أزمة كادت أن تنهي فيلم جزيرة الشيطان بسبب سمكة الأسد.. التفاصيل كاملة

تحدث مدير التصوير الشهير سعيد شيمي عن أزمة تزامنت مع صناعة فيلم جزيرة الشيطان.

السفينة الغارقة

يقول سعيد شيمي:” ما إن قررنا أنا والصديق المخرج نادر جلال عمل فيلم (جزيرة الشيطان) حتى أصبحت مسؤولًا عن إيجاد سفينةٍ غارقة تصلحُ للتصوير تحت الماء، حيث كنتُ أغوص كثيرًا في أماكن عدة، وما وجدته إما أنه لا يصلح للتصوير، أو أنه يتواجد في أماكن خطيرة وبعيدة عن اليابسة، في بحر مفتوح تتلاطم فيه الأمواج والرياح في أغلب الأوقات. لقد كانت مشكلة الفيلم هي إيجاد السفينة المناسبة!

ويواصل:” ولكني لم أتوقف عن البحث، فكلما سمح لي عملي في التصوير السينمائي بإجازة كنت أسرع إلى القيام برحلة غوص باحثًا عن سفينة غارقة حسب دليل الغواصين، وكلام من يعملون في نوادي الغوص في الغردقة وشرم الشيخ، وفي خليج السويس في شعب محمود سفينة غارقة (دونا ريفن) قديمة أصبحت جبلًا من المرجان، في شمال جزيرة شدوان مقبرة للسفن: حوالي ثلاث سفن عملاقة غصت إليها وصوّرت فيها جزءًا من فيلم (جريمة في الأعماق) إخراج حسام الدين مصطفى ومدير التصوير مأمون عطا، ولكن المكان لا يصلح بتاتًا. و(غير كده!) ثلاث ساعات سفر ﺑ(اللانش) حتى الوصول إلى قمة رأس نحاس. كنا نصوّر الفيلم في شرم الشيخ، وأجلنا مشكلة السفينة حتى ننتهي من التصوير على الأرض.

مركب غارقة

ويكمل:” أثناء التصوير في شرم الشيخ وفي لحظات مطاردة السيارة الجيب لبطل الفيلم (عادل إمام) أخذت زاويةً بالقرب من ميناء شرم الشيخ لمرور المطاردة، وكنت أتحدث مع نادر جلال عن هذه المشكلة، وأني لا أجد سفينةً صالحة للتصوير لأحداث فيلمنا. وأثناء تجمع بعض المشاهدين تحدث معي أحدهم وكان خفيرًا للمنطقة، بلكنته الصعيدية من عمق مصر لفت نظري إليه، وأشار إلى مياه ميناء شرم الشيخ، وقال: «هنا فيه مركب غرقانة!» وأكد على قوله بأنه شاهد غواصين ولانش في منتصف الميناء يغوصون إليها.

ويستطرد:” وبعد أن أنهينا التصوير كان أول شيء نقوم به الغوص والبحث عن السفينة الغارقة في ميناء شرم الشيخ، نعم، الحمد لله، لقد وجدناها، قاطرة غارقة مثالية للتصوير على عمق 18 مترا، والمياه شفافة جيدة غير ملوثة، ولكن في المعاينة وجدنا فيها مشكلة، كانت السفينة بيتا للعشارت من سمكة الأسد، ومنها الصغير ومنها كبير الحجم، وكانت تسبح بحرية في فضاء السفينة الغارقة.

وفي المكان المثالي على سطحها قررنا أن نبني حجرةً محكمة الغلق، لتكون فيها صناديق الذهب كما شاهدتم في الفيلم، هذه السمكة الجميلة مسالمة جدًّا، ولكنها إن شعرت بالخطر تهاجم بقوة، ورغم شكلها الطاووسي الملون الجميل إلا أنها تحمل في ظهرها أشواكًا سامّةً تنغرس في الجلد، وتحدث ألمًا وتسمُّمًا، لكنه غير قاتل مثل أشياء أخرى، العدد الموجود كبير جدًّا، والسفينة هي مكان راحتهم وبيتهم، فكيف سنتصرف وهو المكان المثالي للتصوير من كافة النواحي؟

الهجوم على عرين الأسد

ويكمل:” كان لا بد أن نكون أقوياء ومستعمرين، على الأقل فترة التصوير، وإعداد ديكور الذهب داخل السفينة. الديكور صممه المهندس الموهوب غسان سالم، نزلنا مثل الوحوش بعد أن ارتدينا كامل ملابسنا والقفازات للهجوم على عرين الأسد في السفينة الغارقة؛ نطرده منها بكل قسوة وعنف، كان يهاجمنا السمك الكبير ويهرب السمك الصغير، ولكننا كنا محميين منه بملابسنا، هرب الكل بعد أن ابتعد السمك الكبير الذي هاجمناه، وأصبحت السفينة لنا. كان ذلك يتم يوميًّا أثناء بناء الديكور والتصوير، وبالتدريج أصبح هناك شيء جميل: نغوص فنجد العرين مليئًا بسمك الأسد، وبمجرد وصولنا يبدأ في الابتعاد ويسبح بعيدًا عنا، أو بالقرب منا ولا يهاجم، واستمر الحال هكذا حتى أنهينا التصوير، ثم تركنا البيت لأصحابه، وذلك حسبما ذكر شيمي في كتابه الذي صدر في ثلاثة أجزاء عن دار الهالة للنشر والتوزيع تحت عنوان ” حكايات مصور سينما.. الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام”.

اقرأ أيضًا..

«أخرج جنيها كاملًا لكي ينفي عنه تهمة البخل».. حكايات المفكر توفيق الحكيم