المترجم والكاتب المسرحي.. حكايات أخرى عن بهاء طاهر

كتب الروائي والقاص الكبير بهاء طاهر العديد من الأعمال الأدبية التي اثرى بها المكتبة العربية، ومنها “الخطوبة” و”أنا الملك جئت”، و”قالت ضحى”، و “واحة الغروب” وغيرها العديد من الروايات والمجموعات القصصية التي ساهمت في نشر اسمه كواحد من الكبار.

المسرح عند بهاء طاهر

بهاء الذي رحل عن عالمنا في الأسابيع القليلة الماضية لم يبدأ الكتابة بالقصص القصيرة أو الرواية، وإنما كان يشغله المسرح بكل ما فيه، حتى في عمله في الإذاعة وما بعدها في الترجمة كان المسرح يطل عليه من حين لحين فيترجم أو يخرج او حتى يؤلف أحيانًا، المهم أنه لا يبتعد عنه على الإطلاق.

مقالات عن المسرح العالمي

وهناك العديد من المقالات التي تركها بهاء طاهر تتحدث عن المسرح العالمي، وكيف كان تأثيره عليه، حتى أن أول نشر لبهاء طاهر لم يكن “الخطوبة” أو “أنا الملك جئت” أو غيرها وإنما كان فصلاَ مترجمًا من المسرح العالمي للكاتب الكبير والمتوج بجائزة نوبل يوجين أونيل عام 1959 ونشر في مجلة المجلة.

قبل الإفطار

كانت المسرحية من فصل واحد، جاءت تحت عنوان “قبل الإفطار”، وتدور في غرفة واحدة بين زوجة ناقمة على الحياة وزوجها النائم أمامها وتتذكر الزوجة البائسة كيف انها تعيسة مع زوجها الذي كان في وقت سابق ابن مليونير، ووسط كل هذا السخط تقوم بالتفتيش في جيبه لتجد رسالة عاطفية فراحت تتذكر كيف انها تعمل بالخياطة بينما يتسكع هو طوال اليوم ويهدر وقته بين الحانات ويعود سكيرًا يستعطف اصدقاؤه ليمنحوه كأسًا أو كأسين.

وبعد العديد من الاحاديث مع النفس التي يتخللفها إفطارها المدقع تسمع ازلوجة صرخة ألم صدرت عن زوجها فتظن أنه جرح نفسه اثناء الحلاقة وتظل تحدث نفسها متلاشية سماعها لصرخة الالم، ثم تتلوها صرخة أخرى فتجري وتنظر داخل الغرفة التي ينام فيها زوجها وترى مشهدا لكنها لا تصفه، وتنتهي المسرحية عند هذا الحد.

وربما كان لهذه المسرحية تأثيرًا كبيرًا على بهاء طاهر حتى أنه كتب مسرحية على نفس الشاكلة من فصل واحد ونشرت بمجلة الآداب في أول اغسطس من عام 1961، أي بعد عامين فقط من ترجمته لمسرحية أونيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى