مونيكا بيلوتشي.. كل ما تحب معرفته عن فينوس السينما الإيطالية

قدمت السينما الأوروبية إلى هوليوود، والإيطالية خصوصًا، أجمل النجمات في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين.. صوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وجينالولوبريجيدا، وفي أواخر التسعينيات جاءت مونيكا بيللوتشي لتكمل مسيرة النجمات الإيطاليات.

بل ونالت أيضًا لقب جميلة جميلات السينما الأوروبية في القرن الحادي والعشرين.. شبهتها الصحافة بآلهة الجمال عند الرومان وأطلقت عليها لقب «فينوس السينما الإيطالية»..

دخلت التمثيل من منصات عروض الأزياء لتحتل بموهبتها وجمالها عرش السينما الأوروبية في الألفية الثالثة، عشقها الإيطاليون منذ ظهورها على الشاشة وخصوصا بعد أدائها لدور» مالينا» في 2002 واختارها الفرنسيون في 2004 أجمل نساء العالم.

ووضعها البريطانيون في لائحة الأكثر إثارة في تاريخ السينما واعتبرها الأميركيون رمز الجاذبية والإغراء، وذلك حسبما ذكرت الكاتبة هايدي عبد اللطيف في كتابها ” موسوعة المشاهير.. الجزء الأول” والصادر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.

احتفظت بالجاذبية والشباب

جمالها طبيعي بالرغم من دخولها العقد السادس من العمر، ترفض عمليات التجميل خوفًا من نتائجها غير المضمونة لكنها تعتني ببشرتها من خلال مستحضرات التجميل ما جعلها تحتفظ بالجاذبية والشباب وتخطف الألباب في كل ظهور لها سواء على الشاشة أو المسرح.

مثلما حدث في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي في 2017، عندما قدمت عرضًا راقصًا مع الممثل الفرنسي «أليكس لوتز» انتهى بتبادلهما قبلة ساخنة فاجأت الحضور والمشاهدين من جميع أنحاء العالم،.

وصارت حديث الصحافة في الأيام التالية. ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها بيللوتشي الجمهور بحضورها وألقها وتتحدث الصحافة عن جاذبيتها التي لا تنتهي واحتفاظها بشبابها برغم أنها في الثانية والخمسين.

خطين متوازيين

بدأت مونيكا في عالم الأزياء، وكان جمالها جواز مرورها للشاشة الصغيرة أولا ثم الشاشة الكبيرة لاحقًا. خطفتها هوليوود لتظهر في بداية التسعينيات بأدوارصغيرة في السينما الأميركية.

وعادت بعدها للسينما الإيطالية لتحقق أكبر نجاحاتها فيها، ثم في السينما الفرنسية أيضًا. إلى جوار التمثيل حافظت بيللوتشي على عملها كموديل، واعتبرت نفسها تسير في خطين متوازيين.

وجسدت الوجه الدعائي للعديد من العلامات التجارية أهمها مستحضرات تجميل ديور ودار أزياء دولتشي أند غابانا الإيطالية.

ولدت مونيكا بيللوتشي في 30 سبتمبر 1964 بمدينة كاستيللو في منطقة أومبريا في إيطاليا، حيث عاشت طفولة هادئة مع والديها.

وفي سن الثالثة عشرة بدأت أولى خطواتها في عالم «الموديلز» حينما وقفت كموديل لمصور هاو. بعد إنهاء دراستها الثانوية قررت أن تعمل في مجال عروض الأزياء لتأمين تكاليف دراستها للحقوق.

رحلة النجومية

لم تكن الحسناء الإيطالية تحلم بالأضواء والشهرة، بل أرادت أن تصبح محامية، لكنها سرعان ما انجذبت إلى عالم الأزياء، فقررت السفر إلى عاصمة الموضة الإيطالية ميلانو، لتصبح بسرعة قياسية إحدى أهم نجمات وكالة الموديلز العالمية Elite.

وفي عام 1989 كانت بيللوتشي تتألق على منصات عروض الأزياء في باريس ونيويورك وتشارك في عروض عواصم الموضة العالمية باريس ولندن ونيويورك.

في الوقت نفسه جاءتها فرصة التمثيل في الفيلم التلفزيوني «الحياة مع الأبناء» (Vita coi figli)، ليكون أول ظهور لها على الشاشة في عام 1990.

قررت بيللوتشي أن تصبح ممثلة، فحصلت على دروس متخصصة في التمثيل، كما شاركت بأدوار صغيرة في بعض الأفلام الإيطالية حتى اختارها المخرج الأميركي الشهير فرانسيس فورد كوبولا لتلعب دور عروس مصاص الدماء الشهير في فيلم « دراكولا» عام 1992.

لم تبهرها هوليوود وعادت بيللوتشي لموطنها مرة أخرى، ولكن كبطلة في السينما الإيطالية. وفي تلك الفترة قامت ببطولة مجموعة من الأفلام الإيطالية، لكنها أصيبت بالإحباط مع فشل ترويج تلك الأفلام خارج حدود البلاد.

فسعت الممثلة الطموحة لاقتحام السينما في بقية الدول الأوروبية. وشاركت في الفيلم الفرنسي « الشقة»(The Apartment) (1996)، الذي رشحت عنه لجائزة «سيزار» الفرنسية كأفضل ممثلة مساعدة.

وتعادل جائزة سيزار في أهميتها جائزة الأوسكار الأميركية. ويعد هذا الفيلم أول لقاء بينها وبين الممثل الفرنسي «فانسان كاسيل» الذي تزوجته بعد ذلك بسنوات.

بكل اللغات

قررت الممثلة الإيطالية الجميلة، والطموحة، أن تصبح نجمة من نجمات السينما الأوروبية فلم تتوقف عند صناعة سينمائية بعينها، بل راحت تبحث عن الدور المتميز وأيضًا عن الشهرة والنجاح، فانطلقت تقدم أفلامًا بلغات متنوعة وشاركت في أفلام فرنسية أخرى وإسبانية.

في عام 2000 جاءتها فرصة عمرها مع المخرج الإيطالي المرموق «غوزيبي تورناتوري» في فيلم «مالينا» (Malèna) الذي تناول قصة أرملة جميلة خلال الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر فيلمها الأشهر في السينما الإيطالية وعالميًا. في العام ذاته اختارها المخرج الفرنسي «كريستوف غان» لفيلم «إخوة الذئاب» (Brotherhood of the Wolf)، الذي كان أنجح أفلام العام في فرنسا.

وعبر المحيط ليحقق النجاح ذاته في الولايات المتحدة حتى رشحت بيللوتشي عن دورها فيه لجائزة أفضل ممثلة دور ثان في جوائز الأكاديمية الأميركية لأفلام الخيال العلمي والرعب والفانتازيا.

كانت بدايات الألفية الثالثة فألا حسنًا على فينوس الإيطالية حيث أعادت بيللوتشي مجددًا للسينما الأميركية وشاركت النجم جين هاكمان بطولة فيلم « تحت الشك» (Under Suspicion) في عام 2000، لتنفتح لها أبواب هوليوود على اتساعها؛ بعد أن حققت نجوميتها في السينما الأوروبية وأصبحت من أهم نجومها.

وحصلت بيللوتشي على واحد من أشهر أدوارها عندما ترشحت للمشاركة في سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة «ماتريكس» (The Matrix) لتلتقي للمرة الثانية بالنجم كيانو ريفز الذي مثلت أمامه في فيلم «دراكولا» في بدايتها. لعبت الإيطالية الحسناء دور بيرسيفوني في اثنين من أفلام السلسلة وهما (The Matrix Reloaded) و (The Matrix Revolutions) في 2003.

أهم الأدوار

بعد نجاحها في سلسلة «ماتريكس»، عززت الإيطالية الحسناء وجودها في السينما الأميركية حيث شاركت مع أهم مخرجيها وقدمت مجموعة من أهم أدوارها منها دور مريم المجدلية في فيلم « آلام المسيح» (The Passion of the Christ) (2004) الذي أخرجه النجم ميل جيبسون وأحدث ضجة كبيرة عند عرضه.

مثلت أيضًا في تلك الفترة أمام النجم بروس ويليس في فيلم « دموع الشمس» (Tears of the Sun) وعملت مع كبار المخرجين منهم سبايك لي في فيلمي «هي تكرهني» (She Hate Me) (2004) و»الإخوة غريم»(2005).

لتعود بعد ذلك إلى السينما الإيطالية التي غدت واحدة من أهم نجماتها؛ حيث قدمت عددا من الأفلام المهمة والناجحة، كما تنقلت في السينما الأوروبية التي أصبحت أشهر نجومها فشاركت في عدة أفلام فرنسية، ومثلت أيضًا في فيلم بلغاري وآخر برازيلي بعنوان (Na Quebrada) في 2014.

الجمال الطاغي

دخلت بيللوتشي عالم التمثيل من خلال جمالها الذي كان المفتاح الحقيقي للشخصيات التي مثلتها حتى برغم مجموعة الأدوار المركبة التي قدمتها، ويرتبط اسم «مونيكا بيللوتشي» بالجمال الطاغي، الذي لم يقتصر على ملامح وجهها الشرقية.

بل يمتد إلى تفاصيل جسدها الأنثوي، وإن ظل هذا الجانب يمثل بالنسبة لها شيئا من القلق، لأنها لا تريد أن تكون مجرد «أنثى» بقدر رغبتها أن يظل حضورها في ذاكرة المشاهدين كممثلة.

وتعترف بيللوتشي أنها لا ترى نفسها بهذا الجمال، وتقول «أغلب الناس يرونني جميلة لأنهم يرونني على أغلفة المجلات والصحف وهذه الصور تظهر جزءًا وجانبًا من جمالي ولكني لا أبذل مجهودا لأبدو جميلة، فهذه طبيعتي».

وحينما اختارتها مستحضرات تجميل ديور في عام 2006 لتكون الوجه الدعائي لها وكانت في الثانية والأربعين من العمر قالت بيللوتشي أنها تشعر بالسعادة لتقدمها في العمر، برغم أنها تفقد الجمال الطبيعي لعمر الشباب، لكنها اكتسبت سحرًا خاصًا يحيط بالنساء اللواتي وصلن الأربعين.