حكاية أول فيلم سينمائي غنائي في تاريخ السينما العربية

 

كتب: السيد خليفة

” أنشودة الفؤاد” كما ورد في تترات الفيلم في العرض الذى تم بالمجلس الأعلى للثقافة يوم ١٤ مايو ٢٠٠٧ ضمن احتفالية مئوية السينما، هو فيلم من إنتاج أدمون نحاس وشركائه، وتم عمل الفيلم من أجل تفخيم الملك وأخرج الفيلم: ماريو فولبي، تمثيل جورج أبيض، نادرة، عبد الرحمن رشدى، زكريا أحمد، من تألیف خليل مطران.

بحسب ما جاء في “كتاب دور الأجانب في السينما المصرية” للكاتب الدكتور ضياء مرعي فإن فيلم “أنشودة الفؤاد” هو أول فيلم سينمائي غنائي في تاريخ السينما العربية، وهو أيضا ثاني فيلم ناطق في تاريخ هذه السينما، ففي يونيو عام ۱۹۳۱ وقع أدمون نحاس وأخوه جبرييل والأستاذ أنطون خوري أصحاب شركة “نحاس فيلم” مع جورج أبيض، عقدا لبطولة أول فيلم عربي غنائي ناطق “أنشودة الفؤاد” وهى قصة دراما اجتماعية مصرية تدور حوادثها في وادي النيل تأليف الأستاذ ن. لازار ووضع السيناريو والقصائد خليل مطران ولحن الأغاني فيها الأستاذ زكريا أحمد وقام بالتمثيل جورج أبيض، وأميرة الطرب نادرة، وعبد الرحمن رشدي وإخراج ماريو فولبي الإيطالي، والتصوير توليو كياريني من إنتاج وتوزيع شركة نحاس سفنكس فيلم “أدمون نحاس”، وتم إعداد المشاهد الناطقة في ستوديوهات

جومون بباريس.

والغريب، ولا أرى أنها من قبيل المصادفة أن نادرة صاحبة لقب أول مطربة في تاريخ السينما المصرية لعبت بطولة ثلاثة أفلام غنائية فقط، كلها كانت من إخراج أجانب وأبطال أجانب، كانوا يقدمونها دائماً فى مواجهة بطلة وفيلم مصرى، كان أولها “أنشودة الفؤاد”، من إخراج ماريو فولبى فى مواجهة “أولاد الذوات البطلته أمينة رزق”، وكان فيلمها الثاني “أنشودة الراديو “أمام بشارة واكيم من إخراج الإيطالي توليو كاريني في الفترة نفسها التي قدمت فيها أم كلثوم فيلمها الأول “وداد” في عام ١٩٣٦، بعدها لعبت نادرة بطولة فيلمها الثالث “الفنان الكبير” أمام بدر لاما والذي كان من إخراج شقيقه إبراهيم لاما وذاك قبل ظهور نجمة السينما الغنائية ليلى مراد للمرة الأولى في “يحيا الحب” أمام محمد عبدالوهاب من إخراج محمد كريم في العام ١٩٣٨.

 

ولا يمكن أن نتجاهل حالة الارتباك التى صاحبت إنتاج الفيلم، فالفيلم غنائي والمخرج إيطالى لايعرف خصوصية الأنغام الشرقية، عهد للملحن المعروف زكريا أحمد الذي مثل في الفيلم نفسه، وقد ذكر أنه لم يكن راضياً عن ألحانه للتقصير في الإمكانيات، يقول: سافرنا إلى باريس لتصوير المناظر الداخلية بأستديو جومون، ولما إنتهينا منها بدأنا في تسجيل الأغاني، وكان علينا أن نسجل اغنيتين “أه يا بحر النيل يا غالي”، والثانية “يقولون ليلى بالعراق مريضة”.

وكانت صدمة عندما تبينت أنه لا يوجد في باريس موسيقيون يستطيعون الاشتراك معي في تسجيل هذه الأنغام الشرقية، وعثرت أخيراً على الشابين الناشئين عبد الحليم علي وعبد الحميد عبد الرحمن، وكانا في بعثة حكومية لدراسة الموسيقى، فاشتركا في التسجيل بالعزف على الكمان وجلست في الأستديو مهموماً ضيق الصدر، لعدم وجود تخت کامل، فقد كان التخت كله عبارة عن العود الذي أعزف عليه وكمنجتين وبدأت السيدة نادرة تغني ولكنها لم تتبع تعليماتي، فانفجرت، ثائراً وحطمت عودي فاصيبت يدي إصابة استدعت نقلي إلى المستشفى ثم خرجت وسجلت الأغاني وأنا غير راض عنها.

 

وكأغلب المخرجين الأجانب الذين عملوا في السينما المصرية لا تتوفر لديهم معلومات عن المخرج الإيطالي ماريو فولبي الذي أخرج في مصر ٦ أفلام من ١٩٣٢ إلى ١٩٣٧ “أنشودة الفؤاد ١٩٣٢ – لإتهام ١٩٣٤ – الغندورة ١٩٣٥ – ملكة المسارح ١٩٣٦- ليلى بنت الصحراء ۱۹۷ – الحب المرسقاني ۱۹۳۷”، ومعظمة من الأفلام المفقودة ما عدا “ليلى بنت الصحراء” الذي اشتركت في إخراجه منتجته بهيجة حافظ، وأنشودة الفؤاد بعد العثور عليه بعدما أعلن مهرجان الفيلم العربي بمعهد العالم العربي في باريس أنهم توصلوا إلى هذه النسخة.

قصة الفيلم تتمحور حول سيدة أجنبية ميريل يسيل لعاب الجميع عليها بداية من أمين باشا الذى يتعرف عليها في فندق مينا هاوس ويدعوها لزيارة مدينة سوهاج، ويتعلق بها أيضاً حسنى الذى يعمل بالمحلج على الرغم من أنه يعيش في سعادة وهناء مع زوجته نادرة والتي يطمع فيها مدير المحلج عمر، لذلك يبلغها أن زوجها حسنى على علاقة مع ميريل، ويدخل على الخط إبراهيم شقيق نادرة لإقناع ميريل بالابتعاد عن حسني، ولكن عمر يقول لحسني أن إبراهيم على علاقة مع ميريل، يطلق عمر الرصاص على إبراهيم، ويلفق الجريمة ضد حسني في نفس الوقت الذي تلد فيه نادرة إبنتهما ليلى يحكم على حسني بالسجن ١٥ عاما، ويفقد إبراهيم بصره، بعد ١٦ سنة يعود حسني إلى سوهاج شحاذا، ويعود أحمد بن أمين باشا من أوروبا بعد أن درس طب العيون، ويحب ليلى، ويعترف عمر للقاضي بأن حسني بريء، ويموت، يشفى إبراهيم على يد الدكتور أحمد ويسترد بصره ويجمع مشهد النهاية بين أمين باشا وحسنى وإبنته ليلى يوم زفافها إلى أحمد.

 

” أنشودة الفؤاد” كما ورد في تترات الفيلم في العرض الذى تم بالمجلس الأعلى للثقافة يوم ١٤ مايو ٢٠٠٧ ضمن احتفالية مئوية السينما، هو فيلم من إنتاج أدمون نحاس وشركائه، وتم عمل الفيلم من أجل تفخيم الملك وأخرج الفيلم: ماريو فولبي، تمثيل جورج أبيض، نادرة، عبد الرحمن رشدى، زكريا أحمد، من تألیف خليل مطران.

بحسب ما جاء في “كتاب دور الأجانب في السينما المصرية” للكاتب الدكتور ضياء مرعي فإن فيلم “أنشودة الفؤاد” هو أول فيلم سينمائي غنائي في تاريخ السينما العربية، وهو أيضا ثاني فيلم ناطق في تاريخ هذه السينما، ففي يونيو عام ۱۹۳۱ وقع أدمون نحاس وأخوه جبرييل والأستاذ أنطون خوري أصحاب شركة “نحاس فيلم” مع جورج أبيض، عقدا لبطولة أول فيلم عربي غنائي ناطق “أنشودة الفؤاد” وهى قصة دراما اجتماعية مصرية تدور حوادثها في وادي النيل تأليف الأستاذ ن. لازار ووضع السيناريو والقصائد خليل مطران ولحن الأغاني فيها الأستاذ زكريا أحمد وقام بالتمثيل جورج أبيض، وأميرة الطرب نادرة، وعبد الرحمن رشدي وإخراج ماريو فولبي الإيطالي، والتصوير توليو كياريني إنتاج وتوزيع نحاس سفنكس فيلم “ادمون نحاس”، وتم إعداد المشاهد الناطقة في ستوديوهات “جومون بباريس”.

والغريب، ولا أرى أنها من قبيل المصادفة أن نادرة صاحبة لقب أول مطربة في تاريخ السينما المصرية لعبت بطولة ثلاثة أفلام غنائية فقط، كلها كانت من إخراج أجانب وأبطال أجانب، كانوا يقدمونها دائماً فى مواجهة بطلة وفيلم مصرى، كان أولها “أنشودة الفؤاد”، من إخراج ماريو فولبى فى مواجهة “أولاد الذوات البطلته أمينة رزق”، وكان فيلمها الثاني “أنشودة الراديو” أمام بشارة واكيم من إخراج الإيطالي توليو كاريني في الفترة نفسها التي قدمت فيها أم كلثوم فيلمها الأول “وداد” في عام ١٩٣٦، بعدها لعبت نادرة بطولة فيلمها الثالث “الفنان الكبير” أمام بدر لاما من إخراج شقيقه إبراهيم لاما وقبل ظهور نجمة السينما الغنائية ليلى مراد في فيلم “يحيا الحب” أمام محمد عبدالوهاب من إخراج محمد كريم في العام ١٩٣٨.

 

ولا يمكن أن نتجاهل حالة الارتباك التى صاحبت إنتاج الفيلم، فالفيلم غنائي والمخرج إيطالى لايعرف خصوصية الأنغام الشرقية، عهد للملحن المعروف زكريا أحمد الذي مثل في الفيلم نفسه، وقد ذكر أنه لم يكن راضياً عن ألحانه للتقصير في الإمكانيات، يقول: سافرنا إلى باريس لتصوير المناظر الداخلية بأستديو جومون، ولما إنتهينا منها بدأنا في تسجيل الأغاني، وكان علينا أن نسجل اغنيتين هما “آه يا بحر النيل يا غالي” وأغنية “يقولون ليلى بالعراق مريضة”.

وكانت صدمة عندما تبينت أنه لا يوجد في باريس موسيقيون يستطيعون الاشتراك معي في تسجيل هذه الأنغام الشرقية، وعثرت أخيراً على الشابين الناشئين عبد الحليم علي وعبد الحميد عبد الرحمن، وكانا في بعثة حكومية لدراسة الموسيقى، فاشتركا في التسجيل بالعزف على الكمان وجلست في الأستديو مهموماً ضيق الصدر، لعدم وجود تخت کامل، فقد كان التخت كله عبارة عن العود الذي أعزف عليه وكمنجتين وبدأت السيدة نادرة تغني ولكنها لم تتبع تعليماتي، فانفجرت، ثائراً وحطمت عودي فاصيبت يدي إصابة استدعت نقلي إلى المستشفى ثم خرجت وسجلت الأغاني وأنا غير راض عنها.

 

ومثل أغلب المخرجين غير المصريين الذين عملوا في السينما المصرية لا تتوفر أية معلومات عن المخرج الإيطالي ماريو فولبي الذي أخرج في مصر ستة أفلام من ١٩٣٢ إلى ١٩٣٧ “أنشودة الفؤاد ١٩٣٢ – لإتهام١٩٣٤ – الغندورة ١٩٣٥ – ملكة المسارح ١٩٣٦- ليلى بنت الصحراء ۱۹۷ – الحب المرسقاني ۱۹۳۷” ومعظمة من الأفلام المفقودة ما عدا “ليلى بنت الصحراء” الذي اشتركت في إخراجه منتجته بهيجة حافظ، وأنشودة الفؤاد بعد العثور عليه بعدما أعلن مهرجان الفيلم العربي بمعهد العالم العربي في باريس أنهم توصلوا إلى هذه النسخة.

قصة الفيلم تتمحور حول سيدة أجنبية ميريل يسيل لعاب الجميع عليها بداية من أمين باشا الذى يتعرف عليها في فندق مينا هاوس ويدعوها لزيارة مدينة سوهاج، ويتعلق بها أيضاً حسنى الذى يعمل بالمحلج على الرغم من أنه يعيش في سعادة وهناء مع زوجته نادرة والتي يطمع فيها مدير المحلج عمر، لذلك يبلغها أن زوجها حسنى على علاقة مع ميريل، ويدخل على الخط إبراهيم شقيق نادرة لإقناع ميريل بالابتعاد عن حسني، ولكن عمر يقول لحسني أن إبراهيم على علاقة مع ميريل، يطلق عمر الرصاص على إبراهيم، ويلفق الجريمة ضد حسني في نفس الوقت الذي تلد فيه نادرة إبنتهما ليلى يحكم على حسني بالسجن ١٥ عاما، ويفقد إبراهيم بصره، بعد ١٦ سنة يعود حسني إلى سوهاج شحاذا، ويعود أحمد بن أمين باشا من أوروبا بعد أن درس طب العيون، ويحب ليلى، ويعترف عمر للقاضي بأن حسني بريء، ويموت، يشفى إبراهيم على يد الدكتور أحمد ويسترد بصره ويجمع مشهد النهاية بين أمين باشا وحسنى وإبنته ليلى يوم زفافها إلى أحمد.

إقرأ أيضا.. طريقة عمل الشيش طاووق بالزبادي