” كأن”.. حكاية أول مسرحية كتبها بهاء طاهر

صدر حديثا للكاتب والمؤرخ شعبان يوسف كتابًا عن الكاتب الكبير الراحل بهاء طاهر تحت عنوان ” هكذا تكلم بهاء طاهر”، وتناول فيه يوسف الجانب الأخر من حياة الراحل والتفاصيل الدقيقة في حياته وبداياته في عالم الكتابة والمسرح.

يبدا شعبان يوسف بالفصل المعنون بـ” بدايات مختلفة”، وتناول فيه بالسرد قصة بداية بهاء طاهر مع الكتابة، فقال: لم يغامر يوسف لإدريس الكاتب والقاص الأهم على مدى عقدى الخمسينات والستينات، عندما قدّم الكاتب الشاب بهاء طاهر، وهو يحتفى بشكل كبير بنشر أول قصة قصيرة له فى عدد مجلة “الكاتب” الصادر فى مارس 1964، والتى كان يشرف فيها على الملف الأدبى والثقافى، كان بهاء فى التاسعة والعشرين من عمره، ولم يكن قد سبق له نشر أى نصوص قصصية قبل ذلك فى أى مطبوعة مصرية أو عربية.

مسرحية كأن للكاتب بهاء طاهر

وأكمل: لكن مجلة الآداب البيروتية كانت قد نشرت لراحل بهاء طاهر مسرحية تحت عنوان “كأن”، كما نشرت له مجلة “الأديب” أيضا اللبنانية مسرحية أخرى، وكل من المسرحيتين كانتا من ذات الفصل الواحد، وهذا الأمر لم يكن غريبا على كاتب كان يعمل فى الإخراج المسرحى الإذاعى، حيث أن الشاب محمد بهاء الدين طاهر كان قد التحق بالإذاعة المصرية فى عام 1957بعد إجراء اختبار ثقافى فى الأداء والمعلومات معه، بعده عمل فى البرنامج الثانى “البرنامج الثقافى الآن”، وكان هذا البرنامج الذى بدأ بثه فى الخامس من مايو عام 1957 أحد وسائل التنوير الكبرى، وكانت الدولة المصرية الفتية واليافعة_آنذاك_تحاول أن تحدث نهضة ثقافية فى ذلك الوقت الذى كان الكاتب فتحى رضوان وزيرا للثقافة فيه.

وونوه بأنه يعود الفضل فى تأسيس وتدعيم تلك المحطة النوعية، للكاتب والإعلامى والمثقف سعد لبيب، والذى اختار مجموعة من الإعلاميين القدامى الذين كانوا يعملون قبل ذلك فى الإذاعة المصرية مثل عباس أحمد ويوسف أبو حطب وغيرهم، واختار مجموعة أخرى من ذلك الشباب الجديد والنابهين، وكان على رأسهم الشاب بهاء طاهر، والذى كان يعمل قبل ذلك مترجما فى هيئة الاستعلامات، وذلك فور تخرجه من كلية الآداب قسم التاريخ عام 1956، حيث أنه كان يتقن اللغة الانجليزية، كما أنه كان عارفا باللغة الفرنسية قبل أن يتقنها ويجيدها إجادة تامة.

بداية نهوض المسرح المصري

وقال شعبان: وفى ذلك الوقت كان المسرح المصرى قد بدأ ينهض ويقف على قدميه، ويشتد عوده لظروف وملابسات تاريخية تكاد تكون معروفة للجميع، ليصبح نافذة ذات شأن كبير فى الثقافة المصرية، إذ أنه كان إحدى أداتين كبيرتين لهما اتصال وتأثير واسعين ومباشرين على كافة قطاعات وفئات ومستويات الشعب المصرى، هاتان الأداتان كانتا: السينما والمسرح، وفى ذلك الوقت تم إسناد  الفرقة المصرية لأحمد حمروش، وذلك عندما قال له يحيي حقى مدير مصلحة الفنون فى مكتبه بعد حديث قصير وشيق كعادة يحيي حقى دائما: “..هل تقبل يا أحمد بك إذن أن تكون مديرا للفرقة المصرية؟، وأجاب حمروش على الفور: “نعم أقبل”، مما أسعد يحيي حقى، وقال له وهو يودعه على الباب: “أرجو ألا يكون العبء ثقيلا عليك، وآمل أن تنتهى من تلك الإجراءات الإدارية خلال أيام”.

اقرأ ايضًا:

تعود للعصر الروماني .. سلال لحفظ الأطعمة صنعت من سعف النخيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى