العديد من الخرافات التي التصقت بالملكة المصرية حتشبسوت ومنها قول بعض علماء المصريات أنها أجرت عملية تحويل جنسي لتصبح ذكرا وقت تقلدها الحكم وصاية على ابن أخيها، كما قيل بأنها قتلت وهدم كل ما يمت لها بصلة.
اعلنت الوصاية على ابن أخيها
وحول هذا الأمر يقول الدكتور شريف شعبان الخبير الأثري:” اعتلت حتشبسوت عرش مصر بعدما أعلنت الوصاية على ابن أخيها الصبي تحتمس الثالث ونصبت نفسها (ملكاً) على مصر، وكان هذا الأمر غير متعارف عليه في التقاليد الملكية المصرية القديمة، مما جعلها تظهر في العديد من التماثيل بهيئة الملوك الرجال مثل تماثيلها على هيئة أبي الهول بالمتحف المصري بالقاهرة أو المتروبوليتان بالولايات المتحدة، أو تماثيلها كملك يقدم القرابين للمعبودات في محاولة لإضفاء الشرعية على حكمها.
هل أجرت عملية تحويل جنسي؟
وهو الأمر الذي فتح الباب أمام بعض الباحثين في الاعتقاد بأن حتشبسوت قد أجرت عملية تحويل جنس. كما أشاع بعض آخر أنها كانت تستخدم قفازات لأنها كانت تملك أصابع مشوهة معوجة أو أصابع زائدة في اليد الواحدة.
الحمض النووي
ويضيف:” ولكن مع اكتشاف مومياء الملكة حتشبسوت وتحليلها بالأشعة المقطعية وتحليل الحمض النووي الخاص بها، انتهت تلك الخرافة للأبد، حيث بدأت رحلة الكشف عن المومياء عام 1903 على يد هيوارد كارتر بالمقبرة KV60 بوادي الملوك حين تم وضعها مع مومياء أخرى بتلك المقبرة كخبيئة إبان الأسرة 21 لحمايتها، ثم قام العالم الإنجليزي إدوارد إيرتون بتنظيف المقبرة عام 1906، لكنه ترك المومياء في مكانها، ثم أعيد اكتشافها مرة أخرى على يد عالم الآثار الأمريكي دونالد رايان عام 1989.
دراسة زاهي حواس
في حين قام زاهي حواس بدراسة المومياء في عام 2006 حينها تم التأكد من هوية الملكة المصرية والتي كانت تتمتع بصفات جسدية طبيعية ولم نجد أية تشوهات في أصابع الأيدي على الاطلاق، ولكنها عانت من سمنة مفرطة وأصيبت بمرض السكري أدى إلى تآكل في الأسنان ونخر في عظام العمود الفقري ووجود ورم خبيث بالفخذ الأيسر وماتت عن عمر 50 عاماً.
هل تعرضت للاغتيال؟
ويواصل:” ومن المعتقد خطأ حول الملكة حتشبسوت أنها تعرضت للاغتيال من قبل ابن أخيها تحتمس الثالث بعد وصوله للعرش، ولكن مع تحليل مومياءها والكشف عن سبب موتها ينتفي أمامنا الرأي بأن حتشبسوت ماتت مقتولة، وهو ما يجعلنا نشكك فى نظرية تدمير تحتمس الثالث لآثارها عمداً بعد توليه حكم مصر. فمن المحتمل أن يكون التدمير قد حدث مع نهاية عهده وبداية عهد ولده أمنحتب الثانى، وهو ما يؤكده العثور على مومياء الملكة فى حالة جيدة دون تلف أو إيذاء. وتظهر أيضاً المقصورة الحمراء لـحتشبسوت بمعبد الكرنك بحالة جيدة والتي تظهر فيها الملكة وهي تقوم بمجموعة من الطقوس خلال الاحتفال بالتتويج والمشاركة في تقديم القرابين للرب آمون بمناسبة عيد “الأوبت” وعيد “الوادي الجميل” وهما من أهم الأعياد الدينية في مصر القديمة.
تحتمس الثالث
ويختتم:” كما تظهر الملكة في العديد من مناظر تلك الاحتفالات بصحبة تحتمس الثالث، ويبدو أن إنشاء المقصورة قد بدأ خلال عهدها وانتهت خلال عهد خليفتها في الحكم، كما أن عمليات تشويه صورها وخراطيشها لم تكتمل أبداً، مما يدل على أن عمليات مسح الذكرى والتي تمت مع نهاية عهد تحتمس الثالث لم تكن دليلا على وجود دافع انتقامي.