قراءة في الموروث الشعري للدكتور أحمد فرحات

يحفل الشعر العربي القديم بكثير من الأشعار التي تلاقت والضمير الإنساني العام؛ فتماست والأشعار العالمية التي تهتم بكون الإنسان إنسانا، وتقاطعت مع الإنسانية في نقاط لها ما عليها.
ومن القصائد التي وقّع فيها العربي وثيقة إنسانية صارت فيما بعد دستورا للتقاليد الشعرية العامة القصيدة المنصفة، وهي تلك القصيدة منزوعة الغل والحقد والكراهية من نسيجها الشعري؛ لأنها تقوم على تقدير الآخر واحترامه، وإنصافه، حتى لو كان عدوا قد احتكم إلى وسائل مشروعة للدفاع عن نفسه ضد وجوده الإنساني. ففي هذه القصيدة نزعة إنسانية متجردة للآخر،باعتباره إنسانا،له حق الوجود والتمتع بالحياة،فراحت تصف الآخر في الإنسانية في أصعب لحظات الحياة حرصا على الوجود بأوصاف متساوية في كل شيء. وأن الموت الذي هو مقدر لكل إنسان ما هو إلا قدر قد أصابه، وأجل قد حان أوانه.
أما القصيدة الموثبة فهي قصيدة أنثوية القول، بهدف إثارة القوم، وبث الحمية في نفوسهم،طلبا للثأر، أو درءا لضيم. وفيها تبدو المرأة شاعرة بقدرة رجل مكتمل الشاعرية والحماس، وتبدو المرأة من خلال القصيدة الموثبة أيضا أيقونة للمرأة العربية التي تأبى الضيم، وتذود عن الحق، بسلاحها غير القليل.
وفي السطور الآتية نتناول القصدتين: المنصفة والموثبة من منظور تاريخي وفني لبيان أهمية الدور الشعري القار في القصيدة العربية القديمة، وبيان النزعة الإنسانية العالية في الشعر القديم.
وفي دراسة تحت عنوان الغزل السياسي يتراءى لنا عمر بن أبي ربيعة بقامته السامقة في بيان المصطلح والاسترشاد بما قيل عنه في كتب الأقدمين والمحدثين. والظروف السياسية التي تجلى فيها المصطلح مع نماذج عامة من شعره.
وفي دراسة أخيرة تحت عنوان الحب الشقي يتجلى الباحث في بيان دروبة ومساراته المتعددة عبر رحلة الشعر العربي وما كان يدور بين الشعراء حل الغزل والتشبيب في نساء معروفات البيوت والنشأة.
الدكتور أحمد فرحات.. قراءة في الموروث الشعري القصيدة الموثبة و المنصفة والغزل السياسي والحب الشقي