دراسة نقدية عن المجموعة القصصية “مدينة الملائكة”

كتب: حسين عبد العزيز

“مدينة الملائكة” مجموعة قصصية للكاتبة عبير حسني محمود، صادرة عن دار كليو باترا للنشر والتوزيع عام 2019 والتي تحوي ثلاثة وثلاثون قصة قصيرة، تعبر  المجموعة عن مدى شفافية ونقاء ما ترمي اليه الكاتبة داخل المجموعة النظرة الملائكية للأشياء من منظور أنثوي بالكثير من القصص مثل “زهرة بنفسج، ترنيمة سلام”.

لم يخفى على القارئ تمسك الكاتبة بالماضي وعبق ذكرياته وظهر جليًا بقصة “التنورة البرتقالية”.
ثمة حكايات كثيرة تبدو تفاصيلها للوهلة الأولى شديدة التنافر وعصية على التصديق ومن فرط تشابكها أحيانا يصعب تحديد متى تنتهي فيها الحقائق وتبدأ فيها مرحلة من الأحلام ويأتي الخيال يمتطي فرسا جامع يجوب بنا عوالم لا تنتهي.
وتضم المجموعة القصصية، قصة “النوة” التي تعبير عن الحلم الضائع بين واقع قاسي لا يقبل بوجود الأحلام وبين من ينكرون علينا مجرد الحلم.

وتطفو ذكريات الجد لتغزل الكاتبة غياب الأبناء وانشغالهم عن والدهم حيث لم يجد مؤنسا غير كلبه الوفي وتأتي قصة “انتظار” والمسكوت عنه من مشاعر الأنثى العربية بقصة “عزف صاخب” والبوح بعين الخجل الشرقي في قصة(وردة).

ولن نغفل هنا حسن انتقاء الكاتبة لعناوين القصص فكم كانت موفقة فعتبة النص مدخلا له الأثر الكبير في جذب القارئ.
وتأخذنا “مدينة الملائكة” لعالم بعيد يأمل وجوده الكثيرين وتلك المقدمة “كنت أكتب رسائل عديدة وأعود وأمزقها وعندما دق الشتاء أبواب أيامي وترنحت بين مدفأة الذكريات وصقيع الغياب ذهبت أبحث عن قصاصات لرسائل وقد تناثرت حروف ورموز تجسد كياني.. الخ”.

بدت ثقافة البرجوازية تطفو أحيانا بين حروف الكاتبة وموسيقى موزارت كلوحة لم تكتمل ينقصها بعض الجرأة دون الالتفات الى رد فعل المتلقي وخاصة قصة “قرنفل” وعدم التوقف خجلا وعندها يزبل الورد قبل أوانه، الخروج من الإطار يفيد أحيانا ويدعم المعنى الا محدود للمشاعر.

قصة “رقصة القمر” انبثق بها هذا النور الخفي أخذنا لعالم المنشدين وجاب بنا عوالم الأرواح التي تذوب ولها”.
والقصص ما بين الومضة والقصيرة والتي لم تتعد الستة صفحات لم تسبب مللا” للقارىء وان كان بعضها يعتبر مادة جيدة للإسهاب ويبقى خجل الكاتبة عائقا لمنحنا مزيد من مفردات اللغة والتي تملك زمامها بشكل رائع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى