الشاعر البحريني على عمران: لم أعهد في الشعر شيئًا يسمى القصيدة النثرية (حوار)

شاعر بحريني وأستاذ جامعي، يعد واحدًا من أهم شعراء البحرين، وهو قبل هذا وذاك، إنسان يفكر بقلبه، ويحب بعقله، ويتعاطى مع قضايا مجتمعه بوجدان لا تنقصه المحبة ولا تفارقه كثير من المحسنات، لديه أكثر من 25 مبحثًا مساهمة في الحفاظ على اللغة العربية وتيسيرها، على حفظ أصولها وفصولها وآثارها وضمان وجودها.

دارت مؤلفاته في النحو والصرف، في البلاغة والشعر، في ديوان ندى الأشواك عندما تحدث عن “حكاية الكلب مع الحمامة”، تلك التي “تشهد للجنسين بالكرامة”، وفي ديوانه الثاني بطاقة عشق اللذين تمت ترجمتهما إلى اللغة الإنجليزية، وفي كلماته التي أعاد بها دهشته الأولى، عندما كان يزور البحر قريته، وعندما أعاد البحر أغنيته المفقودة وعالمه السحري الجميل.

الأستاذ الدكتور علي عمران أبهر الجميع في مقدمة لا تقل جمالاً عن صوت الدكتور الشيخ محمود الشحات عندما قرأ آيات من الذكر الحكيم في مجلس الحواج الرمضاني قبل أيام.

موقع “مباشر 24” التقى الدكتور عمران في المنامة لمناقشة الأوضاع الثقافية،، وإلى نص الحوار..

هل تذكرنا بكلماتك التي أثارت إعجاب الحضور في مجلس الحواج وقبل أن يبدأ الشيخ الشحات في تلاوة آيات من الذكر الحكيم؟

بالطبع.. لكن دعني قبل أي شيء أوضح بأن الشيخ الشحات هو المقرئ الأكثر شهرة في العصر الحديث، حتى تم تلقيبه بأنه دولة التلاوة الحديثة، حفظ القرآن الكريم وهو في سن الثانية عشر، على يد والده المقرئ الشهر الشيخ الشحات أنور.

وحصل على المركز الأول في المسابقة الدولية في مصر، وقرأ في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة ولندن وأجزاء من المملكة المتحدة البريطانية، تمامًا مثلما، شارك الشيخ الشحات في عدة مسابقات قرآنية كمحكم دولي واستضافته عدة دول أفريقية وخليجية وآسيوية، ولدرجة أن أندونيسيا وحدها استضافته لأكثر من عشرة سنوات.

لقد تحدثت عن عائلة الحواج وعن أنشطتها الاجتماعية والثقافية.. ماذا عنها؟

عائلة الحواج كانت ومازالت تقتنص الفرص الذهبية لتكون في قلب الحدث، مراعية حراك المجتمع البحريني من خلال فعاليات مختلفة ولقاءات متعددة ومجلس مفتوح طوال العام، هي من العوائل البحرينية التي آلت على نفسها أن تقيم الأعراس والاحتفالات الوطنية والدينية والاجتماعية، وأن تُقاسم الناس أفراحهم وأتراحهم، إلى جانب أنها تسعد كثيرًا بأن تقدم لهذا المجتمع كل غالٍ ونفيس خدمة للوطن الغالي.

أنت شاعر وأستاذ جامعي وعميدًا مشاركًا بكلية الآداب والعلوم، حدثني عن علي عمران الشاعر؟

صدر لي ديوانين مثلما تعرف ويعرف الجميع وكل ما أود قوله قلته في العديد من الحوارات والمقالات ومقدمة أعمالي الشعرية الكاملة التي تحمل ديوانين هما ندى الأشواك وبطاقة عشق.

الشعر يقودنا إلى الضجة المثارة حول قصيدة النثر خاصة أن مهرجان الشعر العالمي في الجامعة الأهلية قد ناقش القضية باستفاضة لكنه لم يحسمها؟

هناك خلل في تركيبة المصطلح، فليس ثمة شيء في الشعر اسمه نثرًا، أو في النثر ونسميه شعرًا، الشعر شعرٌ، والنثر نثرٌ، أنا ضد هذه التسمية ولا مع هذا الطرح، فالقصيدة تبقى قصيدة بما تحمله من روح وطبيعة خاصة خالصة من وزن وقافية ومحسنات وصور بلاغية وهضم للتراث واستحضاره ضمن قضايا حداثية معاصرة، بشرط ألا يخل ذلك بالقواعد وأصول الكتابة وروح المحتوى.

كأستاذ جامعي وعميدًا مشاركًا في كلية الآداب والعلوم هل اللغة العربية في خطر؟

لديَّ مشروع من 25 مبحثًا في تيسير علوم اللغة العربية، فأصدرت في كل مبحث كتابًا تيسيريًا في النحو والصرف، والبلاغة والعروض والمفردات اللغوية، ومنها مدخل إلى مبادئ علم النحو وعلم البيان والمعاني وغيرها، كل ذلك حرصًا مني على الدفاع عن اللغة العربية عندما استشعرت بخطر داهم يحدق بها من خلال العديد من الألفاظ والجمل غير العربية التي اقتحمت عالم اللغة العربية.

وهل انتشار الشعر العامي يشكل خطرًا على الشعر الفصيح؟

لا شيء يشكل خطرًا على الشعر الفصيح، فهو الأصل، وهو اللغة، وهو الثبات على الموقف، في التعبير والتشكيل والإبداع، صحيح أن هناك من القصائد العامية ما يرسخ في الأذهان، وما يحقق الانتشار ويثير الإعجاب ويظل في الذاكرة والوجدان، لكن الأصل في الكتابة، والأساس في التعبير هي اللغة العربية الفصحى، فلا خوف بتاتًا عليها.

اقرأ ايضًا:

الشيخ محمود الشحات: القارئ احساس وليس صوتا جميلا فقط (حوار)