“كفيف قاد المبصرين”.. حكايات عن طه حسين

يذكر المؤرخ حنفي المحلاوي الكثير عن طه حسين وأمنية الوالد التي لم تتحقق لابنه، حيث كان يريده قاضيًا أو من علماء الأزهر الشريف، لكن الولد اتجه لطريق آخر وكان هذا الطريق هو النور الذي جعله يقود الجميع.

عميد الأدب العربي

يقول حنفي المحلاوي في كتابه “الأيام الأخيرة في حياتهم”:” كانت أمنية والد طه حسين الشيخ حسين الموظف بشركة السكر أن يرى ابنه الشيخ طه قاضيا أو من علماء الأزهر وقد عمل أبوه فعلا من أجل تحقيق تلك الأمنية فأرسله إلى القاهرة مخلفا وراءه الريف والثوب الفضفاض الذى كان يلبسه قبل أن يهبط القاهرة وكانت حياة العميد منذ مقدمه إلى القاهرى شريطا حافلا بالكلمات والحركات والصور وهى تلك التى استعاض عنها برؤية النظر حيث نجح فى استخدام قلبه وعقله بدلا منه.

حادث الأزهر

ويضيف:” ومع مرور الأيام اصطدم نور عقل العميد بما كان حادثا آنذاك بالأزهر إلى جانب المضايقات التى نالها من جراء إصابته بالعمى فقرر الفرار بهذا العقل والتحرر مما لاقاه، عندئذ اتجه إلى الجامعة المصرية ليكمل من خلالها مشوار حياته الفكرية هذه الخطوة فى حد ذاتها قد أفاضت عليه وعلينا إذ كانت  البداية الحقيقية لانطلاقه فى رحاب العلم والفكر والساسة أيضا.

خدمه الحظ

ويكمل:” وقد خدمه الحظ كثيرا ففى عام 1908 أنشئت الجامعة الأهلية وقد رأى فيها الفتى حلمه وعلى إثر تلك الخطوة تحولت معظم مجريات حياته أيضا فانتقل لللإقامة فى منزل جديد بدرب الجماميز كما اتخذ لنفسه خادما جديدا كان دليله نحو الأزهر ونحو الجامعة وقد استطاع فى الفترة نفسها أن يجمع بين الدراسة فى الجامعتين الأزهرية والأهلية.

الحلم

ويختتم:” وأخذ حلمه فى العلم يقترب برغم عجزه فحصل فى عام 1914 على رسالة الدكتوراة فى ذكرى أبى العلاء كما اختارته الجامعة لإيفاده فى بعثة إلى فرنسا وبدات ميرة عميد الأدب العربي.