أسبوع القاهرة للصورة”.. 14 معرضُا يجسد إبداع الكاميرا
يضم صورًا مختلفة تجسد مناحي الحياة منها الوثائقية والفنية والسياسية والاجتماعية، ومنها المتعلقة بالتغيرات المناخية، والأطعمة والأزياء، تعرض لأول مرة في مصر والدول العربية والأجنبية، في مهرجان “اسبوع القاهرة للصورة” الذي تنظمه مدرسة فوتوبيا المستقلة للتصوير، في دورته الثالثة التي جاءت تحت عنوان “العودة إلى الخام” .
“اسبوع القاهرة للصورة” مهرجان مخصص بالكامل لصناعة الصورة في مصر والمنطقة العربية, يستضيف أكثر من ١٠٠ محاضر في مجموعة متنوعه من المصورين المحليين والدوليين وصانعي الصور، يقام لمدة عشرة أيام، يهدف المهرجان إلى تعليم المصورين الموهوبين فن التصوير من خلال ورش عمل ومحاضرات.
وتعد مؤسسة مدرسة “فوتوبيا”، هى المنسق العام لهذا الحدث، وتقام فعاليات الاسبوع كل عامين بمشاركة متخصصين ومبدعين في مجال التصوير الصحفي والسينمائي وصناعة الوثائقيات، للمساعدة في معرفة الجديد في مجال الكاميرات ومعدات الإضاءة والأستوديوهات.
والمهرجان عالمي للصور الصحفية يعرض أفضل وأهم التصوير الصحفي والوثائقي من جميع أنحاء العالم، وكذلك القصص المرئية الدقيقة والمتنوعة والعالية الجودة تفيد العالم من خلال خلق تفاهم متبادل.
وخلال الساعات الماضية انتهت فعاليات النسخة الثالثة من المهرجان، فقد بدأت يوم 10 فبراير في تمام الساعة 6 مساء بعقد ندوة في مجمع سينما راديو بشارع طلعت حرب تحت عنوان “مشروع المسافرين تحويل الصورة المرئية للهجرة”.
فقد أقيمت فعاليات “أسبوع القاهرة للصورة “Cairo Photo Week”-” بأروقة سينما راديو بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، حيث عرض في 8 مواقع مختلفة وفرتها شركة الإسماعيلية للإنشاءات المسؤولة عن ترميم البنايات التاريخية في وسط القاهرة لدعم المعرض.
ضم المهرجان 14 معرضًا يحتوي على صورًا من كل الألوان، فالإبداع يتجلى في الأسبوع ، فهو يوثق جانبًا من حياة المصريين ولقطات جمالية من حول العالم، حيث يعمل المشاركون بالمهرجان على جذب فنانين إقليميين ودوليين لكي يقوموا بتقديم تجربة تعليمية غنية إلى مبدعي التصوير الناشئين.
فقد أقيم خلال الأسبوع ندوات ومحاضرات وحوارات ومناقشات مع خبراء التصوير الفوتوغرافي من مصر والعالم، عدد كبير منها مجاني، إضافة إلى مجموعة منتقاة من معارض التصوير الفوتوغرافي.
تاريخ اطلاق مهرجان القاهرة للصورة
ويعود تاريخ انطلاق المهرجان إلى عام 2018 فقد انطلقت النسخة الأولى منه، وذلك في معلمَين من معالم القاهرة “ممرّ كوداك” و”مبنى تمارا”، وبتنظيم من مؤسسة “فوتوبيا” التي دعت حينها مجموعة من المصورين للالتقاء من أجل تحويل الحدث إلى موعد سنوي يتوجه إلى عموم المشتغلين في الحقل الفوتوغرافي عرباً وأجانب.
إلا أن ذلك الموعد لم ينعقد ثانية إلا عام 2021، وشهد انقطاعات متفرقة خلال هذه السنوات، قبل أن يعود بنسخته الثالثة التي تقام في ثمانية فضاءات ثقافية مختلفة متوزعة ضمن منطقة وسط البلد، حيث تستمر الفعاليات حتى الثامن عشر من شهر فبراير الجاري.
ويهدف منظمو المهرجان، من خلال هذه النسخة التي تحمل عنوان ” العودة إلى الخام”، إلى وضع التظاهرة ضمن خريطة المناسبات العالمية المشابهة مثل “أسبوع باريس للصورة”.
ويشارك في الأسبوع 100 مصوّر ومتحدث، كما يشهد انعقاد 15 ورشة تعليمية، أي ما يقرب من 400 ساعة من تعليم التصوير، إلى جانب أربعة عشر معرضاً، و90 ندوة بحثية لمصوّري أفلام وثائقية، ومصوّرين تجاريين وصنّاع إعلانات.
وتشمل الفعاليات جميع أنواع التصوير الفوتوغرافي، من التصوير الوثائقي والتجاري، إلى الأزياء والطعام، والتصوير الصحافي، والأرشفة والتصوير السينمائي والدعائي، ويعج المهرجان بفاعليات كثيرة منها: محاضرات و ورش و معارض ولقاءات و ستوديوهات وخدمات.
معرض الفنان فاروق إبراهيم
وشارك ضمن المهرجان معرض الأسطورة المصور المصري فاروق إبراهيم تحت عنوان”هاكر الشوارع” الذي يضم حوالي 2000 صورة توثق العديد من مشاهد الحياة السياسية والاجتماعية خلال القرن الماضي، فضلا عن مجموعة من صوره التي لم تنشر من قبل.
ومن أهم وأشهر الفنانين سيدة الغناء العربي أم كلثوم، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، فاتن حمامة، ونادية لطفي، والمعرض من تنسيق نادية منير بالتعاون مع ابن المصور الراحل كريم فاروق إبراهيم، ويمتد حتى يوم الثامن عشر من شهر فبراير الجاري.
ويقام لأول مرة المعرض تكريمًا لاسم فاروق إبراهيم، فهو يعرض نماذج مختارة من أرشيفه الفوتوغرافي الضخم الذي يوثق لحوالي 50 عامًا.
فاروق إبراهيم من مواليد 6 أغسطس عام 1939، بدأ العمل كمصورًا في صحيفة “المصري” في سن الثانية عشر، ثم عمل في صحيفة الجمهورية في الفترة من 1956 حتى 1964، ثم انتقل إلى أخبار اليوم من عام 1964 حتى عام 2011.
كان فاروق المصور الخاص لكثير من الشخصيات المصرية الهامة مثل الرئيس جمال عبد الناصر و الرئيس أنور السادات و والرئيس حسني مبارك، كما كان مصور الفنان عبد الحليم وكوكب الشرق أم كلثوم.
خلال مسيرته الصحفية حصل على العديد من الجوائز محليًا ودوليًا، وأحد أهم المصورين الصحفيين في مصر في القرن الماضي، فقد كان يغطي معظم الأحداث الهامة في الشرق الأوسط وأفريقيا بما في ذلك الحروب ومعظم الأحداث الثقافية، رحل عن عالمنا يوم 31 مارس 2011.
نجل فاروق إبراهيم يتحدث
من جانبه، قال كريم فاروق إبراهيم، نجل المصور الراحل فاروق إبراهيم، إن عمر أرشيف والده الراحل بلغ 60 عاما، وعندما فتح هذا الأرشيف وتصفح فيه شعر كأنه فتح مقبرة تاريخية، مقبرة توت عنخ آمون، فجميع الأحداث المهمة المصورة في كافة المجالات أوضحت عظمة بلدنا ودورها في المحافل الدولية وصورة مصر كل هذا موجود في أرشيفه.
وأضاف في تصريحات تليفزيونية له، أن الناس تتحدث عن والدي في المعرض بشكل جيد، فهذا شئ جميل فقد قضى 60 عامًا في مجال التصوير وهي رحلة والدي شئ يدعى للفخر.
وأشار إلى أن والده كان يحمل 4 كاميرات يسير بها طوال الوقت، فهو نموذج مشرف أحدث إبداعًا كبيرًا في تاريخ مصر، وهو قام بتصوير صورًا سبقت عصرنا، وكان عنده موهبة طاغية، فرأينا مصر الجميلة من خلال كاميرته.
وأوضح أن هناك صورًا تعرض لأول مرة في المعرض بها إبداعات فريدة من الرحلات التي طافها حول العالم، وهناك أرشيف يجسد حقبة زمينة في عمر مصر الجميلة يصلح لمسلسلات وحلقات كثيرة.
معرض سرد
ومن ضمن المعارض المشاركة في أسبوع الصورة، معرض “سرد” يضم 3مصورين سوداني، كما شارك المصور الإسباني سيزار ديزفولي في الدورة الثالثة، وتواجد بدعوة من “فوتوبيا” في إطار إقامة فنية برعاية سفارة إسبانيا في مصر.
وتميزت الدورة الثالثة للمهرجان هذا العام بمشاركة مؤسسة “ورلد برس فوتو” التي تعود بمعارضها المتخصصة إلى مصر، بعد غياب لنحو 15 عامًا منذ آخر معرض أقيم في عام 2008، حيث تعرض 23 صورة فائزة في مسابقة العام الماضي 2022 من أنحاء مختلفة من العالم، بالإضافة إلى معرض فني متخصص في مجال مكافحة التغيرات المناخية، وآخر بعنوان السينما والحب.
ومعرض “وورلد برس فوتو” يتناول صورًا فردية أو لصالح وكالات أنباء مصورة تعرض أزمات وكوراث طبيعية وأنشطة بشرية.
كما تميزت هذه الدورة أيضا لأول مرة بمشاركة المصور الأسباني سيزار ديزفولي فقد قدم تجربته عن الهجرة ضمن فعاليات يوم 10 فبراير تحت عنوان “مشروع المسافرين. تحويل الصورة المرئية للهجرة” وثق من خلال مهامه ومشاريعه الشخصية حقائق مختلفة حول العالم، فمنذ عام 2015 ركز اهتمامه حول حركات الهجرة على الحدود مع أوروبا و بشكل خاص على طريق منطقة المتوسط.
أبرز الصور في مهرجان”أسبوع القاهرة للصورة”
احتوى المهرجان على الكثير من الصور المتميزة من بين هذه الصورة للراحل فاروق إبراهيم صورة للراحل الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء وهو يدخن الشيشة، وكذلك صورة لرائد الواقعية السينمائية المخرج صلاح أبو سيف يتجول في أحد الأحياء الشعبية في القاهرة.
كما اشتملت الصور أيضُا على صورة للراحل الرئيس محمد أنور السادات خلال لحظة استرخاء في حجرة نومه، وصورة لجنازة عبد الحليم حافظ، من جنازة العندليب عام 1977، وكذلك صورة ميدان رمسيس قبل إنشاء كوبري أكتوبر مايو 1969، ومن بين هذه الصور صورة لسندريلا الشاشة الفنانة سعاد حسني من فيلم صغيرة على الحب.
ومن ضمن الصور الفريدة صورة “الثورة السودانية والشباب،” للمصور فايز أبو بكر، السودان، يناير 2021، وصورة أطفال مخيم بيت لاهيا والشموع، للمصورة فاطمة شبير من فلسطين قطاع غزة مايو 2021، وكذلك صورة حرائق الغابات، اليونان، لصالح وكالة بلومبرغ للأخبار، جزيرة إيفا، أغسطس 2021.
مسابقة وزارة السياحة لضيوف المهرجان
وعلى هامش المهرجان نظمت وزارة السياحة والآثار مسابقة سياحية للمصورين المشاركين بحدث أسبوع القاهرة للصورة، وأوضحت أيتن فؤاد مساعد الرئيس التنفيذى للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، أن هذه المسابقة تُقام لاختيار أفضل الصور الترويجية لمصر، حيث ستقدم الهيئة رحلة سياحية لأحد المقاصد المصرية للفائزين بالثلاثة مراكز الأولى.
وأضافت في تصريحات صحفية أن هذه المسابقة تعد دعوة مفتوحة للفنانين للمشاركة فى الترويج للسياحة لمصر من خلال لقطات مصورة وفيديوهات مبتكرة، لافتة إلى أن الهدف من هذه المسابقة هو تسليط الضوء على المقاصد السياحية المصرية وما تتمتع به من مقومات سياحية متميزة ومواقع أثرية فريدة وتراث مصرى.
مسؤولة العلاقات العامة تتحدث
من جانبها، قالت فينوس الريس، مسؤولة العلاقات العامة بالمهرجان، جاءت فكرة المهرجان من خلال أسبوع الصورة في عواصم العالم، فهناك مهرجان للصورة مثل “باريس للصورة” و”ميلانو للصورة” لذا جاءت من هنا الفكرة، وتم اختيار وسط البلد لتكون انطلاقة المهرجان لأنها أصل الفن، وكان أول مهرجان لم يكن بهذا الحجم فكان صغيرًا وكان عبارة عن ورش ومحاضرين ومصورين، ومدرسين ومعارض.
وأضافت في تصريحات لـ”مباشر 24″ أن فعاليات المهرجان شملت تطور كبير فقد بدأنا نجلب مصورين من أمريكا وأسبانيا وهولندا وفرنسا، شاركوا معنا من خلال تنظيم الورش وإعطاء المحاضرات، كذلك بإقامة المعارض.
وأوضحت أن المهرجان يضم 14 معرضًا من ضمنهم معرض فاروق إبراهيم بدعم من السفارة الأمريكية، ومعرض التغيرات المناخية، ومعرض الصحافة العالمية الذي جاء إلى مصر بعد غياب طويل، وهو يتجول في 24 دولة، ودعمتنا في ذلك السفارة الهولندية من عودته إلى مصر ومشاركته في المهرجان فهذا يعد إنجازًا كبيرًا ومكسب عظيم لنا.
وأكد على أن هناك أكصر من 180 فنانًا مشاركين في المعرض من مصر وخارجها، عارضين أعمالهم، فهناك معارض مشتركة بين الأفراد ومعارض مصورين وحدهم، ولأول مرة يشارك فنانين من جنوب أفريقيا.
اقرأ ايضًا:
«أخرج جنيها كاملًا لكي ينفي عنه تهمة البخل».. حكايات المفكر توفيق الحكيم