جنازات الفنانين من الأحداث الجلل والمناسبات الحزينة التي تترك أثرًا سلبيًا في النفس، ونظرًا لأهمية المتوفي لأنه من الشخصيات العامة، فقد يحدث بعض المواقف بها ومن ضمن هذه الجنازات جنازة الفنان محمد فوزي رحمه الله، ففي يوم 20 أكتوبر ١٩٦٦ وفاة الفنان والمطرب محمد فوزى بعد صراع مع مرض سرطان العظام الذى غير ملامحه تمامًا خلال الفترة الأخيرة من مرضه.
عقب دفنه في اليوم التالى لجنازته نشرت الكثير من الصحف لتصف ما حدث فى جنازة الفنان العبقرى المحبوب رحمه الله، وأوضحت الصحف إلى أن وزير الإعلام آنذاك الدكتور عبدالقادر حاتم وممثلين عن وزارتى الثقافة والإرشاد، وعدد كبيرمن الفنانين حضروا جنازة الفنان محمد فوزى، وودعوه إلى مثواه الأخير.
وتعد المرة الأولى التي يحدث في جنازة أنه يصلى عليها ثلاث مرات، فقد امتدت مسيرة الجنازة من مسجد عمر مكرم بالتحرير حتى مسجد الحسين، وتمت الصلاة على الجثمان ثلاث مرات، الأولى فى مسجد عمر مكرم والثانية فى مسجد الحسين والثالثة فى مسجد الكحلاوى بالبساتين، حيث تم دفن الفنان الراحل.
ولمحبته في قلوب الملايين من الناس ومن المقربين له وزملائه، لم يتخلف عن جنازة الفنان محمد فوزى أحد من أصدقائه الفنانين حتى المرضى منهم، ولم يتحمل صديقه اسماعيل ياسين السير فى الجنازة فأغمى عليه، بينما أصر يوسف وهبى على وداع فوزى حتى مقبرته، وعندما تم دفن الجثمان أغمى على زوجته كريمة وتم نقلها للمنزل حيث عولجت من الانهيار العصبى من فج الفراق، وأصيب شقيقته هدى سلطان بحالة ذهول من هول المصيبة.
ومن المواقف النبيلة لبعض زملائه، أصر الفنان محرم فؤاد على المشاركة فى حمل جثمان فوزى حتى مقبرته، بينما اشترك الفنان محمد الكحلاوى فى تلاوة القرآن مع المقرئين على المقبرة عنذ إنزال الجثمان، وأغمى على تحية كاريوكا وثريا حلمى ومديحة يسرى ثلاث مرات أثناء الجنازة.