«معبد الأقصر».. أكبر الأبنية المعمارية وشيده أمنحتب الثالث

يُعتبر معبد الأقصر واحدًا من أهم آثار مصر الفرعونية والفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث المعمارية الكبرى الباقية إلى الآن، وكذلك فهو واحد من أكبر الأبنية المعمارية على الساحل الشرقي للنهر الخالد: نهر النيل، دون شك، علاوة على معبد الكرنك، حسبما ذكر الدكتور حسين عبد البصير في كتابه “أسرار الفرعون” الصادر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.

الحرم الجنوبي

وعُرف في اللغة المصرية القديمة بـ «إيبت رسيت» بمعنى «الحرم الجنوبي». وبُني المعبد من الحجر الرملي النوبي المجلوب من محاجر جبل السلسلة في أسوان. وفي هذا المعبد، نُحتت تماثيل الملك أمنحتب الثالث الممتازة من الجرانيت الأسود والأحمر، لكن بالأسلوب التقليدي الرسمي دون أن تُظهر مكنونها الداخلي الذي كان يريد الملك إرساله إلى مشاهدي تلك التماثيل.

قصة الولادة الإلهية

وفي هذا المعبد، تم تصوير وتسجيل ما يُعرف بقصة الولادة الإلهية التي تأسس لشرعية حكم ومُلك المَلك أمنحتب الثالث؛ من خلال نسب نفسه إلى المعبود الأكبر آمون كي يصبح حكمه شرعيًّا للبلاد نظرًا لميلاده من زوجة ثانوية لوالده الملك تحتمس الرابع. وازداد الملوك اللاحقون على هذا المعبد خصوصًا الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون والملك رمسيس الثاني، الذي تُزين تماثيله الضخمة المعبد وكذلك إحدى مسلاته الموجودة أمام الصرح الخارجي للمعبد، والتي توجد أختها في ميدان الكونكورد في عاصمة النور مدينة باريس الفرنسية.

عيد الأوبت

كان لمعبد الأقصر أهمية كبيرة فيما يُعرف بـ «عيد الأوبت». وتم تكريس لثالوث مدينة طيبة (الأقصر الحالية) الأشهر المكون من المعبود آمون وزوجته المعبودة موت وابنهما المعبود خونسو، وفقًا لبعض الآراء، أو أن معبد الأقصر كان مخصصًا لآمون الأقصر في مقابل آمون الكرنك الموجود في معابد الكرنك إلى الشمال من معبد الأقصر من أجل عبادة «كا» الخاصة بالملك الحاكم. وكان عيد الأوبت يحدث بشكل سنوي وكان يتم فيه جلب تمثال المعبود آمون الكرنك، والبقاء مدة من الوقت مع رفيقته المعبودة موت في معبد الأقصر في احتفال من أجل استمرار الخصوبة للأرض المصرية. وتُصوِّر المناظر الخاصة بهذا العيد على جدران المعبد من عهد الفرعون الذهبي توت عنخ آمون. وكان يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر ما يُعرف بطريق الكباش وبُني على مساره عدد من المقاصير الخاصة بالقوارب المقدسة التي تخص تلك المعبودات.

مسجد أبو الحجاج

بُنيت بعض المقاصير الخلفية في عهد الفاتح الشهير الإسكندر الأكبر في معبد الأقصر. وفي العصر الروماني، تم استخدام المعبد وما يحيط به كقلعة ومقر للحكومة الرومانية في تلك المرحلة. في العصر الإسلامي تم بناء مسجد «أبو الحجاج» على جزء من معبد الأقصر. ويمثل هذا المعبد استمرارًا للتراث المصري العريق من مصر الفرعونية إلى مصر الحديثة من زيارة المعبود آمون إلى زيارة ومولد سيدي «أبوالحجاج» الحالي.

مدينة هابو

وكذلك أمر أيضًا الملك أمنحتب الثالث بتشييد أعمال ضخمة في الأقصر ومدينة هابو وأماكن عديدة، كان من بينها نحت أكثر من خمسمائة تمثال لإلهة طيبة المعروفة الربة سخمت في معبد الإلهة موت بالبحيرة المُقدسة «أشرو» بمنطقة معابد الكرنك. وأقام الفرعون الشمس الملك أمنحتب الثالث معبد الإلهة موت في منطقة معابد الكرنك، والصرح الثالث بمعابد الكرنك، ومقام مونتو ومعبد ماعت في معابد الكرنك. وقام أيضًا بإضافات مهمة لمعبد الإله جحوتي في هرموبوليس “الأشمونين في المنيا في مصر الوسطى”.