“طبيعيات المتكلمين” جديد إحسان عبد الجليل شاهر في معرض الكتاب

صدر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر بالقاهرة كتاب طبيعيات المتكلمين للكاتب إحسان عبد الجليل شاهر

وقد تناولنا في الفصل الأول منظور المتكلمين للطبيعة بوصفها جملة الأجسام والأعراض، مبينين موضوع الفلسفة الطبيعية، عندهم، وناقشنا في ذلك السياق المعايير التي ميزوا بواسطتها بين الجسم والجوهر الفرد. وسلطنا الضوء على موقف المعتزلة والأشاعرة من مشكلة الكليات، من خلال تبيان الدور الأنطولوجي لمقولة العرض في حل مشكلة العلاقة بين الله والعالم.

وفي الفصل الثاني، ناقشنا براهين المتكلمين على وجود الجوهر الفرد وآراءهم حول العلاقة بين القسمة الفرضية والقسمة الآلية للجوهر الفرد، وعلى أساس ذلك صنفا براهينهم إلى ثلاث مجموعات من البراهين، وأبرزنا أوجه الشبه والاختلاف بين براهينهم  وبراهين ديموقريطس ولوقيبوس.

وفي الفصل الثالث، بحثنا صفات الجوهر الفرد عند المتكلمين، وفسرنا لماذا أعاروا أهمية كبرى للصفات الهندسية، ولماذا لم يعيروا اهتماما كافياً للصفات الميكانيكية للجوهر الفرد. ولدى ذلك، أشرنا إلى فضل ابن حزم في بلورة حدس مفهوم الوزن الذري، وعللنا لماذا لم يكن ممكناً، آنذاك، اشتغال العلماء والفلاسفة الإسلاميين بصياغة نظرية شبيه بنظرية دالتون الذرية.

وقد أولينا أهمية خاصة لدراسة العلاقة بين الامتداد والشكل في الجواهر الفردة، وحللنا التصورات الهندسية للجوهر الفدر عند بعض المتكلمين المتأخرين، وعللنا لماذا رفض البعض الآخر التصور الهندسي للجوهر الفرد.

وفي الفصل الرابع، درسنا مشكلة تماس الجواهر الفردة، وعلاقة ذلك بمشكلة الحيز والمساحة، وعقدنا بخصوص ذلك مقارنة بين مذهب المتكلمين وبين المذهب الذري للفايشيشكا ونقد البوذيين المتأخرين لذلك المذهب. وكشفنا مفهوم المتكلمين لكلية الجسم، وعدم تمييز المعتزلة بين الشيء والعلاقة، وتصور الأشاعرة للتماس بين الجواهر. وارتباطاً بذلك، حللنا رأي الأشاعرة حول استحالة تحلل الكون إلى ذرات متناثرة، وأضحنا الأسباب التي حالت  تحول الذرية الإسلامية إلى مذهب كوني، وتطرقنا إبان ذلك إلى موقف المتكلمين من مفهومي الضرورة  والصدفة.

وختمنا هذا الفصل بتحليل الذرية الرياضية عند المتكلمين، التي تقول بتركب الخط من نقط متتالية، وتركب السطوح من خطوط، وتركب الأجسام الرياضية من سطوح، وقارنا بين تصورات الفلاسفة المشائين وتصورات المتكلمين للأجسام الرياضية.

وفي الفصل الخامس، بحثنا العلاقة بين المتناهي واللامتناهي، وكشفنا  تصور المتكلمين لتلك المشكلة. وأظهرنا كيف وظف ممثلو الذرية الكمية من المتكلمين حجج زينون لدحض موضوعة النظام عن القسمة اللامتناهية، واستخدم الأشاعرة ذرية ديموقريطس الرياضية في البرهنة على وجود الجوهر الفرد، رابطين تحليلنا لمشكلة المتناهي واللامتناهي بمشكلة الاتصال والانفصال، على أساس المقارنة بين تصورات المشائين وتصورات المتكلمين لتلك المشكلة.

وفي الفصل السادس ناقشنا الجذور الفكرية للذرية الإسلامية ومغزاها التاريخي والعقائدي، محللين فرضية التأثير الهندي، وأثبتنا عدم وجود شواهد قوية لصالح هذه الفرضية، مفسرين تشابه الذرية الهندية والذرية الإسلامية بأسباب أخرى.

وقد ميزنا بين مرحلتين في تطور الذرية الإسلامية: مرحلة المعتزلة ومرحلة الأشاعرة، وأشرنا إلى السمات العامة لكل مرحلة، مع التركيز على دور الأوضاع التاريخية والفكرية في تحديد تلك السمات، موضحين، إبان ذلك، أهم العوامل التي منعت تحول المذهب الذري الإسلامي من مذهب ذري فلسفي إلى مذهب ذري ميكانيكي أو كيمائي.

وفي الفصل الأول من الباب الثاني، تناولنا تفسير المتكلمين السببية والقانون الطبيعي من خلال تحليل آرائهم عن التولد والطباع، واستقصينا تطور مفهوم الضرورة الطبيعية عند المعتزلة، وتطور مذهب الأشاعرة في السببية.

وفي الفصل الثاني، بحثنا مشكلة الحركة، وميزنا ثلاثة مواقف للمتكلمين من الحركة: موقف القائلين بأن الحركة صفة مطلقة، وموقف القائلين بأن السكون مطلق، وموقف القائلين بأن الحركة والسكون عبارة عن أعراض تطرأ على الجواهر والأجسام. وارتباطاً بذلك، ناقشنا مشاكل لم يناقشها أحد من قبل مثل وحدة الحركة، وفرضية بعض المتكلمين عن الوقفات الخفية لتفسير اختلاف سرعة سقوط الأجسام.

كما حللنا نظرية معمر في المعاني من منظور جديد، موضحين سبب غموض ذلك المصلح، وفسرناه بالمعنى الضيق، كأعراض جسمية، وبالمعنى الواسع ، كأعراض جسمية وفكرية، ودرسنا نظرية النظام عن الكمون والظهور، وتتبعنا تطورها اللاحق عند الجاحظ، وأبرزنا جذورها الفكرية اليونانية.

وسلطنا الضوء على أراء المتكلمين حول الاعتماد (الميل)، وحللنا تفسيرهم لسقوط الأجسام في الفضاء، وطفو ورسوب الأجسام في الماء، من خلال المقارنة بين تلك الآراء وآراء أرسطو وشراحه، وعرضنا تفسيرات المتكلمين لثبوت الأرض وشكلها.

وفي الفصل الثالث، بحثنا مشكلة المكان والزمان، وفسرنا رفض المتكلمين للتعريف الأرسطي  للمكان والزمان، وناقشنا إثباتهم لوجود الخلاء خارج العالم، وتصوراتهم للزمان الفيزيائي والزمان الرياضي، وأوضحنا أوجه الشبه بين مفهومهم ومفهوم أبيقور للحركة في الزمان والمكان الانقطاعين، ومغزى تمييزهم بين المكان الكلي والمكان الجزئي، خاتمين هذا الفصل بعرض تصورات المتكلمين للعلاقة بين القديم والزمان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى