“والده خان والدته مع راقصة”.. مآسي في حياة بيرم التونسي
محمود بيرم التونسى من مواليد 4 مارس عام 1893 بحى الأنفوشى بالإسكندرية ولقب بالتونسى نسبة إلى جده الشيخ مصطفى بيرم الذى جاء من تونس وأقام بالإسكندرية وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء كان أحدهم الحاج محمود مصطفى بيرم والد الشاعر العظنم، وكان يعمل فى صناعة وتجارة النسيج.
وعندما أصبح عمر بيرم أبع سنوات ألحقه والده بكتاب الشسخ جاد الله فى حى السيالة ثم ألحقه بالمعهد الدينى الذى كان مقره فى مسجد سيدى أبو العباس المرسى وفى سن الرابعة عشرة مات والده فانقطع عن المعهد وبدأ يزاول العمل فى التجارة لكنه فشل واضطر للعمل فى البقالة فى سبيل لقمة العيش.
وبعد عامين توفيت والدته فأحس أكثر بالحرمان، حسبما يذكر المؤرخ حنفي المحلاوي في كتابه “الأيام الاخيرة في حياة هؤلاء”.
حياة بيرم
ويضيف:” هذا ما سجله التاريخ عن حياة بيرم ونقله النقاد والمؤرخون أما بيرم نفسه فله حدث آخر عن نشأته وميلاده وقد سجل كلماته هذه فى مذكرته التى كتبها على حد قول المؤرخ كمال سعد فى مدينة حلوان فى يناير من عام 1961 أى قبل أيام من رحيله.
ومما ذكره بيرم التونسى فى هذه المذكرات : أنه ولد فى حى الأنفوشى بشارع البورينى بالسيالة ولكن قيده ضمن مواليد حى الأزاريطة فى جهة الرمل كما أنه من مواليد 23 مارس عام 1893 يخلاف ما ذكره المؤرخون وأضاف :”وأدخلنى والدى مكتبا لتعليم القراءة والكتابة وحفظ القرأن الكريم فى الحى نفسه وقضيت به فترة من الزمن تعلمت فيها وحفظت بعض سور القرآن ثم نقلت لطلب العلم فى مسجد المرسى أبى العباس والبوصيرى وهاك أقبلت بنهم وشغف على ما كان يلقى من دروس”.
ولظروف خاصة تركت العلم إلى غير رجعة فودعت المعهد الدينى ثم اشتغلت بقالًا فى الحى وما لبثت أن ازددت ثقافة من كثرة ما كنت أقرأ من الكتب القديمة التى كنا نجلبها ونبيع فيها للمشترين.
جنسيته
وحين كان يسأل بيرم عن جنسيته يقول: إنه مصرى مائة فى المائة ولكن جدى لأبى كان تونسيا ونزح إلى مصر فى عام 1833 فى عهد محمد على الكبير وأمى مصرية مائة فى المائة واسمها نجية عبد الخالق أوشال وأسرة والدتى كانت تملك رمل الأسكندرية ابتداء من قهوة اتينيوس بميدان سعد زغلون إلى محطة فكتوريا طولا وعرضا أما الوالد فكان يمتلك مصنعا للنسيج استولى عليه أبناء العم بعد وفاته فى عام 1906.
المأساة
ولو نظرنا بعين المدقق لبداية المأساة فى حياة بيرم على الأقل من الناحية الإجتماعية سوف نكتشف أنها قد بدأت فعلا مع رحيل والده في عام 1906 وبعد إستيلاء أبناء عمه على مصنع النسيج ..ولا نستطيع أن نقول إن تلك المأساة كانت أحد الأسباب المباشرة في نمو الوعي الأدبي المبكر لدى بيرم ..وهو نفسه يؤكد ذلك ..وإنما ربما لعبت هذه الظروف أحد الدوافع القوية لاشتعال الموهبة داخل نفس بيرم دون أن يدرى.
وكانت من أهم الظروف الاجتماعية الصعبة التي عاشها بيرم في فترة حياته المبكرة اكتشاف أمه زواج أبوه من راقصة عن طريق المصادفة وأنه كان يقيم معها حيث أسكنها في منطقة بعيدة عنهم هي الأزاريطة التي كانت في ذلك الوقت من ضواحي الإسكندرية غير المعمورة.
اقرأ أيضًا..