المعلمة توحة.. فتوة المطرية التي ضربت 5 رجال وأغلقت شوارع بأكملها

كانت المعلمة توحة هي فتوة المطرية في خمسينيات القرن الماضي وتحديدًا عام 1951، وكل معاركها كانت حفاظًا على زوجها، وتسرع لنجدته حين يقع في أي مأزق، حتى أنها في إحدى المرات ضربت خمسة دفعة واحدة من أجله.

مذبحة فى الشارع

أما عن بداية القصة فقد توجه سيد العجلاتى وهو قزم طوله متر واحد وعمره 30 سنة يطالب زوج تحية بدين قدره 60 قرشا وهددها القزم بإبلاغ البوليس إن لم يدفع زوجها المبلغ، ولم يعجب الأمر توحة فشتمته، وكانت أم القزم وتدعى “نعناعة” حاضرة للحوار فأحضرت صفيحة مياه وسكبتها فوق رأس توحة، وما كادت تفرغ من الأمر حتى انتابت توحة موجة من الغضب قامت على إثرها بإحضار سكين ومبرد وهجمت على القزم سيد وطعنته فى رأسه بالسكين ثم عاجلته بروسية فى وجهه فسقطت أسنانه، وشاهده شقيقه إبراهيم فجرى هربا وأراد أن يدخل منزله ولكن توحة لحقت به عند عتبة الباب وطعنته بالمبرد فى ذراعه وروسية سقط على أثرها فاقد الوعي، وتصادف مرور رجلين حاولا إنهاء الخناقة فضربتهما توحة بالوسية فسقطا على الأرض وعندما أفاقا أسرعا بالفرار.

الأهالى فى فزع

أمام هذه المذبحة والصراخ الذي تعالى وسمعه سكان المطرية والسكين والمبرد يقطران دما والمعلمة الهائجة تضرب كل من يقترب منها، لم يستطع أحد من الأهالى أن يتقدم لإنقاذ أسرة أبو اليسر، وأغلقت المنازل والدكاكين أبوابها، وأصيب السكان بالرعب، وتصوروا أن توحة ستقتحم البيوت لتذبح من بداخلها إلى أن رأت الأم نعناعة ما حدث لولديها فنزلت وتلقتها المعلمة بعدة طعنات فى يدها ووجهها وجذبتها من شعرها وسقطت بجوار ولديها.

وحضرت أم نعناعة العجوز وهى تلطم خديها ولكن المعلمة استقبلتها بروسية سقطت على أثرها العجوز والدماء تنزف من أسنانها وعلم الأب بما جرى لأفراد أسرته فذهب مسرعا إلى مكان الحادث، وكان أحد الأهالى قد تمكن من الاتصال تليفونيا بالبوليس وقبض على توحة ونقلت الإسعاف الضحايا الخمسة، وتولت النيابة التحقيق معها ثم أفرجت عنها بكفالة خمسة جنيهات مع أخذ تعهد عليها باعتزال الفتونة.

قصة توحة

بدأت حياتها عام 1928 باسم فاطمة محمد سالم ولدت ببلدة كفر براش مركز بلبيس، وعندما أصبحت فتاة وجدت نفسها ابنة لعجوز ضرير كانت تسحبها لتقرأ القرآن نظير قرش يعيشان عليه، وجدت توحة نفسها بلا أم وكثيرا ما قضت أيام كثيرة جائعة تنتظر أباها حتى يعود بالطعام، وعندما بلغت الثانية عشرة زوجها والدها من مزارع اسمه نظير كان متزوجا، وأصبحت فاطمة لها ضرة تعذبها وزوجها لا يطيق رؤية وجهها وعاشت فى عذاب إلى أن طلقها زوجها.

فشل فى الحب

والتقت فاطمة ببائعة فاكهة اسمها حميدة عرفتها بكمال سائق التاكسى فأحبها كمال وتزوجها ولكن الأمل الجديد سرعان ما انتهى إلى فشل، فقد خانها وتزوج بأخرى وطلقها بعد ثلاث شهور فقط وزاد حقدها وحنقها على الرجال.

تجربة جديدة

أرادت فاطمة أن تكسب عيشها بعرقها فكان أن عملت فى مصنع للغزل بأجر 11 قرش فى اليوم، وفى هذه الفترة من حياتها التقت بعبد الستار زوجها الذى كان سببا في المذبحة، ولم يكن قد تزوجها بعد وإنما لزواجه منها حكاية، فقبل عبد الستار كانت توحة قد تزوجت من عاطل، وكان يأمرها أن تضع ما تكسبه من عملها فيأخذه ويبعثره.

كيف أصبحت فتوة

وهنا جاء دور عبد الستار فقد شجعها وعلمها كيف تدافع عن نفسها ونصحها بضرب كل من يتعرض لها ونفذت نصيحته فخرجت من المصنع والتقت بزوجها وحاول أن يكلمها فضربته علقة فطلقها على أثرها وأصبحت حرة وعرفت لأول مرة كيف تنتزع حقوقها من الناس بالضرب وبالفتونة.

عبد الستار

وتزوجت بعبد الستار ثم عملت كومبارس فى السينما ومرت فترة من السعادة، وخلال هذه الفترة كان عبدالستار يدربها كل يوم على أعمال الفتونة كان يضربها ضربا مبرحا لتتعلم، فقد علمها ضرب الروسية واستعمال السكين، وسرعان ما أتقنت هذه العملية، ومرت فترة اكتشفت توحة خلالها خيانات زوجها عبد الستار، فقد كانت تضبطه مع عشيقاته لتضربهن، وطارت شهرتها بين الناس ثم استمعت إلى تمثيلية توحة فى الإذاعة ووجدت بينها وبين الشخصية الإذاعية شبها كبيرا فقررت أن تطلق على نفسها هذا الاسم” توحة”.