دراسة نقدية في المجموعة القصصية “فيروزـ اسمي فيروز” للكاتبة عبير حسني

دراسة نقدية في المجموعة القصصية “فيروز – اسمي فيروز” الصادرة عام 2021، عن دار روافد للنشر والتوزيع.
وتتناول المجموعة القصصية 49 قصة، ما بين القصة القصيرة والقصيرة جدًا التي لم تتجاوز كلماتها (63) كلمة، وأطولها شغلت أربعة وعشرين صفحة”.
ما يميز كتابات عبير حسني هو الاحتفاء باللغة وعودة واضحة للمفردات والتركيب والصور الجمالية المبتكرة واللافتة للقارئ منذ الصفحات الأولى.
ففي كل القصص تم توظيف اللون والموسيقى بإتقان واضح مما جعلنا نشعر بوجودنا داخل اطارة لوحة فنية أجادت فيها استخدام الألوان ببراعة مدهشة للقارئ.
هناك مخزون من الفصاحة العربية ظهر جليا في قصص فيروز اسمي فيروز ومن المدهش عمل الكاتبة الفطري على أنسنه الأشياء وخاصة في قصة (مسك وزعفران) وهذا السؤال الذي طرحته الكاتبة (هل يعيش الشجر في ذاكرة المراكب؟) لتأخذنا الى عالمها المتدفق المشاعر دون تكلف.
ومن المدهش لدى عبير حسنى اختيارها لعناوين القصص فمن المؤكد أنها لم تختارها عشوائيا مثال (المختار، عوالم ذهبية، مدينة بلا قلب، أجنحة الكلمات، مخاب النور، ألف يوم وليلة…الخ) فان عتبة النص تنم عن صور مفارقة لما اعتاد عليه القارئ، تنسج صورا ناعمة بلا تكلف فظ. تجيد العزف على الكلمات بحرفية واضحة.
التنوع في حجم القصص لم يصيب القارئ بالتململ فالقصر الشديد لبعص القصص(أقصوصة) هو سمة معظم الأعمال بالوقت الحالي.
الكاتبة النسوية وجدت لها طريقا عبر كتابات عبير حسني، تناولت مشاعر ومشاكل الأنثى وان كان هناك بعض القصص التي انحازت للرجل بطريقة أو بأخرى كما في قصة (المختار).
لم أجده عيبا وضوح أن الكاتبة امرأة تنحاز لبني جنسها من النساء في كافة ما تعانيه المرأة من قهر وتسلط بمجتمعنا العربي وان حاول المجتمع نفى ذلك.
ولكن يؤخذ على الكاتبة الهروب أحيانا خلف الرمز أو الإشارة من بعيد تجاه المسكوت عنه في حياتنا وعدم جرأتها في الإفصاح الجلي عن مقصدها عله خجل الأنثى لم يزل يسيطر على قلمها.
هناك بعص القصص التي تسمح كالمقولة الشهيرة (قماشة صالحة للمزيد) ولكنها تحتاج الى مزيد من الجرأة والتخلي عن التشبث بالأنثى الخجولة الشرقية والمزيد من البوح وأظنها قادرة على الخروج من هذا الاطار ببراعة تنطوي عليها سطورها.