الشيخ محمود الشحات: القارئ احساس وليس صوتا جميلا فقط (حوار)

على هامش السهرة الرمضانية التي أحياها المقرئ الشيخ الدكتور محمود الشحات بمجلس الحواج في مملكة البحرين دار حوارًا شاملًا حول ما يميز القارئ المؤثر في الناس عن ذلك الذي لا يمتلك التأثير؟ ولكن قبل هذا الحوار كان العميد المشارك لكلية الآداب والعلوم بالجامعة الأهلية الدكتور علي عمران قد قام بتقديم الشيخ الشحات.

مشيرًا إلى أنه يعد في مقدمة مقرئي هذا الزمان نظرًا لجولاته المكوكية التي دخل بسببها وعلي يديه الكثيرين من الأوربيين إلى الإسلام.

منوها بالبيئة المصرية الخصبة التي تخرج من جامعاتها ومدارسها الفقهية والدينية عشرات الجهابذة المقرئين والفقهاء والعلماء الذين ملأوا الدنيا نورًا وتقوى وعشقًا لا حدود له لصحيح الدين ومناسكه وسلوكياته.. وإلى نص الحوار.

كثر المقرئين للقرآن الكريم في هذا الزمان.. برأيك ، ما الذي يميز مقرئ عن آخر ، وما هي الملكات التي تجعل قارئ مؤثرًا وآخر دون ذلك هل هو جمال الصوت أم هو الاحساس؟

مما لاشك فيه أن الأصوات الجميلة في تاريخنا والتي قرأت القرآن الكريم تجويدًا وترتيلًا وإنشادًا تعد علي أصابع اليد الواحدة ، الشيخ محمد رفعت بعمق صوته ورخامة حنجرته وقوة أدائه، والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ مصطفى إسماعيل ومحمود خليل الحصري.

أما من ناحية جمال الصوت فلا صوت يعلو عن صوت المرحوم الشيخ عبدالباسط عبد الصمد الذي لم يأت في جمال صوته قارئ آخر .

وما الذي أعجب الناس في صوتك يا دكتور؟

أنا اقرا القرآن الكريم باحساس واعجاب بكلمات المولى عز وجل ، أحب الآية والسورة وأحس بكل كلمة فيها فاصدق نفسي فيصدقني الناس.

لكن كيف تنتابك حالة التقمص للمعني؟ وهل أنت تقصد بأن تكون مؤثرًا ؟

لا يمكن أن يؤثر أحد في أحد وهو يقصد ذلك متعمدًا ، إنه احساس يمتزج فيه المعنى بالشعور العفوي للقارئ، وهو علم ندرس من خلاله الأصوات والطبقات والجواب وغيرها من قواعد الأداء، الأمر الذي يخزنه الوعي في الأوعي وعندما نبدأ في التلاوة تكون قد تولدت لدينا حالة خاصة جدًا من المعايشة مع المعاني، والاندماج مع موسيقاها والخشوع من أجل أن يخرج ذلك على هيئة صورة إبداعية مقروءة ومتشابهة مع تلك التي يتم رسمها في خيال الرسام أو التي يتم نحتها في روح النحات أو التي يتحقق لها التجسد في يقين وصوت القارئ والمؤدي.

 هذا يعني أنك بالعلم والفطرة يتحقق لك المراد وأنت تتلو آيات من الذكر الحكيم أمام جماهيرك العريضة مولانا الشيخ؟

نعم لكل تأكيد إن عفوية الأداء وفطرية الالقاء وعمق الاحساس بالمعني والتراكيب القرآنية بموسيقاها ومخارج ألفاظها بل وحروفها كل ذلك يمنحني إيمانًا ما بعده إيمان وإتقانًا وددت لو أكون في أديته مثلما أتمنى أو مثلما يتوقعه الناس مني .

البحرين كيف رأيتها في المرتين السابقتين وهذه المرة؟

طبعًا في كل مرة أزور فيها مملكة البحرين فإن الزيارة لا تستغرق دائمًا أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام، رغم ذلك فإنني أستطيع التأكيد بأنني تلمست في جميع زياراتي للبحرين كرم الضيافة وطيبة شعبها ومعرفتهم الوثيقة بكل ما يدور في مصر من أحداث وما يتحقق فيها من عمران وتقدم، وها نحن معا في هذه الليلة الرمضانية المباركة وقد التف حولنا هذا الجمع الغفير من النخب المحبة لمصر والمخلصة لشعبها والمتذوقة لمختلف علومها وادابها وفنونها .

ما يجعلني اشعر بسعادة عامرة لإحاطتي بكل هذه الرعاية والاهتمام والحرص على التواصل معي وما تقدمه من أداء وتراتيل ليس في هذا الشهر الفضيل فحسب إنما علي امتداد شهور السنة أيضا.

اقرأ ايضًا:

الشيخ محمد الشحات: مصر والبحرين تربطهما علاقات وثيقة