أسرار عبقرية أحمد خالد توفيق في أدب الرعب

كان الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق يدرك العديد من الأمور التي تسببت في صنع أسطورته على مهل، هي ليست جودة بنسبة مائة في المائة في الكتابة، فلا توجد هذه النسبة من الأساس، وإنما هي عوامل أخرى وضعها نصب عينه ككاتب فكان له القارئ نفسه.

لن تخيف الناس ما دمت لا تخاف

كان يعلم تمامًا أنه لن يخيف الناس ما دام هو نفسه لا يخاف، وبالتالي إحساسه بالرعب كان مؤثرًا في أن يكون مستقبلًا له ومصدرًا له أيضًا، ومن هنا كان هذا هو السبب الرئيسي لاتجاه أحمد خالد توفيق للكتابة في أدب الرعب.

من مقال لأحمد خالد توفيق

يقول أحمد خالد توفيق في مقال له:” هنا كان أبي قد كف عن اصطحابي للسينما.. لم يعد يذهب للسينما بتاتًا كأنه تشبع أو سئم اللعبة، وتركني أختار الأفلام التي تروق لي. ولا شك أن أول رحلة قمت بها للسينما مع رفاقي كانت مغامرة مثيرة فعلًا.. الفيلم كان يدعى (ما زلت أدعى ترينتي) وقد حكيته لكل مخلوق على الأرض حتى أوشكوا على الانتحار”.

اهتمامات خالد توفيق

وراحت اهتمامات خالد توفيق تزيد وتكبر:” في الأعوام التالية رأيت كل الأفلام الغربية الرديئة التي يطلقون عليها (أفلام الحرف ب). وسر الحرف (ب) هو أن هذه الأفلام لم تكن تعرض وحدها وإنما ضمن برنامج من فيلمين، وكانوا يطلقون على الفيلم الأول (أ) دلالة على أنه أرقى وأكثر تكلفة. لا ننكر أن الأفلام (ب) مسلية ولها من يحبونها.. إن في تفاهتها سحرًا خاصًا بلا شك، فمن أفلام العصابات التي تضع مخططًا محكمًا للسطو على المصرف، إلى أفلام المواد المشعة التي تكمش الأشخاص أو تكبرهم أو تجعل الموتى يصحون من قبورهم. وحتى أفلام الكونج فو ذات الصبغة الصفراء البنية المميزة.

ملكات الصراخ

ويكمل:” كانت هناك ممثلات تخصصن في أفلام حرف (ب)، ويطلقون عليهن (ملكات الصراخ)، لأن دور الفتاة منهن لا يزيد على أن تصرخ وأن تكون حسناء. ومن العلامات السهلة على هذه الأفلام أن ترى صورة وحش بحري أو مسخ من تحت الأرض أو هيكل عظمي حي، يحمل فتاة صارخة شبه عارية، وهو منطق لا أفهمه.

لماذا كان رعب النساء؟

إن الدب لا يفرق بين فتى وفتاة في الالتهام، ولعله يفضل الفتى لأن عضلاته أضخم وغالبًا مذاقها أفضل، أما عن الجمال فلا شك أنه يفضل دبة تشبهه.. وبالتأكيد يرى الفتاة قبيحة كالدببة. هذا هو المنطق السديد.

المسوخ

يحاول صانعو هذه الأفلام إقناعنا بأن هذه المسوخ والوحوش تفضل الفتاة الحسناء البشرية مثلنا.. وهكذا ترى صورًا غاية في الغرابة مثل كائن المريخ الذي له ثلاث أعين ويخرج لسانه من قفاه وله ذراع واحدة في منتصف صدره.. هذا الكائن يحمل فتاة حسناء صارخة ويفر بها بينما البطل الأرضي يطلق عليه مسدس الليزر. ماذا سيفعله المسخ المريخي بها؟ بالتأكيد هو بحاجة إلى فتاة مريخية مثله لها ثلاث أعين ويخرج لسانها من قفاها ولها ذراع في منتصف الصدر. لابد أن هذه الفتاة تبدو له مقززة..