«هل رمسيس الثاني هو فرعون مصر؟».. أسرار من عبادة الفراعنة

في كتابه الصادر حديثًا تحت عنوان “الدين والحكم في مصر” للدكتور شريف شعبان والصادر عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع يذكر المؤلف الكثير عن أشكال العبادة في مصر القديمة.

تقديس الملك

يقول شريف شعبان:” لم تعرف مصر تقديس الملك كمعبود في حياته إلا خلال الدولة الحديثة، فكان الملك قبلها بمثابة نصف معبود إبان حكمه وبعد وفاته يتحول إلى معبود كامل وله الحق والقدرة في اللحاق بمواكب المعبودات ومرافقتهم، تقدم القرابين باسمه ويخصص كهنة كي يرعوا الطقوس الجنائزية لضمان بقاء روح الملك ضمن صحبة المعبودات.

طرد الهكسوس

ويضيف:” ولكن بعد طرد أقوام الهكسوس الغزاة وتكوين امبراطورية لم تغرب عنها شمس الشرق الأدنى القديم، ومع تقدم الجيوش المصرية لتوسيع تلك الامبراطورية إلى اقصى اتساع لها، أصبح ملوك تلك الأسرة في نظر شعبهم وشعوب الشرق ليسوا فقط ملوك محاربين ولكن معبودات تضاهي المعبودات تُقدم لهم الطقوس والتبجيلات في كل الأقطار الأجنبية التابعة لمصر خاصة بلاد النوبة.

حيث ظهر ولأول مرة مفهوم تقديس الملك الحي وإن لم يدم كثيراً، حين تم تقديس الملك أمنحتب الثالث حيث بدأ لترويج عقيدته الشخصية بالنوبة فشيّد معبداً له في مدينة “صولب” كي يتم تقديسه بجوار المعبود العالمي آمون. بينما أمر رمسيس الثالث بإقامة عقيدة لتقديسه في مدينة منف كلّف لها زوج من الرجال وزوج آخر من النساء من أجل خدمة طقوس تمثاله، بالإضافة إلى قوائم تفصيلية للقرابين اليومية والشهرية من طعام وشراب وأقمشة والتي توهب للتمثال الملكي المقدس .

رمسيس الثاني

ويكمل:” أما رمسيس الثاني فقد أدخل تقديس شخصه بجانب مختلف المعبودات بشكل مبالغ حين أقام عدة معابد له في النوبة وفي مدينة عسكرية في هربيط (محافظة الشرقية حالياً) بالإضافة إلى ظهوره وسط ثلاثة معبودات وهم آمون رع وبتاح ورع حور آختي في قدس أقداس معبد أبو سمبل باعتباره رابعهم بنفس الحجم وله ذات القدسية مع تفرده بتعامد أشعة الشمس على وجهه دون الآخرين مرتين في العام يومي 22 فبراير و22 أكتوبر.

مما دعى العديد في الاعتقاد الخاطئ والراسخ في وجدان العامة للأسف بأن رمسيس الثاني هو فرعون المذكور بالقرآن الكريم في سورة القصص ﴿ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾  وسورة الزخرف ﴿ وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾، أو الذي تناوله العهد القديم في سفر الخروج مثل الإصحاح 5: الآية 2 (فَقَالَ فِرْعَوْنُ: مَنْ هُوَ الرَّبُّ حَتَّى أَسْمَعَ لِقَوْلِهِ فَأُطْلِقَ إِسْرَائِيلَ؟ لاَ أَعْرِفُ الرَّبَّ، وَإِسْرَائِيلَ لاَ أُطْلِقُهُ).

اقرأ أيضًا..

«دفن في أرض يكرهها».. حكايات عن والد الملك الصغير