اليمني زيد الذاري: عودة السلام في اليمن تتطلب شروط محددة ونشكر مصر على استقبال الملاييين

قال السياسي اليمني زيد الذاري، ان عودة السلام في اليمن كأي شي آخر من الممكن تحقيقه إذا ما توفرت شروطه ومتطلباته، فطيلة عقد من الزمن لم يتمكن اللاعبون محليًا و إقليميًا و دوليًا من تحقيقه، كذلك لن تحسم الحرب مصير اليمن.

وأضاف السياسي اليمني في تصريحات خاصة لـ”مباشر 24 ” رغم التعقيد الهائل للأزمة اليمنية و تداخل عناصرها المحلية بالأقليمية ووجود محددات و تدخلات لدول كبرى عالميًا، إلا أنه كان و لا يزال من الممكن ايجاد قواسم مشتركة والبناء عليها و تقريب وجهات النظر داخليا و تحييد المؤثرات الإقليمية وهذا يتطلب جهد نشط و فعال لأطراف خارج الصراع سواء قوى أوشخصيات يمنية أو دول إقليمية كبيرة لم تنخرط في الصراع.

وتابع السياسي اليمني:” أن المسار القائم الآن من هدنة ووساطات عمانية مشكورة رغم أهميته إلا أنه لا يشكل ضمانة للعبور نحو السلام و لا يستطيع هذا المسار تقديم صيغ مستدامة تحافظ على وحدة و استقرار اليمن و لا حتى أن يضع خارطة طريق ليمن جديد رغم كل التفاؤل و الأمل المعقود عليه.

وأكمل:”و السبب الرئيسي في ذلك هو فقدان الثقة فيما بين جميع اللاعبين و عدم وجود ضمانة موثوقة يقبلها الجميع، تسمح للأطراف بتقديم تنازلات متبادلة و تحررها من الاعتماد على المعيل الإقليمي. السبب الآخر لعدم الأطمئنان لهذا المسار هو بقاء عناصر التخريب التي أدخلت اليمن منذ ٢٠١١ في دوامة الصراعات العابرة للحدود فعالة و مشمولة بتقسيمات الحلول و نقاشات التقريب”.

ونوه بأنه بالتأكيد لا يمكن الغوص في تفاصيل بدايات منحى الدمار في اليمن بمعزل عما حدث في أقطار عربية أخرى، و لا يمكن الحديث عن السلام في اليمن بدون الإنتباه للدور الانتقامي الذي تمارسه بعض الجهات و اعتمادها عرقلة اية جهود لإخراج اليمن و المنطقة من حالة الاشتباك إلى حالة التعاون.

واشار الذاري إلى أن تنظيم داعش في محافظة مأرب والبيضاء هذه المجموعات لا تنمو إلا في بيئة مناسبة وبغطاءات تضمن لها حرية الاستقطاب وبدعم يسمح لها بممارسة أنشطتها. الموقع الجغرافي لتمركز هذه المجموعات يجيب على كل الأسئلة المتعلقة بها ومن جهة أخرى وجود هذه التنظيمات يخدم من يحاول التظاهر بالوسطية عند مقارنته بهم والتهديد بهم أيضًا اذا ما تعرضوا للضغوطات.

ولفت السياسي اليمني  أن المطلوب من مصر جلوس الأطراف المتصارعة على طاولة الحوار وموقفي ثابت و منذ اوائل هذه الأزمة العاصفة التي بعثرت عقدنا و نثرت جيدنا و احالتنا ركاما؛ أن حالتنا مستعصية و صعبة ولن نتمكن من استعادة أمننا و نظم عقدنا مجددًا إلا بمساعدة دولة عاقلة حريصة علينا، ترانا بعضها و جزء منها، تتقبل اختلافاتنا بدون تحيز و تضع ثقلها و اعتبارها الكبير لدى عموم الشعب اليمني في سبيل إرساء مسارات التقارب بيننا، و تعيننا على وضع أسس دولة تجمعنا.

وقال: لا يساورني شك و بعد مرور كل هذه السنوات العجاف و تجربة كل طرف لما أمكنه من طرق و أساليب لم تجد نفعا، بل وسعت جراحنا و عمقت ازمتنا و وضعت وحدة بلادنا و صيغة العيش المشترك في محل الشك، أنه حان الوقت “كما كنت أطالب منذ البداية: بأن تمد لنا مصر يد العون. و هي قادرة بدون أدنى شك على فعل الكثير، لما لها من محبة و ثقة و اقتناع لدى عموم أفراد الشعب اليمني و كتله السياسية وشخصياته.

وأوضحت أن ما قامت به مصر طيلة هذه السنوات من استقبال و إيواء الملايين من اليمنيين و دورها العقلاني و ربطا بتقييمها العميق للمخاطر والتحديات التي تستهدف الأمن القومي العربي و فهمها لطبيعتنا وخبرتها فضلاً عن مسلمة أن أمن اليمن واستقراره جزء من الامن القومي امصر  كل ذلك  لهو دليل على عمق الوفاق و التلازم الوجودي و الذاتي بين البلدين منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا.

وأكد على أن مصر أدرى بما تراه مناسبا لنا و متى تقوم به و كيف تقوم به، واذا سمحت لنفسي ان اطلب شيئا من الحبيبة مصر و فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ فهو ان يكون لمصر مبعوثا خاصا لليمن اذا ما ارتأت مصر وقيادتها أنه حان الوقت لتدخلها و وضع ثقلها و مكانتها لإنقاذ بلادنا مما تعانيه سواء ارتأت أن تدير نقاشًا يمنيًا يمنيًا أو تعين مبعوثًا خاصًا فليست الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي و لا السويد أقرب لليمن و لليمنيين من مصر.

وير أن تعيين مبعوثًا خاصًا مصريًا للشأن اليمني من شأنه على الأقل الحد من تأثير السياسات الدولية الباحثة عن مصالحها في منطقتنا و ترشيد التعاطي المسؤول و بالتأكيد فالحضور العربي الأوسع عبر مبعوث مصري خاص يسمح للأطراف الداخلية بالثقة والاستعداد لتقديم تنازلات متبادلة لا يساورني أدنى شك انها ستجد الجميع متعاونا بل سباقًا للتعاون و شاكرًا لها. فلقد طال انتظار الجميع لهذه اللحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى