الشيف سعيد أمين: عشقت مهنة الطهي وأبدعت فيها

 

كتبت: سمر عبدالرؤف

 

يعد الطهي من أكثر المهن التي تتطلب مهارات وقدرات خاصة لدى العاملين بها، وينبغي على من يمتهنها أن يكون ملما بكافة تفاصيل المطبخ، ومهنة الطبخ لم تكن مقتصرة على النساء فقط، بل اتجه العديد من الرجال للعمل بها، و أصبحوا أكثر كفاءة وتميز فيها، ومن أبرز الأشخاص الذين أفنوا حياتهم في هذه المهنة، وامتلك العديد من المهارات والخبرات فيها، ويعد أحد شيوخ الطهاة، هو الشيف سعيد أمين محمود، وهو الشيف العمومي لفندق ومنتجع فلامنكو القصير/ البحر الأحمر، تخرج من معهد السياحة والفنادق، درس وتدرب بشركة الفنادق المصرية، بفندق كتراكت، وفندق كلابشة بأسوان، على يد الأستاذ نبيل محمد إسماعيل، مدير عام فندق كلابشة.

قال الشيف سعيد، أنه لم يتعرض في بداية حياته لأي صعوبات أو معوقات، لأنه كان يحب هذه المهنة، ويؤدي بإخلاص فيها، ومهما حدث من رؤسائه بالعمل إلا أنه كان مطيع لأوامرهم وكان دائماً مواظب في عمله.

 

وذكر أنه اكتسب من هذه المهنة العديد من الخبرات والمهارات منها: النظافة وسلامة الغذاء، ومهارات الاتصال بالعملاء، وفهم البكتيريا والقضاء عليها، وعمل برامج تدريبية للعاملين بالمطبخ، وعمل الإعداد المهني للبوفيهات، كما أصبح على معرفة تامة بتصنيع المكرونات والمعجنات بأنواعها، ومراقبة التكاليف، وتطوير العاملين ودوافع القيادة لهم، بالإضافة إلى معرفته بالتسويق والمبيعات.

وصرح سعيد أن الشيف المصري أكثر كفاءة من الأجنبي، إلا أن هناك فكر آخر لأصحاب المنشآت السياحية، حيث أنه يتم التسويق من خلال مكاتب السياحة بالخارج، على أنه يوجد شيف عمومي من نفس الجنسية حتى يطمئن النزيل، مشيراً إلى أن هذا يكون على حساب الشيف المصري.

وأكد أن جمعية الطهاة المصريين تقوم بعملها على أكمل وجه، وقد أضافت لهم الكثير سواء في التدريبات أو المسابقات، أو عمل مهرجانات للتذوق، مشيراً إلى أنه حصل على العديد من التدريبات في مختلف المجالات التى تتعلق بمهنة الشيف التنفيذي وإدارة المطابخ.

وأضاف الشيف سعيد أنه سافر إلى العديد من الدول العربية، وعمل بالعديد من الفنادق منها فندق ميريديان الخبر بالسعودية، وأيضاً فندق المهاري بطرابلس، كما سافر إلى ألمانيا وعمل بفندق سيتي هوتيل، مؤكداً أن الفارق بين مصر وهذه الدول في مجال الطهي كبير جداً، خاصةً في عمليات تجهيز المطابخ، والذي يتم في هذه الدول بجودة عالية.

وذكر أن أهم مايميز الشيف الأجنبي في مصر عن الشيف المصري، أن صاحب المنشأة يدفع للشيف الأجنبي الكثير ويعطيه مميزات أكثر مما يستحق، على الرغم من أن الشيف المصري قد يكون أكثر كفاءة من الشيف الأجنبي، حيث يعمل تحت ضغوط لا يتحملها اي شيف أجنبي.

وشدد على أنه يجب على من يريد مزاولة هذه المهنة، أن يحصل على التدريب المناسب وإلا سوف يتضرر مستوى الجودة كثيراً، وكذالك سمعة الشيفات المصريين، مضيفاً أنه من أهم الأمور التي يمكن أن نطور بها منظومة العمل السياحي بمصر، هي الإهتمام بالشباب، و خاصةً خريجي المدارس الفندقية والمعاهد والكليات السياحية، وأيضاً عمل دورات تدريبية خارج البلاد، مثل فرنسا، وألمانيا وسويسرا، على الأقل لمدة 6 أشهر، مؤكداً أن بهذا الوضع سترجع مصر لسابق عهدها، مقصداً رئيسياً من المقاصد السياحية الأوربية والتي تمثل 75% من حجم السياحة في مصر.

وأوضح الشيف سعيد أنه، في ظل انتشار الأكل الآسيوي والهندي و الإيطالي والسوري، إلا أن المطبخ المصري يشتهر بمذاقه الخاص، مع وجود بعض التأثيرات الغنية التي تثريه، خاصةً التأثيرات التركية و الشامية، مؤكداً أن جميع النزلاء في أي فندق دائماً مايرغبون في تناول الطعام المصري و يعشقونه.

وعن رأيه في تجربة فوكس الرائدة في الصحافة الطهوية، فقد قال أن هذه التجربة تعتبر الأولى من نوعها فى مصر لأنها تحاول تغيير نظرة مهنة فن الطهى فى مصر ومدى تأثيرها على الحياه كلها وكذالك الاطلاع على ثقافات شعوب العالم المختلفة من خلال الطعام الذى يعتبر أحد أهم وسائل تعارف الشعوب وتبادل الثقافات بينهم لأنه مجال مهم جدا وله أبعاد اقتصادية وثقافية لا ندركها فى بلدنا، ففى الغرب علم الطهى ليس مجرد وصفات بل هو جزء مهم من تراثها ودخلها القومى وصحة مواطنيها.

وقال الشيف سعيد أنه يطمح في عمل كتاب خاص بفنون الطهي، بالإضافة إلى تأسيس أكاديمية خاصة به لتعليم فنون الطهي.

وأنهى حديثه بتوجيه رسالة لشباب الطهاة في مصر، بأن لهم دور كبير، من خلال التعامل مع السياح بشكل جيد نابعاً من عمق أصالة عادتنا العربية، وأهمية النظر إلى السائح على أنه ضيف عزيز على بلادنا، له كل الاحترام والتقدير والتعامل الطيب باعتباره سفيراً لبلاده، كي ينقل لأبناء مجتمعه انطباعات جيدة عن بلدنا تتجسد فيها، مدى رفعة سلوكنا وسمو أخلاقنا، ورقي تعاملنا، وأصالة وعمق حضارتنا، لذا يجب أن يترسخ في أذهان المواطنين حقيقة تتمثل بأن حضور السائح لبلادنا، ينتج عنه رفد اقتصادنا الوطني وتعزيزه.

شاهد أيضًا.. «اليهودي الذي أوصى بدفنه في مصر».. أيام الحكم الملكي في مصر

الاحتيال الإلكتروني الطريق المظلم لتحقيق الربح السريع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى