سياسي ليبيى: أفريقيا تستطيع توفير الطاقة للعالم إذا توفر لها الدعم اللازم

قال المحلل السياسي الليبي حسين السويعدي، بعد ثمانية سنوات من القمة الأولى الأفريقية الأمريكية تنعقد القمة الثانية الأمريكية الأفريقية، وذلك بحضور 49 دولة أفريقية، وقد تم حرمان 5 دول جرى تعليق عضويتها بالإتحاد الأفريقى.

وأوضح السويعدي أنه قد تأسس الاتحاد الأفريقى في 9 سبتمبر 1999، بمدينة “سرت” الليبية وقد كان معمر القذافى انطلاقًا من دعوات الآباء المؤسسين وقادة التحرر بأفريقيا لوممبا، ونكروما، وعبدالناصر، ومانديلا وكنياتا، وموبوتو وغيرها.

وتابع:”قد قاد تحويل منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقى، هذا وقد ساهمت مصر في زمن الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر وليبيا والجزائر  فى دعم حركات التحرر فى أفريقيا، وقاموا بفتح بلدانهم لتدريب عناصرها وتمويلها ودعمها سياسيا، ولهذا كان لهذه القيادات ارتباطًا ثوريًا وروحيًا  بقيادة ثورة يوليو والفاتح.

وأكمل: وقد ساعد ذلك فى الاستجابة إلى دعوات تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية بقيادة مصر وتأسيس الاتحاد الافريقى بقيادة ليبيا، وتؤكد الاعترافات من قيادات العدوان الأطلسى على ليبيا بأن أسباب اسقاط النظام فى ليبيا هو افريقيا ودينارها الذهبي.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ”مباشر 24″ أن هناك أكثر من 40 مليون أسود أفريقى فى أمريكى يشكلون الفئة الأكثر اضطهادًا فى أمريكا رغم وجود بعض منهم فى الكونجرس والحكومة الأمريكى إلا أن السود يعيشون ظروف مأساوية فى أمريكا، وهناك أقليات لاتساويها عدد تسيطر على الإقتصاد والسياسة والإعلام الأمريكى مثل الأقلية الصهيونية.

تعداد سكان أفريقيا وآسيا

وتابع:” ورغم أن أفريقيا من أكبر قارات العالم بعد آسيا وسكانها 25% من سكان العالم مايقارب المليار و700 ألف وتشكل دولها 28% من الكتلة التصويتية فى الأمم المتحدة و90% من الاحتياطيات  فى الخامات والمعادن، وخاصة الكوبالت والبلاتين واليورانبوم والذهب والألماس وتملك أكبر احتياطيات الطاقة من الغاز والنفط، وبها أكبر مخزون للطاقة المتجددة من الشمس والرياح والمياه، وبها أكبرالصحاري فى العالم الغنية وغابات أفريقيا من الأكبر فى العالم، وبها أكبر وأطول أنهار العالم والبحيرات الكبرى.

وأكمل:”تقول حفريات الأنثروبولجية بأن ولادة البشرية تمت من أفريقيا، وأن جنة الأرض هى أفريقيا، ورغم ذلك يعتبر المواطن بالقارة الأفريقية من أكثر القارات فقرا وتخلف ومعاناة وتوطن للأمراض الفتاكة ويتجه شبابها إلى الهجرة أوحمل السلاح فى حروب أهلية، وحدودية أو وقودًا للإرهاب، وللأسف لاتتوجه الحكومات الأفريقية لحل مشاكل أفريقيا والتى هى بسبب تفرق أفريقيا، وعدم وحدتها وغياب السلطات فى السلطة الافريقية  وهناك العامل الأكثر سبب للازمة الأفريقية هو الاستعمار، ونهب الثروات ونشر العصابات وتنصيب عملاء يقدمون ثروات أفريقيا ثمنا لبقاءهم فى السلطة، وقد سجلت الأحداث كيف تدبر فرنسا فى الدول الفرانكفونية الانقلابات بها وكذلك بريطانيا فى الأنجلوفون وقبلها أسبانيا والبرتغال وبلجيكا وألمانيا.

وقال مواطنين ماليين ونيجريين وتشاديين فرنسا منذ 100 سنه وهو تحتلنا وتنهب اليورانيوم لتضى به باريس ونحن نعيش فى الظلام، ولهذا أفريقيا بينها وبين أمريكا وأوروبا عقدة تاريخية وهى الاستعمار والاسترقاق، ومن ناحية أخرى هناك فجوة مصداقية وعدم ثقة فى ماتطرحه هذه الدول تجاه أفريقيا والتى تعاملهم كعبيد وتلاميذ وتابعين  ينبغى ان يطيعوا السيد الأبيض وكان مثال البيض بجنوب افريقيا نموذجا لذلك ولكن السؤال الأهم هو لماذا هذه القمة وماسر تأخرها ثمانية سنوات وماسر هذا الهراع الأمريكى   السبب الأكثر مباشرة هو الأحداث العالمية الأخيرة بعد الحرب الباردة والمواجهة بين الغرب بقيادة أمريكا والشرق بقيادة روسيا الصين فى أوكرانيا وتايوان وكوريا ثم الحضور والتمدد الصينى فى أفريقيا والذى قبله الأفريقى بسبب عدم مشروطيته والتعامل الندى مع الأفارقة وباحترام وتقدير غير الموقف العنصرى الأبيض الأمريكى الأوروبى فقد ساهمت الصين فى مشاريع البنية التحتية كهبات تقريبا فى كل العواصم الأفريقية، كما وصل حجم القروض والمساعدات مع أفريقيا أكثر من 300 مليار  وحجم تجارى واسع جدًا يزيد عن  3 مليار، الخ.

والصين تقدم تعاملها بدون مشروطية، بدون أفريكوم، قواعد عسكرية، حقوق إنسان، ديمقراطية نمط أمريكى، ثقافة بالنمط الأفريقى متجاهلة البيئة الثقافية الأفريقية.

وتابع: هنا الأفارقة وجدو فى الصين ملجأ وسند من ناحية اقتصادية وروسيا ملجأ وسند للدعم العسكرى الخالى من المشروطية خاصة وان روسيا الشيوعية (الاتحاد السوفيتى كان نصير لأفريقيا وحركات التحرر ضد الاستعمار.

وأكمل: موضوع الأمن فى افريقيا وكما هو معلوم ومتداول من بعض المصادر بان أمريكا مصدر الارهاب فالقاعدة اسستها أمريكا فى أفغانستان وداعش اسستها أمريكا فى العراق، وكذلك فى الصومال وتنتشر داعش الان فى اكثر من 20دولة أفريقية، وقتل الآلاف وهجر ونزح الملايين بأفريقيا نتيجة الإرهاب والتنمية والاستقرار مهدد أفريقيا حيث بيئة الفقر والاضطهاد  والحرمان يجعل الشباب الأفريقى يمتشق السلاح وتجنده هذه الحركات الإرهابية.

ومعروف أن أمريكا شكلت أحلاف لمقاومة الإرهاب من أفغانستان إلى سوريا والعراق ولكن للأسف لم يتم القضاء على الإرهاب بل زاد انتشاره وهذا درس لأفريقيا ينبغى أن تستفيد منه وينبغى لأفريقيا أن تكون هناك رؤية واستراتيجية حول محاربة الإرهاب ولكن بإدارة أفريقية وتقدم أمريكا الدعم اللوجستي فى ذلك وتدريب قوة أفريقية للتعامل مع الإرهاب وأن لايكون الإرهاب طريقا لتدمير النظام الإفريقى وإعادة احتلال أفريقيا أو ن تجرى على أرضها حرب بين الدول العظمى تزيد الطين بله.

واستطرد قائلًا:” ولهذا أفريقيا أمامها بعد أن تسمع ماذا تريد أمريكا فى هذا اللقاء ومعرفة مدى الدعم الأمريكى لأفريقيا أن تعود وتعقد قمة أفريقية وتشكيل مجلس تنفيذى أفريقى يوحد سياسة أفريقيا التنموية والتكنولوجية والصحية والتعليمية والأمنية، وأن نلغى  سياسة الأنفرادية، وكل دولة تعمل استراتيجية لوحدها ومتناقضة مع دولة أفريقية أخرى مهما كان حجمها صغير أو كبيرا وأن نذهب فعلا إلى ولايات أفريقية متحدة وجيش أفريقى وبنك مركزى أفريقى وحكومة فدرالية أفريقية فافريقيا كانت يوما 10 ألف  دولة فصارت اليوم إلى 50 دولة ممكن أن تتحول إلى دولة واحدة إذا توفرت إرادة ثورية أفريقية بروح عبد الناصر.

وأشار إلى أن القضية الملحة أمام هذه القمة قضايا نزاع وفوضى وازمات أمريكا شريك فيها ومن وراءها  واهمها:أزمة ليبيا واسقاط دولتها ونظامها ونشر الفوضى بها، سد النهضة والتى أمريكا وربيبتها إسرائيل وحلفاء لها من وراء والتخطيط لاقامته، نشر الإرهاب فى القرن الأفريقى والبحيرات الكبرى وماوراء الصحراء، التنافس الخشن وربما المتطور إلى تنافس مسلح بين القوى العظمى وخاصة أمريكا والصين وروسيا بافريقيا، فافريقيا مع مصالحها  ومع التعاون الديناميكى مع الدول الكبرى والتكتلات العالمية أفريقيا تستطيع أن توفر الغذاء للعالم إذا قدم لها العالم الدعم اللازم، وأفريقيا تستطيع توفير الطاقة للعالم اذا قدم لها الدعم اللازم .

وهكذا أمام أفريقيا فرص كبرى فى ضوء التنافس العالمى حولها ممكن أن تتحول إلى تهديدات إذا افريقيا لم تضع إدارة واحدة رشيدة وشفافة وثورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى