«مومياء الكوكايين».. هل عرف المصريون القدماء المخدرات؟

من خلال بحث غريب من نوعه، أعلنت عالمة السموم الألمانية سفتلانا بالبانوفا عام 1992 عن وجود بقايا لمواد الكوكاين والنيكوتين بين خصلات شعر مومياء الكاهنة والمغنية حنوت تاوي من الأسرة 21، والتي أصبحت معروفة باسم مومياء الكوكايين.

اكتشاف المومياء

فمع اكتشاف المومياء تم إهداءها لملك بافاريا لودفيج الأول وتم حفظها مع تابوتها في متحف الفن ببرلين. وكان الهدف من هذا الكشف العجيب هو التوصل إلى أن المصريين القدماء قد وصلوا إلى سواحل أمريكا الشمالية حيث موطن زراعة الكوكايين والتبغ وذلك قبل مغامرة كولومبوس بآلاف السنين، حيث أن تلك المواد تستخرج من نباتات لا تزرع سوى في بيئة أمريكا الشمالية حيث الكوكاين من نبات Erythroxylon والنيكوتين من نبات  Nicotiana tabacum. ولم تكن بالبانوفا وحدها من تطرقت إلى تلك النظرية، ولكن اتفق معها أحد المغامرين ويدعى دومينيك جورليتس، حيث قام بعمل مركب ضخم مصنوع من القصب ونبات “الأويكالبتوس” وجذوع الأشجار، في محاولة منه لإثبات قيام المصريين القدماء برحلات تجارة واستكشاف لأمريكا الشمالية.

تأكيد النظرية

ولكن لا يوجد لدينا ما يؤكد تلك النظرية، فلم نجد مناظر لرحلات مصرية اتجهت نحو الغرب كما أكد كينيث فيدر أستاذ علم الأنثروبولوجي بجامعة Central Connecticut State لأننا لم نملك أي دليل على قيامها، على عكس ما صوره المصري القديم لرحلات بحرية مثل رحلة بلاد بونت  في عصر الملكة حتشبسوت ومعارك بحرية ضد شعوب البحر في عهد الملك رمسيس الثالث.

مواد مخدرة

أما عن وجود بقايا مواد مخدرة بين أنسجة المومياوات المصرية القديمة، فلابد وأنه نتج عن خطأ في التحليل أو تعرض المومياوات لنوع من التحلل الكيميائي خلطها مع مواد غريبة، أو أن بالبانوفا كانت ضحية الاعتماد على مومياوات غير أصلية.

الإثبات التاريخي

فلم يثبت تاريخياً أن المصريين القدماء قد استخدموا مثل تلك المواد أو النباتات المخدرة كالكوكاين والحشيش والتبغ، رغم براعتهم في التوصل لأنواع مختلفة من الأعشاب ومواد العطارة مثلما ذكر في بردية ابريس الطبية وخاصة معرفتهم ببعض الأعشاب المخدرة التي استخدمت في العمليات الجراحية مثل زهور الخشخاش واللوتس الأزرق، كما أن عمليات التحليل التي تمت ضمن مشروع فحص مومياوات الأسرة الثامنة عشرة في عام 2006 لم يشر إلى وجود مثل تلك المواد على الإطلاق، حسبما ذكر الدكتور شريف شعبان في كتابه “أشهر خرافات الفراعنة”، والصادر عن دار ن للنشر والتوزيع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى