علي أخو الملك فؤاد وصاحب القصر الشهير بمنطقة المنيل، عن طريق الصائغ يوسف نجيب التقى الملك فاروق بالشابة ناريمان التي كانت وقتها مخطوبة، لكن الملك أعجب بها وفسخت خطوبتها وتزوجته، جلست على عرش مصر إلى جواره بعد أن تم تأهيلها لحياة القصر، وفي 16 يناير 1952، أنجبت له ابنه الوحيد الأمير أحمد فؤاد الذي أصبح وليًّا للعهد.
كانت حكايات القصر تهمنا كأنهم جيران، وأخبارهم نعرفها من الصحافة وجلسات النميمة، لكن الحكايات لم تكن فقط عن الزواج والإنجاب.
بينما كان الملك فاروق يستعد للاحتفال بسبوع ابنه الأمير أحمد فؤاد، اشتعلت الأحداث ووقع حادث الإسماعيلية في 25 يناير 1952، عندما طالب الإنجليز قوات البوليس المصرية بالإسماعيلية تسليم أسلحتها للقوات البريطانية ومغادرة منطقة القناة كلها.
حينها كان الشاب الوفدي فؤاد سراج الدين الزعيم التاريخي للوفد الجديد فيما بعد هو وزير الداخلية، طلب من القوات المصرية عدم مغادرة أماكنهم في مبنى محافظة الإسماعيلية أو الاستسلام، دارت معركة كبرى يوم 25 يناير عام 1952 بين سبعة آلاف جندي بريطاني مدججين بالأسلحة والمدافع وثمانمائة وثمانين جندي مصري لا يحملون غير البنادق.
ببسالة كبيرة، قاوم الجنود المصريون حتى نفدت الذخيرة واستسلم القائد المصري في النهاية، استقبله القائد الإنجليزى بانحناءة احترام لمقاومته واستبساله.
كان أحد الضباط البواسل الأحياء الذين فرض عليهم الاستسلام لنفاد الذخيرة هو الشاب صلاح ذو الفقار المدرس بكلية البوليس الذي تطوع هو وتلاميذه، وانضم إلى الضباط والجنود المحاصرين والذي أصبح من نجوم الفن فيما بعد.
وصلتنا أنباء ما حدث في الإسماعيلية سريعًا رغم عدم وجود وسيلة اتصال وقتها، لكن مصر كلها كانت تتابع ما يدور هناك، استقبلنا تلك الأنباء بالغضب وخرجت مظاهرات كبيرة في القاهرة صباح السبت 26 يناير 1952.
في هذا اليوم، لم يكد يفرح الملك فاروق بصغيره وولي عهده أحمد فؤاد ويلتقط أنفاسه، ليدرس ماذا حدث في الإسماعيلية ويستوعب المظاهرات.