سمية عودة تكتب: سر السعادة
جاء اصداري السردي سر السعادة بمثابة رسالة تحمل العديد من الرؤى الخاصة جدًا، والتي كثيرًا ما ألحت على خاطري فحاولت صادقة أن أعبر عنها سردًا وتفاعلًا مع كل النفوس المهمشة والمعذبة والأبية والوفية الباحثة عن السعادة.
فجاءت بعض النصوص السردية تابعة للواقعية السحرية وهي إحدى أشكال السرد الذي يرفض الواقع ويهدف إلى جعله مثاليًا، فالواقعية السحرية ارتبطت بكل ماهو غريب وخارق، فنجد قصص “الحلو ..مرًا”، “سر السعادة” ،”فرار من القبر”، “مفتاح الحياة”، “ورقة بردي”، ممثلة لهذا التيار واشتركت جميعها في البحث عن السعادة .
ففي “الحلو ..مرا” جاء السرد كالتالي: أغمض عينيه ..فرد جناحيه .. انطلق إلى أعالي السماء .. شعر بتحرره من قيود الجسد وقوانين الأرض.(الآن أستطيع القفز في كل مكان .. ما أجمل الإنسلاخ بعيدا عن ضجيج العالم وثرثرة الحياة ) .
وفي ( سر السعادة) جاء السرد صادما: “لابد أن اتخلى عنه لأسلم من نصال البشر” انزوى جانبا، أخرج مديته وفي لمح البصر شق صدره، أطلق صيحة جبارة نزع قلبه أمسكه بيده حدق إليه في راحتيه.
(الآن لن أخضع إلا لصوت عقلي أما أنت فلا رغبة لي فيك ) وهكذا إلى أن يأخذنا السرد أن لا سعادة لمن لاقلب له، وفي ( فرار من القلب ) كيف يتغير الواقع بتغير المعطيات فينكر الابن أباه.
وننتقل إلى رؤية أخرى في المجموعة القصصية “سر السعادة” وهي الأزمات الأسرية وقصة ( رصاصة وحيدة ومحطات خانقة ) حيث اقول الساردة:
بوغتت بصفعةً قوية على وجهها من ولدها غيبت روحها ارتمت مهزومة على أقرب مقعد لها كادت تفقد عقلها وتخرج إلى الشارع صارخة مولولة تهرف (كمجنونة )،فقررت أن تكون الرصاصة الوحيدة لأحدهم في تلك المحطات الخانقة . وكذلك قصة ( اندلق العطر ) والتي تتناول تعنت الزوج مع زوجته بعد مرور سنوات عديدة فيصدرها بقرار الزواج من أخرى التي اشترطت تطليقها، وكيف حملت قارورة العطر المعتق وهوت بها لينزلق العطر ومعه تلك العلاقة في اسقاط موحي بالحدث .
وفي “صفعة خلاص” حيث تستجمع المرأة المعنفة قواها للدفاع عن ابنها في مواجهه ذلك الزوج القاسي وينتهي السرد بصفعة خلاص على وجه الزوج من جنس فعله .
أما قصة ( جسد ) فتعمدت أن أختتم بها المجموعة القصصية “سر السعادة” حيث مأساة إمرأة عانت ويلات العنوسة وتبعاتها فتعددت الزيجات حتى احترفت الزواج العرفي لتشبع متطلبات الجسد حتى وجدت نفسها في دائرة مفرغة تعاني نظرات المجتمع .
هكذا جاءت قصص المجموعة القصصية الأربع عشرة قصة حاملة الكثير من الرؤى عزيزي القرئ أرجو أن تستمتع بتلك المجموعة القصصية “سر السعادة”.
