قال الكاتب الراحل مصطفى محمود، في لقاء تليفزيوني، متحدثًا عن تكوينه الثقافي:”استقيت تكويني من عدة روافد يمكن أول حاجة الروافد الخاصة بي وبذاتي التي ولدت بها في مزاجي الخاص حب للجمال والفن والشعر والموسيقى وطبيعة متأملة، وبطبعي متأمل أحب اكتشف ما وراء الظاهر ما بين السطور، القوانين التي تفسر لى كل الجزئيات التي أرها فهذه حاجة داخل مزاجي الخاص في تكويني الثقافي، بعد ذلك الرافد الخاص بالبيئة والمدرسة والبيت فيمكن أهم حاجة في تعليمي وفي دراستي وفي بيئتي الثقافية هى كلية الطب ودراسة العلوم التي التقت مع عقليتي العلمية المتأملة الباحثة عن الحقيقة، فأول ما وقفت أمام التجربة التي في أنبوبة الاختبار كانت لحظة لم تنسى، فالفضول الذي لم أجد له حل، بدأت أن احلم بالاستمرار بأن يكون لى معملي وأن اكتشف واخترع غازات ومركبات وأحجام بهذا الشكل.
وأضاف المفكر الراحل، فكان يخيل لى أن هذا المعمل هو الانطلاق للكون وأن اخترع منه طائرات وسيارات وأذهب للقمر فكلها كانت أحلام مبنية على أنبوبة الاختبار، البخث في أصول الأشياء والعناصر، لم أنساها فقدحت داخلى شرارة الفضول نحو المجهول، فكانت أكثر من فضول لأني بالعمل عملت معمل في البيت واحضرت مركبات وغازات وعملت التجارب، وفي كلية الطب كان هناك أخطر من ذلك وهو الوقوف أمام جثة ميت، وأن اتتبع الشرايين والمخ، واسأل من أين خلق الإنسان وإلى أين يذهب، فكل هذه أمور كانت تثير عندي الفضول وراء البحث.
وتابع:” الوقفات التي كنت أقفها مع نفسي والتأمل انتهى إلى كتاب بعنوان”لغز الحياة” والرافد الثالث المدرسة وخارج البيت وما خطفته من المكتبة لحظات فراعي فيمكن هنا نقول الأدب الروسي فيما قبل الثورة عمالقة الأدب، فهؤلاء كانوا مدد وأساتذة كبار ورافد من روافد تكوين شخصيتي الأدبية”.
وأشار إلى أن القراءة جاءت متأخرة وأنا في مراحل سنواتي الأخيرة في الجامعة، فكنت اقرأ كثيرًا منذ الطفولة روايات الجيب فلم أترك رواية لم اقرأها، فالقراءة كانت مبكرة تربيت عليها، فكانت بداية القراءة الفعلية، ولكن القراءة المنظمة والممنهجة جاءت متأجرة، في الأدب الروسي والفرنسي والإيطالي وأمهات كتب، لكن في البداية أي كتاب يقع تحت يدري اقرأه.