«يشرب 5 بيضات».. طقوس شوقي أمير الشعراء في كتابة القصائد

لكل شاعر طقوس في كتابته للشعر، وأغربها هي طقوس أمير الشعراء أحمد شوقي في الكتابة، وتحدث الكاتب حنفي المحلاوي عن هذا الامر.

الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء

يقول المحلاوي في كتابه “الأيام الأخيرة في حياة هؤلاء”:” أما عن كيف كان ينظم الشعر فقد ذكر أصدقاؤه أنه كان عندما يتهيأ لنظم أي قصيدة يبادر بشرب 5 بيضات نيئة ثم يغمغم وينساب الشعر من بين شفتيه، كما كان ينظم شعره في أي مكان سواء في الشارع أو في عربة الحنطور أو في قطار السكة الحديد أو في عربة الترام وكان دائما يدير القصائد في ذهنة ثم يشرع بتدوينها علي كراسة أو علي غلاف كتاب أو علبة سجائر وكان الشعر يهبط عليه كالوحي ويقول كل المحيطين به :(إن شوقي لم يكن أبدا يلقي أي قصيدة بصوته في الاجتماعات العامة ) وكان أحيانا يدعو الصحفي المعروف فكري أباظة أو السياسي الكبير حفني محمود لإلقاء قصيدة.

محمد عبد الوهاب

ويروي لنا كل من الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب أقرب أصدقاء أمير الشعراء.. والكاتب الصحفي كامل الشناوي .. كيف كان يقرض الشعر؟!

يقول عبد الوهاب: كان شوقي يكتب القصيدة ثم يقرأها علي المقربين إليه من أصدقائه.. وكان وهو يقرأ القصيدة ينظر إلي الموجودين نظرات حادة حتي يلمس مدي تأثرهم بها.

كامل الشناوي

أما الشاعر والأديب والصحفي الراحل كامل الشناوي فقال في تعليقه علي نفس الموضوع: لقد رأيت شوقي وهو يسجل خواطره… كان يخيل إلي أنه مجنون أصيب بغتة بنوبة صرع.. كان يجلس بيننا ثم يقفز إلي مكان آخر ويخرج من جيب سترته علبة السجائر ويكتب فيها كلمات.. ويعود إلينا إذ يلحق به التعب، والعرق يتصبب من جبهته, وعيناه مغرورقتان بالدموع وأنفاسه لاهثة.

وكانت هذه الحالة تنتابه طيلة معاناته في نظم إحدي قصائده، فإذا فرغ من تسجيل خواطره ساعة بعد ساعة ويوما بعد يوم، وضع رأسه بين كفيه وأملي القصيدة كاملة علي أحد المقربين .. ثم عاد إلي مراجعة الأوراق والقصاصات التي سبق أن سجل فيها هذه الخواطر.