«لقب بالملك والشاهنشاه».. حكايات عن نجم السينما الهندية أميتاب باتشان
أميتاب باتشان هو ملك السينما الهندية بلا منازع، وأشهر نجومها على مستوى العالم، وأسطورة بوليوودية حقيقية، وهو الذي لقب بنجم الألفية و«الملك» و«الكبير» و«الشاهنشاه»، وتعني فارس الفرسان أو ملك الملوك، نسبة إلى واحد من أشهر أفلامه، لكن أكثر الاسماء التي تليق له، الذي اختاره له والده، وهو «أميتاب» وتعني بالهندية «الضوء الذي لن يخبو بريقه أبدًا».. فهو نجم استمر بريقه لأكثر من 40 عامًا وبرغم تخطيه السبعين عامًا مازال في قمة عطائه ونشاطه حتى يبدو أن نجمه لن يخبو حيث يلمع اسمه على واجهات دور العرض ليس في الهند وحدها وإنما في جميع أنحاء العالم.
من اعظم 100 نجم
اختارته القناة الرابعة البريطانية ضمن أعظم 100 من نجوم السينما العالمية، قدم خلال مشواره نحو 200 فيلمًا وحصل على أكبر عدد من الجوائز السينمائية من بين نجوم السينما الهندية على الإطلاق.
لا يمكن إغفال كونه ظاهرة فنية، ممثل استثنائي، راقص، أدى كل الأدوار، واحد من النادرين في السينما الهندية فهو يغني بصوته الحقيقي، العميق، الدافئ، والمألوف للمشاهد ويؤدي بنفسه جميع الحركات الخطرة في أفلامه. يكفي بأن يذكر اسمه في أي مكان كي يثير زحامًا من شمال الهند إلى جنوبها، أو أي مكان في العالم، ومع ذلك، لم يكن هذا النجاح سهلا، فقصة حياة وأفلام الأسطورة أميتاب باتشان تحتاج لصفحات وصفحات حتى تروى بالكامل، لكنها في الوقت ذاته تحتوي على محطات رئيسية وحكايات لا يمكن إغفالها..
عطاء متواصل
كرمته مهرجانات العالم حيث نال جائزة الإنجاز الحياتي من مهرجان الإسكندرية السينمائي في 2001 ومهرجان دبي في 2009، وفي 2013 اختاره مهرجان «كان» السينمائي الدولي أحد أعرق وأهم المهرجانات العالمية ليلقى كلمة بمناسبة احتفال المهرجان بمئوية السينما الهندية وحرص باتشان على إلقاء كلمته بلغته الأم، قال فيها أنه لا يحب أن تعرف السينما الهندية التي تعد صناعة عريقة ومتميزة بوصفها تحتوي على بوليوود فقط، موضحًا أن لصناعة السينما الهندية هويتها وتفردها لذلك يفضل أن يطلق عليها لقب صناعة خصوصا عندما نحتفل بمرور قرن من الزمان على نشأتها، فهي تضم نوعيات متعددة من الأفلام بخلاف تلك النوعية الموسيقية التي تشتهر بوليوود بتقديمها. وقد تغيرت صناعة السينما في الهند خلال الخمسة عشرة عاما الأخيرة فلم تعد تعتمد فقط على الأفلام الغنائية والموسيقية.
شاهد على نصف قرن
يعد باتشان شاهدًا على قرابة نصف قرن من صناعة السينما الهندية منذ بداياته في عام 1969 من خلال فيلم «بوفان شوم» (Bhuvan Shome)، ومازال عطاؤه مستمرًا، بل بالعكس يخوض باتشان تجارب جديدة حيث قدم في 2013 أول أفلامه الهوليوودية “غاتسبي العظيم” إلى جوار النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو. ورغم أنه قدم دورًا صغيرا إلا أن «الكبير» كما يوصف في بوليوود لا يهمه مساحة الدور فهو لا يحتاج لمزيد من الشهرة أو العالمية وانما يمثل لأنه يقدس العمل وسيظل يعمل حتى آخر يوم في عمره.
مسيرة الملك باتشان.. تستحق التأمل والدراسة والتحليل، فلم يكن مشواره سهلا، لأنه بعد شعبية هائلة وصلت إلى أوجها خلال الثمانينيات، عبر باتشان صحراء في التسعينيات، حيث نبذ الجمهور أفلامه، وشخصياته. ولكنه عاد مجددًا لعرش النجومية الذي يبدو أنه مازال غير مستعد للتنازل عنه. العرش الذي جلس عليه بعد عناء وعدد من الأفلام اشتهر فيها بدور الشاب الغاضب عدو البطل لكنه سرعان ما سحب البساط وأصبح البطل المحبوب الذي يعشقه الملايين ليس في الهند وحدها وإنما في جميع أنحاء العالم، وذلك حسبما ذكرت هايدي عبد اللطيف في كتابها “موسوعة المشاهير.. الجزء الاول”. والصادر عن دار دوِّن للنشر والتوزيع.