“رسائل الزلزال”.. قصيدة جديدة للشاعر إبراهيم الجهنى

جرح الشوام مزلزل الأركان
والترك.. تحت مهدم الجُدرانِ

يا روحُ تَضرع كالألى علقوا وما
زالوا أسارى رحمة الرحمن !!

يا قلب في الأنقاض يسأل مخرجا
أعيا المصاب بيان أي لسان !

أسفا على من بات آمن سربه
وأتى عليه الصبح دون أمان

يا ويل من ألف النعيم وما درى
أن العقوبة عاجل الحرمان !

يا تعس من كم مد حبل غواية
مستمتعا بغَرائز الشَيطانِ !!

الآن تعلم أن ربك حاكم
بتداول الأيام والأزمان !!

نزل البلاء.. عساك تسرع تائبا
فالتوب سِرَّ العفو والغفران

إبراهيم الجهني

أرضنا زلزلت جذوع البيت !
حدثتنا أخبارها بعد صمت !!

فرأينا أحجامنا في ثوان
كسكارى مصابهم من تحت

كيفَ لم نَنتبه.. وكان قريباً
مثل غول يعوي بأقبح صوت !!

في ركام على الجميع تهاوى
فجأة.. والسقف المقطع يشتي

كاتما أنفاس البراعم قسرا
ضائقا صدره بأنضر نبت !!

فانتبه – بعد غفلة – لطريق
دون عود يدعى طريق الموت !

آية التخويف المميتة تمحو
أثر النعمى.. ما لنا من فوت !!

فمنادي الأفراح يوم خميس
هو ناعي الحياة ليلة سبت

وغدا في دار السلام خلود
فادكر لليوم القريب.. سيأتي

إبراهيم الجهني

يا موت سافر سهمك القتال
أو تستطيع لصدك الأموال !

العمر محدود وسهمك نافد
وستنقضي بوصولك الآجال

أدركتنا وستدرك اللاهي الذي
بمشيد الأبراج كم يختال

من ذا يؤخر ساعة من عمره
أو يرتضيك من البقاء جدال !

فلنستعد ولا مفر من الردى
هذي الرسالة صاغها الزلزال

إبراهيم الجهني

إن الذي حفظ الرضيع الباكي
في جوف صخر قاتل فتاك !!

ووقاه حتى يخرجن كما نرى
في خامس الأيام للأتراك:

لهو اللطيف بعبده.. في حكمة
لا شك تعجز يا أولي الإدراك

وهو القدير – ولات حين لمشرك
أن يهتدي بالله عن إشراك

وهو الرحيم فلا انقضاء لعطفه
بسكون من لم يسع نحو حراك

تالله موعظة بألف رسالة
ما مثلها في معجم النساك

تالله ساقي الطفل ما يحيا به
ما ذاق حامده شراب هلاك !!

تالله من مد الضعيف بقوة
لهو المجيب لكل داع شاكي

تالله آية ربنا هي عبرة
قد زلزلت في كل قلب زاكي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى