أسامة مهران يكتب: فوزية زينل .. سفيرة فوق العادة

منذ المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة مليكنا المعظم والمرأة البحرينية تحقق مكاسب على مختلف الأصعدة، وأصبح مشروع تمكين المرأة الذي تسلمت ملفه بإتقان منقطع النظير قرينة جلالته صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة كرئيسة للمجلس الأعلى للمرأة، والوجوه المشرفة من بناتنا وشقيقاتنا البحرينيات تزداد سطوعًا ونجومية، من بين هذه الوجوه التي حققت الكثير لبلادها ومجتمعها هي السيدة فوزية زينل التي اعتلت ولأول مرة في تاريخ العمل النيابي بالمملكة سدة مجلس النواب، وأصبحت أول رئيسة لهذا المجلس في سابقة ربما تكون هي الأولى في دول المنطقة.

وطوال الأربع سنوات الماضية من عمر البرلمان البحريني العريق، بذلت السيدة زينل قصارى جهدها حتى تكون الدورة البرلمانية محل تقدير وائتلاف بين الحكومة والشعب، فجاءت القوانين، وخرجت التشريعات من صناديقها المؤجلة، وأصبح لدى المنظومة المجتمعية سند قانوني لكل ما يرتبط بسلوك الإنسان ومكانته في المجتمع، بل وفي تنظيم الحياة العامة وأنشطتها الاقتصادية واعتباراتها المستقبلية.

والشهادة لله أن السيدة الفاضلة فوزية زينل لعبت دورًا كبيرًا في إرساء مكارم هادفة لهذا المجلس المهيب، فأصبح لديه في عهدها ذلك السلوك الذي يحترم فيه كل عضو زميله، حتى لو تباعدت الرؤى أو تفرقت السبل، وكان لدور المرأة متمثلاً في السيدة زينل ذلك الأداء السريع الذي أخرج إلينا قوانين سهلت على الناس أمورهم، وأضافت للمنظومة التشريعية روحًا جديدة شديدة الارتباط بحاجات الإنسان وقضاياه.

وبالفعل وعندما آن الأوان لكي يذهب كل في طريقه، ارتأت رئيسة المجلس السابقة أن لكل شيء نهاية وأن الوقت قد حان لكي تعتلي منصة الإجادة في المجلس التشريعي وجوهًا جديدة، وأن يكون لكل نائب عن الشعب طريقته في الإدارة، وسلوكه المرعي في تصويب الأداء وإجادته المؤكدة لأننا في مملكة البحرين دولة مؤسسات ولسنا دولة أفراد، دولة تؤمن بأن المجتمع هو حلقة متصلة ما بين الماضي والحاضر وصولاً للمستقبل السعيد.

وها نحن اليوم أمام القرار السامي لمليكنا المعظم وهو يختار السيدة فوزية زينل لتصبح سفيرة فوق العادة بأكبر الدول العربية، وأن تمثل جلالته ومملكته الفتية في أرض الكنانة مصر، وأن يصبح لدينا مجددًا شخصية ترعى مصالح الوطن وتعمل على تعميق العلاقات وتطورها مع مركز الأمة في القاهرة.

هنا تتجلى الثقة الملكية الغالية في أبهى صورها، وهنا يصبح للمرأة البحرينية ذلك الدور الوطني الذي اعتدنا أن يتخطى الحدود، ويتجاوز الخطوط المتقاطعة، وينبري لكي يحقق للوطن كل الوطن ما يتطلع إليه من أهداف، وما يصبو إليه من آمال، وما سوف يحققه بإذن الله من أحلام.

إن الثقة السامية الغالية بالسيدة زينل لم تأت من فراغ، ولم تخرج من العدم، لكنها جاءت كتسلسل واقعي من حيث طبيعة المواقع التي شغلتها سفيرتنا في القاهرة، سواء من خلال عملها الدؤوب في وزارة الإعلام أو بعد انضمامها لمنظومة الجامعة الأهلية حاصدة درجة الماجستير، أو من خلال عضويتها بمجلس إدارة الجامعة التي تعد أولى لبنات المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك، وسواء كان الموقع الوظيفي بالانتخاب مثلما حدث في “الطريق إلى البرلمان” وما بعد البرلمان أم كان بالاختيار أو التعيين السامي أو الثقة الغالية من أعلى سلطة في البلاد، فإن المرأة البحرينية أثبتت أنها دائمًا فوق العادة، وأن ما حققته السيدة زينل سوف يظل ماثلاً في الذاكرة، ومحفورًا في الضمير، ومتجسدًا في موقعها الجديد، والله الموفق والمستعان.