غنوة فضة تشارك برواية “أرض الأرجوان” في معرض الكتاب 2023

يشارك الكاتبة غنوة فضة، برواية “أرض الأرجوان” الصادر عن دار فواصل للنشر والتوزيع، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، المقام يوم 25 يناير بأرض المعارض بالتجمع الخامس.

وتدور أحداث رواية أرض الأرجوان حول سرداً متناوباً على زمنين يفصل بينهما حوالي 2200 عام، فالزمن الأول يدور على أحد شواطئ المتوسط الشرقية “راميتا سابقاً”.

ويتناول أحداث نشوء مدينة اللاذقية وبداية حكم السلوقيين لسواحل المتوسط، إلا أنها تظهر بعدسة الحب بين “جايون” وهو شاب ناجٍ من المعارك بين ورثة الاسكندر والإخمينيين، وواحد من سكان القرى الأصليين في راميتا، وبين “أماليا” الفتاة اليونانية ذات الأصول الجابالية والقادمة مع السفن اليونانية والمقدونية لاستيطان البلاد.

ويظهر الحب عبر الحكاية بشكله البدائي إذ لا يعرف كيف يعبر عن ذاته سوى بتقديم النفس أضحية للمحبوب، فجايون يعاني اغترابًا وارتحالًا في أرضه التي بدأت تخلع لباسها وبدأت ترتدي عباءة الهيلينية الغربية، ويجد في حب أماليا ملاذاً لآلامه وفقده لأسرته، في حين تجد أماليا فيه الحب الذي لن تحظى بمثله حيث ولدت وكبرت بين جزر تساليا واليونان.

وهذه العلاقة التي تبحث عن مصيرها تظهر ضمن شبكة من الأحداث السياسية والمعارك الضارية على تلك المناطق للسيطرة على الجغرافيا وعلى النساء أيضاً، لتتنقل العلاقات من قصور الملوك إلى العامة، فتبدو مدينة “لاواديسا” مكاناً ملائماً لرصد حكايا الجشع واللصوصية والتآمر.

وفي ذلك إسقاطٌ على الأحداث التي بدأت في ذات الجغرافيا السورية بين عامي 2011- 2020 إذ تعالَج اللصوصية والخيانة والهجرة على صورة فصول متناوبة بين الحقبتين، حين تضيع مخطوطة تاريخية نادرة تعود لباحث آثاريّ سوريّ، يظهر عبر النص عجزه عن إثبات واقعية ما جاء فيها.

لذا يلجأ للكتابة الروائية كمنفذ لبث الحياة في سرّه، إذن نحن في أرض الأرجوان بصدد قراءة رواية عن رواية، قصةٍ كُتبت عن قصة ضائعة محورها الحب، وإطارها السياسة والتاريخ، ومقولتها الكبرى أن الزمن دائري، يعود ويتكرر بنفس الصورة التي بدأ عليها، والإنسان يبقى بطبيعته التي فطر عليها مهما تغير شكل الحضارة من حوله، بعلاقات شائكة تحكمها الطبيعة البشرية المشتبكة بذاتها، وما الحب والجشع والخيانة والتوق للحرية سوى رغبات فطرية لا تتغير بتغير العصور.

غير أن القصة التي تنطوي عليها الرواية خيالية، إلا أن التفاصيل التاريخية التي تستند إليها كانت قد وقعت بالفعل (قدوم السلوقيين وبنائهم للمدن على أراضي سوريا، المعارك، حب أنطوخيوس ابن سلوقس لزوجة أبيه) علماً أنني ضغطتُ الزمن وفقاً لسير النص الروائي، وبما يتلائم مع سيرهِ في القسم الحديث أو المعاصر من الرواية حين يضيع مخطوط الباحث، ويبدأ رحلة هي أشبه بالسفر برلك السوري.

فالمخطوط هو “السوري” التواق للحرية وللنجاة من الأسر والحرب التي تودي بهِ للتنقل من يد لأخرى بصورة شديدة الكتمان، معها تتكشف القصص، من جندي ناج من إحدى مجازر الشرق السوري، إلى راعٍ نأى بنفسه عن البلاد وما يجري فيها فتلقفته الصحراء، إلى طبيب يظهر كنموذج لمن أسقطوا البلاد بخستهم وجشعهم، حتى وصول المخطوط ليد الحب بصورته المعاصرة، ليد “أميمة” الحبيبة الأثيرة للباحث، والتي تمنحنا صورة المشاهد الأخيرة للحكاية، في زمنيها، القديم والحديث.

تنبغي الإشارة إلى هدف النص في تسليط الضوء على المنطقة تاريخياً، وإظهار التاريخ بشكل روائي مدعوم بالخيال، دون المساس بأحداثه، مع الأمانة والتدقيق في عرض أحداثه الكبرى، ودور الخيال هنا، ليس بعرضها، إنما بأسلوب العرض الذي تبديه الكتابة الروائية، وهو شكل مختلف عن المنهجية العلمية التي يتبعها المؤرخون، إذ يبدو الهدف الأخير للنص أن يرسم للقارئ- في حقبة تبدو جثماناً جامداً- حياة كانت شبه كاملة.

ويشار إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب العرس الثقافي من المقرر أن ينطلق يوم ٢٥ يناير الجاري، في دورته الـ54، في مركز المعارض بالتجمع الخامس، وسيستمر المعرض حتى يوم 6 فبراير 2023.

وتحل المملكة الأردن في الدورة الـ 54، كضيف شرف، ويكون المبدع الراحل صلاح جاهين، شخصية المعرض، وكاتب الأطفال كامل كيلاني شخصية معرض الطفل بوصفه رائدًا من رواد أدب الطفل ليس في مصر فقط وإنما في العالم العربي.

اقرأ ايضا:

الشاعر إبراهيم حسان يشارك بـ”تراتيل آتون” في معرض الكتاب 2023

فارس البيل يشارك بكتاب “القصيـدة السيـاسيـة..الرؤية والفن” في معرض الكتاب