«بسبب فريدة».. فاروق فلوكس يقاطع الكتَّاب
عن دار صفصافة للنشر والتوزيع صدرت حديثًا مذكرات الفنان الكبير فاروق فلوكس والتي جاءت تحت عنوان “الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة”، وكتبها حسن الزوام.
يقول فاروق فلوكس:” كعادة كل الأطفال في عمري ألحقني أبي بالكتَّاب في سن صغير، كتَّاب الشيخ حسن بمنطقة “رحبة عابدين” وفي مواجهة الكتَّاب جامع ومتحف قبطي.
حكايات الكتَّاب
إلى الكتَّاب، تأخذني جدتي أم زينب “خالة أمي” التي كانت تقيم معنا، وأمام الكتَّاب أجد الشيخ حسن باسطًا يده، أضع فيها يوميًّا عملة “النكلة” وقيمتها 2 مليمًا يعطيني مقابلها كعكتين صغيريتين وأدخل إلى الكتَّاب، كانت “النكلة” هي رسوم التعليم والكعكتان هدية، كان الكتَّاب عبارة فصل واحد نتشاركه جميعًا.
الشيخ حسن
الشيخ حسن يعلمنا القراءة والكتابة ويحفظنا القرآن الكريم، والأبلة رتيبة تعلمنا الحساب والجمع والطرح، كنت وما زلت من المتفوقين في الحساب ومن بعده الجبر والهندسة وكل ما يتعامل مع الأرقام.
الضرب
في الكتَّاب، تعرضت إلى الضرب بسبب سوء حفظي ومعاقبة الشيخ حسن لي، طلبت من أمي أن أترك هذا الكتَّاب لكنها عنفتني، فقررت بعدها أن أهرب من الكتَّاب وأخذت طريق درب الجماميز حتى آخره وهناك عجزت عن العودة.
كان المجتمع طيب لا خوف فيه، أخذني بعض الناس إلى بيتنا بميدان عابدين بعد أن قلت لأحدهم أنني هربت من الكتَّاب لأن الشيخ حسن يضربني لعدم قدرتي على الحفظ، فعرف أنني أسكن قريبا فأعادني إلى البيت.
فريدة
ترك عقاب الشيخ حسن لي على عدم الحفظ أثرًا في نفسي وعقدة بسبب الحفظ استمرت لسنوات العمر، والارتباك الشديد إذا ما تعثرت في الحفظ، في البيت عاقبتني أمي عقابًا شديدًا لكنها قررت في النهاية نقلي إلى كتَّاب آخر في شارع السلطان حسين الذي أصبح يسمى شارع الشيخ ريحان فيما بعد. كتَّاب أقرب إلى روضة الأطفال، مختلط بين البنين والبنات، وهناك صادقت طفلة تدعى فريدة، جميلة ونظيفة ولها رائحة زكية.
فاروق وفريدة
كنت أنا فاروق وكانت هي فريدة تمامًا مثل الملك فاروق وزوجته الملكة فريدة، لكن فريدة انقطعت فجأة عن الحضور بسبب سفرها مع والدها خارج مصر، فقررت أن أنقطع عن الكتَّاب حزنًا على غيابها، أخذتني أمي بعد ذلك إلى روضة تابعة لكنيسة حارة السقايين، روضة شديدة النظام والانضباط وهناك تعلمت الكثير.
مرت سنوات الكتَّاب والروضة سريعًا، وأنا طفل شقي وخفيف الظل لكني ذكي ولست بليدًا.