رياض القصبجي، فنان عرف بخفة دمه، وشارك مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين عدد كبير من الأفلام، عرف من خلالها بـ”الشاويش عطية” وكانا ثنائي رائع، وظل القصبجي فترة طويلة يقوم بأعمال كوميدية، لكن الحياة لا تظل على وتيرة واحدة طوال الوقت، فقد مرض القصبجي فترة ليست قليلة تقرب الخمس سنوات قبل رحيله.
في بداية مرضه، أصيب رياض القصبجي بالشلل النصفي، و على أثره لم يستطع مغادرة الفراش وعجز عن العمل تمامًا و عن سداد نفقات العلاج، فكانت محنة له، فكان كانت هناك قلوب رحيمة أردت أن تخفف عنه معاناة المرض.
ففي عام 1962 أراد المخرج حسن الامام ان يساعده ويرفع من روحه المعنوية ويقوم بعودته للعمل في التمثيل مرة أخرى، فقد كان الإمام يقوم بتصوير فيلم “الخطايا” للعندليب عبدالحليم حافظ، فأرسل إليه للقيام بدور في الفيلم بعد أن سمع انه تماثل للشفاء نوعًا ما.
وسرعان ما جاء القصبجي إلى الاستوديو مستندُا على ذراع شقيقه متحاملا على نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أنه يستطيع العمل مرة أخرى والوقوف أمام الكاميرا، لكن المخرج حسن الامام أدرك أن القصبجي مازال يعاني و أنه سيبذل مجهودًا كبيرًا ،، فأخذ يطيب بخاطره ويمازحهه وطلب منه تأجيل العمل، إلا أن الشاويش عطية صمم على أداء التمثيل.
ولكن لم تكتمل الفرحة بالعودة فأثناء اندماجه في أداء الدور سقط على الأرض في مكانه، واجهش في البكاء وانهمرت الدموع من عينيه وهم يساعدونه على الوقوف ويحملونه بعيدًا عن البلاتوه ، وعاد إلى بيته، ليلازم الفراش، وكانت تلك آخر مرة يواجه فيها الكاميرا، وبعد عام من هذا الموقف فارق رياض القصبجي الحياة وظل جسده في فراشه ينتظر تكاليف جنازته حتى تم دفنه في 23 أبريل من العام 1963.
وقبل هذه الواقعة بأربع سنوات ظل القصبجي طريح الفراش ولم يزوره أحد من الفنانين سوى الراحل فريد شوقي، وهذا ما جعل القصبجي ذات مره بيشتكي لـ فريد شوقي أن أقرب أصحابه إسماعيل ياسن آنذاك مسألش عنه ولا زاره ولا مرة واحدة، وبكى بحرقه من الجحود الذي عايشه من الفنانين فنظر إليه فريد شوقي بضحك وقال له قاعد معاك الملك بـ نفسه مش مكفيك ولا ايه؟
وكان فريد كان “شبه” أسبوعياً بيروح له البيت ويقعد معاه وياخد معاه أكل يكفيهم أطول فتره ويشوف اي ناقصهم فلوس لبس اي حاجة، واستمر فريد شوقي يراعي ولاده حتى بعد وفاته وكان بيبعت لهم مبلغ شهري دايماً ويقولهم” ده حق ابوكم “.
وعلى الرغم من رحيل القصبجي الذي زاد عن الستين عامًا فقد تداول رواد التواصل الاجتماعي صورًا له وهو جالس علي مقهى ديانا في شارع ابراهيم باشا الجمهورية حالياً بالقاهرة عام 1948.
ويشار إلى أن الفنان رياض القصبجي، ولد في 13 سبتمبر ورحل فى مثل هذا اليوم 23 إبريل عام 1963، عمل في بداية حياته “كمسارى” بالسكة الحديد، وأحب التمثيل منذ الصغر، وبعد فترة انضم إلى فرقة التمثيل الخاصة بهيئة السكة الحديد، ثم انضم إلى فرق الهواة، ثم فرقة علي الكسار، وفرقة دولت أبيض ثم استقر مع فرقة إسماعيل يس المسرحية.
شارك في الكثير من الأعمال الفنية مع إسماعيل ياسين، مثل: إسماعيل ياسين في الطيران، وإسماعيل ياسين في مستشفي المجانين، وغيرهم من الأفلام التي مازالت تعرض حتى الآن.