تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الدنجوان رشدي أباظة

كانت الأيام الأخيرة في حياة الدنجوان رشدي أباظة مليئة بالتعب فقد اصيب بالسرطان وخضع لعملية جراحية دقيقة وغيرها، ويصف الكاتب الصحفي أحمد السماحي أيام رشدي أباظة الاخيرة في كتابه “الدنجوان.. أسطورة الابيض والأسود” كما سيرد في التقرير التالي..

الزواج من نبيلة أباظة

وبعد قيامه ببطولة فيلم “الأقوياء” أمام محمود ياسين وعزت العلايلي ونجلاء فتحي وأخيه فكري أباظة قرر رشدي أباظة أن ينعي حياته العاطفية بزيجة عقلانية جداً فتقدم لإحدى قريباته من العائلة الأباظية حتى تكون أمينة عليه وهو يمر بالمرحلة الدقيقة في حياته ، وتم الزواج بالفعل من السيدة “نبيلة أباظة” الأرملة الجميلة، وفي ليلة الزفاف شعر “رشدي” بإرهاق شديد وبأنه لا يستطيع تحريك يده اليمنى بشكل طبيعي ولكنه لم يلتفت للأمر.

الإصابة بالسرطان

ازدادت الآلام والأوجاع في جسد “الدنجوان” فاصطحب فكري أباظة الطبيب إلى البلاتوه بعد رفض أخيه الذهاب إلى العيادة، وبعد الفحص طلب منه الطبيب ضرورة عرض نفسه على أحد أطباء المخ والأعصاب، وسمع النجم الكبير النصيحة وذهب ليطلب منه الطبيب إجراء أشعة كشفت عن وجود ورم في المخ.. وأصبح السؤال المخيف: هل هو رم حميد أم خبيث؟! فسافر رشدي إلى لندن وخضع لجراحة على يد الدكتور “جون أندروز” استغرقت 6 ساعات كاملة، ثم عاد إلى القاهرة دون أن يشفى من حالته المؤلمة، وفي مصر صارحه الدكتور جمال الفرمان بالحقيقة، فعرف أنه مصاب بالسرطان، وخضع لعلاج دقيق لازمته خلاله زوجته “نبيلة أباظة” ورغم ذلك فقد قرر فجأة أن يطلقها وبدا السؤال للجميع غريباً وغير مبرر.. وعندما سأله “فكري” عن السبب رد بمنتهى البساطة “لقد  عشت طوال حياتي حراً..وأريد أن أموت حراً أيضاً”.

تدهور الحالة الصحية

بعد 4 أشهر من الآلام والعلاج القاسي تدهورت حالته الصحية فدخل مستشفى العجوزة ثم انتقل إلى غرفة العناية المركزة، والتي قضى فيها 19 يوماً لم تفارقه خلالها الآلام والأصدقاء، وحضرت “صباح” خصيصاً من بيروت للاطمئنان عليه، ولكنها لم تتمكن من رؤيته لأنه أمر بألا يدخل غرفة العناية المركزة سوى أخيه فكري ونادية لطفي، وفي أحد الأيام جاءت ابنته “قسمت” وهي تحمل طفلها الرضيع “أدهم” وطلبت أن يراه جده وهو في العناية المركزة، ورغم معارضة نادية لطفي نزولاً على رغبة “رشدي” قرر “فكري” أن تدخل على مسئوليته، وفي الداخل ظلت “قسمت” تقف بجوار سرير أبيها وبجوارها عمها “فكري” ونادية لطفي حتى فتح عينه وأمسك بقدم حفيده وقبلها بحنان ورقة ثم عاد إلى الغيبوبة مرة أخرى.

الرحيل

وفي تمام الساعة الثامنة من صباح يوم الأحد 27 يوليو 1980، أسلم رشدي أباظة روحه إلى بارئها وكانت كلماته الأخيرة: صلوا من أجلي.. فقد أحببتكم جميعاً.