«حاز على إعجاب نفيسة شلفط».. أيام سيد ليزة فتوة السبتية
تناول كتاب “تاريخ فتوات مصر ومعاركهم الدامية” للكاتب سيد صديق عبد الفتاح، تاريخ فتوات مصر، وتحدث عن حياتهم ومعاركهم ومشوارهم الطويل في هذه المهنة والأحياء الذين ترأسوها.
سيد ليزة فتوة السبتية
ومن بين هؤلاء الفتوات سيد ليزة فتوة السبتية كان معتزًا بجرأته مفتونًا بقوته يختال تيها ودلالا فخرًا بسلطانه وإعجابًا بجبروته لا يكرر أمره ولا يزيد من قوته.
وفى أوج عظمته وطغيانا تقدم إليه مخلوق أكتع من أضعف المخلوقات ليحاسبه عن ماضيه ويعاتبه عن حاضره فكان حسابه قاسيًا عسيرًا وكان بمثابة درسا صارما وعظة بالغة للوى النفوس الملوثة والأرواح الآثمة هؤلاء الذين أغمضوا عيونهم عن أفضل صفات الإنسانية وأجفلوا عن أرق مميزات البشرية فعاشوا للدنيا الفانية وقد تناسوا أن أحدا لن يعيش إلى الأبد.
قضية عن نهاية ذئب بشرى اشترى الإجرام لحابه فساق إليه القدر إنسانًا عاجزًا ليسكت عواءه إنسانا يشعر بأنه يحيا فى هذا العالم الصاخب منبوذًا ذليًا,
سيد ليزة شاب فى مقتبل عمره وهبته الطبيعة قوة خارقة وجرأة نادرة فاستغلها لفرض سلطانه على أهالى حى السبتية حتى تم له ما أراد فخضع له الجميع وطأطأت الرؤوس لشخصه خشية لطشه.
كان سيد رجلًا مفتريًا تعمل عصاه لأتفه الأسباب وتجز سكينه وتنحر الأجسام لأوهاها وأبسطها فتسيل دماء الضحايا تروى ظلم الباطش الظالم القادر على الفتك.
اختار ليزة مكانا مختارا له بالحى يقف فيه بعربته التى تحمل أصناف الكرشة وقد تمنطق بحزام جلد عريضة علق فى إحدى جانبيه سكينا لامع النصل والويل كل الويل لمن ينافسه أو يرفض الشراء منه فمعنى ذلك أنه وضع روحه على يده أو ضحى بالكثير من دمائه
نفيسة شلفط.
وحاز سيد إعجاب نفيسة شلفط بائعة الخضر المتجولة وإحدى ساكنات الحى التى تشعر بجمالها وجمال قوامها وكانت محط أنظار أهل الحى جميعه.
ومن ذلك التاريخ دخلت نفيسة فى حماية سيد وابتعد عنها الفضوليون وبدأت البائعة تشعر بالغرور وتثور لأتفه الأسباب وتسب بل وتضرب من لا يعجبها
حلوانى الأكتع
وحدث أن تقدم شاب أكتع هزل ضعيف من نفيسة وحاول أن ينتقى الصالح من بضاعتها فلم يرق ذلك فى نظها فاعتدلت ورفعت يدها وهوت بها على وجه منصور حلوانى ذلك الشاب الأكتع فأخذ منصور صفعة نفيسة ولم يكن من سكان الحى فثار لكرامته وهجم عليها بعصبية وركلها بقدمه فسقطت على الأرض.
وسمع ليزة صوت استغاثة نفيسة حبيبته فأسرع إليها شاهرا سكينا فهاله أن يراها وقد انبطحت أرضا وذلك المخلوق المشوه الضعيف ينهال عليها ركلا بيديه وقدميه فتقدم ليسكن سكينه جسد منصور وهنا أقحم القدر نفسه.
فقد أفلت الأكتع بأعجوبة لم يكن هو نفسه يتوقعها وهنا فى آن واحد اختل توازن سيد فسقط على الأرض دون أن يتسبب أحد فى سقوطه وأفلتت السكين من يده وأسرع من لمح البصر كان منصور قد استولى عليها واستغل هذه الظروف المواتية فانقض على سيد يكيل له الطعنات فى جسمه حتى النهاية التى أسكتت هذا الوحش إلى الأبد فقد نفذ النصل إلى قلبه فانفصلت روحه عن جسده لتودع هذا العالم.
وهكذا عاش إنسان كان فى يوم ما يختال ببطولته وجرأته ثم كانت نهايته تلك النهاية التى أقبلت على حين غرة وعلى يد إنسان بائس محروم يعتبر من أضعف المخلوقات البشرية قاطبة ولكن هكذا شاءت المقادير أن تسخر من ذلك المفتون الجبار فكان سهما نافذا ورماية محكمة.
اقرأ ايضا: