عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.
جمال عبد الناصر
يقول فاروق فلوكس:” كان لدى البكباشي جمال عبد الناصر طموحات سياسية كبيرة، فأسس تنظيم الضباط الأحرار أثناء وجوده في الفالوجة، واستكمل تكوينه في كل موقع يذهب إليه، ويمكن التأريخ لحركة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، من صدام الملك فاروق مع قيادات بالجيش بسبب انتخابات نادي الضباط التي جرت في أول يناير 1952، والتي فاز بها اللواء محمد نجيب المدعوم من تنظيم الضباط الأحرار في مواجهة مرشح السراي، محاولة فرض الملك وصايته على نادي الضباط ودخوله في صدام انتهى إلى إلغاء نتيجة الانتخابات، تلا ذلك حريق القاهرة ثم استقالة وزراة مصطفى النحاس باشا في ٢٧ يناير ١٩٥٢، بدأت حالة من الفوضى تمس الحياة السياسية والشارع المصري.
ويضيف:” ارتبك المناخ في مصر، كنا نعرف أن شيئًا يلوح في الأفق؛ أربع وزارات تشكلت في مصر بعد استقالة حكومة النحاس باشا يوم ٢٧ يناير، هذا الارتباك أعطى مؤشرًا لتنظيم الضباط الأحرار بالجيش للتفكير في القيام بحركة تقلب الموازين، قرر الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر القيام بحركتهم يوم 5 أغسطس، حتى يكونوا قد صرفوا رواتبهم وتركوا شيئًا لأسرهم إذا ما تم القبض عليه.
أحمد ابو الفتح
يكمل فاروق فلوكس:” كان أحمد أبو الفتح صاحب ورئيس تحرير جريدة المصري التي كانت من أهم الصحف الوفدية في ذلك الوقت، هو صهر الصاغ ثروت عكاشة أحد الضباط الأحرار، أخبره إن الملك نما إلى علمه وجود تنظيم الضباط الأحرار ونيتهم القيام بالحركة يوم 5 أغسطس، هنا أخطر ثروت عكاشة جمال عبد الناصر بما بلغه من أحمد أبو الفتح زوج شقيقته، فقرر جمال إرسال رسائل إلى ضباط الحركة بتقديم موعد الحركة من 5 أغسطس إلى 23 يوليو.
ويواصل:”في هذه الفترة كان الملك والحكومة يديران شؤون البلاد من العاصمة الصيفية لمصر في الإسكندرية، كان هذا أمر راسخ ومتعارف عليه، وكنا نلعب بحرية أكبر في الميدان في شهور الصيف، لكن عندما بلغ الملك فاروق أمر تنظيم الضباط الأحرار، طلب من الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية أن يتعامل مع هذا الموقف، هنا قرر الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية الاتصال بقيادات الجيش وأمرهم بعقد اجتماع عاجل للتعامل مع الموقف وإيقاف حركة الضباط الأحرار.
رسائل عبد الناصر
ويتابع:” كانت رسائل جمال عبد الناصر قد وصلت إلى ضباط التنظيم ومنهم البكباشى يوسف صديق، كان موعد التحرك في الرسالة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، لكن يوسف صديق قرأها بعد منتصف الليل وبناء على ذلك تحرك مبكرًا ساعة كاملة، حركة البكباشى يوسف صديق المبكرة كانت طوق إنقاذ الضباط الأحرار، لأنه التقى في طريقه من معسكر الهايكستب بقيادات الجيش التي كانت قد تلقت أمر الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية بالاجتماع العاجل للتعامل مع تنظيم الضباط الأحرار، فألقى يوسف صديق القبض عليهم في الطريق واحتجزهم في “سلاحليك” القيادة العامة للقوات المسلحة.
ويختتم:” ثم انضم إليه بعد ذلك اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر والصاغ عبد الحكيم عامر والبكباشي محمد أنور السادات -الذي كان في السينما وقت وصول رسالة جمال عبد الناصر بتبكير الحركة- إلى القيادة العامة، ثم توالى حضور ضباط التنظيم، بينما كان الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية يتصل على هواتف القيادة العامة، كان الصاغ عبد الحكيم عامر وهو ابن شقيقة حيدر باشا يرد على الهاتف ويخبره إن: “كل شيء تمام”، ثم رد على الهاتف ضابط يدعى أبو الفضل الجيزاوي ونفى وجود أي مشكلة تعيق اجتماع قيادات الجيش وهذا طبعًا بخلاف الحقيقة، كل هذا عرفناه فيما بعد من حكايات القصر وبعضه عرفناه من همسات الجنود أمام بيتنا.
اقرأ ايضًا..