أحمد محمود جيسود يكتب: جهود الحكومة الصومالية في استئصال جذور الإرهاب

أحمد محمود جيسود كاتب صومالي

تعهّد رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود منذ إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية الصومال الفيدرالية في الـ 15 مايو 2022م، بتحويل الصومال إلى “بلد ينعم بالسلام ومتصالح مع العالم”. رغم كل التحديات والملفات الشائكة التي لم يتوان كعادته عن وضع أولويات المواجهة بالتصدّي للإرهاب بالإضافة إلى تحرير المناطق القليلة المتبقية على أيدي فلول مليشيات الخوراج (الشباب) المرتبطة بتنظيم القاعدة في جنوب ووسط البلاد.

وجدّد رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود عزم الحكومة الفيدرالية على تصفية عناصر مليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، عسكريا وفكريا، واقتصاديا، مشيرا الى أهمية وضع خطط الحكومة للقضاء على الخلايا الإرهابية، والعمل على تحرير المناطق القليلة المتبقية على أيدى فلول المتمردين.

وعقد رئيس الجمهورية، سلسلة اجتماعات ولقاءات مع قادة المجلس الاستشاري الوطني و مجلس الأمن الوطني و قادة الشرطة، والجيش، ومصلحة السجون، والمخابرات، علماء الدين ورجال الأعمال تهدف إلى وضع استراتيجية وطنية لمكافحة التطرف العنيف لمواجهة خطرالإرهاب وأعمال العنف والتى تشكل خطرا كبيرا على أمن واستقرار البلاد.
واتخذ رئيس الجمهورية فخامة الدكتور حسن شيخ محمود خطوات مهمة في مواجهة خطر ميليشيات الإرهابيين على الصعيدين المحلى والإقليمي، بالرغم من قصر فترة توليه منصب رئيس البلاد، لم يكن هناك في الأعوام السابقة من يجرؤ الحديث عن أفعالها البشعة التي ارتكبتها ، ناهيك عن معارضتها علنيا، لم تعد تلك المخاوف منذ إعلان رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود، الذي أعلن فورا حربا ضد مليشيات الإرهاب.

أهم خطوات اتخذها رئيس الجمهورية في مواجهة تصفية فلول مليشيات الشباب الإرهابية.

1- إظهار حقيقة الإرهابيين

استطاعت الحكومة الفدرالية إظهار حقيقة الإرهابيين أمـام الـرأى الـعـام من خلال عرضها جرائم بشعة ترتكبها المليشيات بحق المواطنين الأبرياء والعزل بالإضافة إلى الأعمال الوحشية التي يمارسها المتمردون كالتفجيرات والقتل، وإطلاق النار، وحرق الآبار ، وتدمير المساجد، واستهداف النساء والأطفال والمسنين واستهداف وتدمير آبار مياه وتعطيل ابراج الاتصالات وقطع الطرق ، وفرض الإتاوات على الشركات التجارية وتهديدهم بقتل كل من يرفض دفعها، لقد عكست هذه الأفعال البشعة كما تجاوزت كل المعايير الأخلاقية و الانسانية وﻻ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ من هم صغير وكبير السن ،ومن هم اﻟﻤﺪﻧﻴون واﻟﻌﺴﻜﺮﻳون، أن معظم الصوماليين أدركوا الآن أن هذه المليشيات المتطرفة ملتزمة بالإبادة الجماعية للشعب الصومالي ، صغارا وكبارا ، وحان وقت تصفيتها نهائيا في البلاد.

2- تعزيز التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية المختلفة
استعدادات الحرب ضد الإرهابيين بدأت منذ انتخاب الدكتور حسن شيخ محمود لرئاسة البلاد، حيث ألزم نفسه على تحرير المناطق التي ينشط فيها الإرهابيون بجنوب ووسط البلاد ،كما دعا فخامته المواطنيين للاستعداد “لحرب شاملة”،معززا اعادة التنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية وضمان تعاونها وتكاملها معاً وتوحيد جهودها،بدون تغيير قادة الشرطة، والجيش، ومصلحة السجون، مستغلا خبراته السابقة خلال الفترة الأولى لرئاسة البلاد.
فقد بذل رئيس الجمهورية جهوداً كبيرة لتعزيز نظام مواجهة الإرهاب بكافة الطرق والوسائل، وعمل على تشجيع و تقوية كافة الأجهزة الأمنية بدعم في العمليات العسكرية التي يشنها الجيش ضد الإرهابيين.،كما لعبت الاستخبارات دورًا حيويًا في العمليات الجارية ضد الخلايا الإرهابية في توفير معلومات المتشددين ومواقعهم وإفشال خططهم العدوانية” في مناطق جنوب ووسط البلاد.

3- كسب التأييد الدولي ضد الارهاب
قام رئيس الجمهورية بجولات الى دول شرق أفريقيا و دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية حشد فيها مزيدا من الدعم الإقليمي والدولي لجهوده لمحاربة الإرهاب في حين أبدت هذه الدول استعدادها في تقديم المادي والمعنوي معا.

4- المواجهة العسكرية المباشرة مع مليشيات الشباب

تخوض قوات الجيش الوطني بالتعاون مع الثوار في قتال شرس ضد الإرهاب تهدف من خلاله إلى تصفية فلول مليشيات الخوارج واستعادة كافة القرى والمناطق الريفية التى كانت تخضع للعدو التي فقد مئات من مقاتليه خلال الأسابيع الماضية على أيدي الجيش الوطني الباسل ، وخسرت الخلايا الإرهابية أيضا مصادر التمويل والدخل مما أجبرهم  على الانسحاب من بلدات وقرى ذات أهمية استراتيجية بجنوب ووسط البلاد.

5- حجب العشرات من حسابات مليشيات الإرهاب في مواقع التواصل الاجتماعي

بناءا على توجيهات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حول مواجهة الإرهاب عسكريا واقتصاديا وفكريا، تم حجب أكثر من 40 موقعا للتواصل الاجتماعي تستخدمه مليشيات الخوراج، مما أدى إلى انعدام دعايتها وأكاذيبها وأيدلوجيتها الماكرة التي كانت تبثها في المناطق القليلة التي تسيطر عليها خلال السنوات الماضية.

6- إبراز دور علماء الدين في محاربة التطرف
عقد رئيس الجمهورية سلسلة اجتماعات مكثفة مع علماء الدين في البلاد مدركا دورهم الأساسي في محاربة التطرف،والإرهاب، متعبرا بذلك أن العلماء هم جزء أصيل من أجزاء الدولة الصومالية،كما أن العلماء الصوماليين لهم دورهم ريادي في رفع مستوى الوعي ، لا سيما في محاربة الفكر المتطرف الشرير الذي أفسد عقول المتمردين، وقادهم إلى تحريف النصوص الشرعية للإسلام الحنيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى